خرائط الفرح
“رسالة أدبية”
…………………………………
إلى النائم في ديار الآخرة.. أبي الحبيب
عليك سلام الله و رحماته حتى تقوم الساعة وبعد..
“ما مر ذكرك إلا وابتسمت له
كأنك العيد والباقون أيام
أو حام طيفك إلا طرت أتبعه
أنت الحقيقة والجلاس أوهام”
قرة عيني..
لن أناديك بأدوات النداء لاسيما تلك المستعملة للبعيد.. فكيف ذلك؟! وأنت تسكن نبضي..
هذا العيد أفتقدتك مع كل ثوانيه، وبكيتك مع كل طقوسه.. بكيتك بدموع لا ترى بالعين المجردة، ولا تلمس بالأنامل.. كانت دموع من نوع آخر !!
أبي..
أتى العيد هذا العام ويا ليته لم يأتِ
فقد أتانا حاملا معه جلاميد من المآسي..
جاءني بفتات فرحة عقفاء تجر خلفها وابل ذكريات من ماض كان بالأمس حاضرا.. تستعمر وجداني ثم تُغرِق قلبي في سعير التناهيد.. ورغم ذلك عنوة أحاول إحياء شعائر الله في هكذا مناسبات دينية..
أبي..
يظنون أن ابتسامتي تتراقص على وجهي سعادة، ويجهلون أنني أرسم خرائط الفرح على وجعي كي يبدو متأنقًا.. وأرتدي قناع البشاشة في تواجدهم ثم ينخلع من تلقاء نفسه في سجن عزلتي.. فروحي التي تتوشح الحياة ترقص على شفرات الأحزان..
أبي
قبل أيام زرت منامي و الضحكة تشرق من بين نواجذك.. تلك الضحكة مثل قبسِِ من نور أضاء لي قلبي المسجون في كهف حالك في بحر لجي تغشاه أمواج هائجة وأخرجني إلى نور الأمل.. فأستحلفك بالله أن تستمر في زيارتي حتى يخضرَّ جذعي ويتأبط جذور العمر الفاقدة نضارة البقاء.
أبي الحنون..
طيلة هذه الأشهر التي مرت عليّ ثقالًا ثقل الديون وأنت قريب مني قرب الكُحل من العين.. فكلما ناديتك بأبي تنسكب الطراوة على روحي.
صحيح أن المسافات باعدتنا لكن ضِرام الشوق في قلبي يلتهمها كما تلتهم النار الهشيم.. فمهما غبت عني ستبقى أقرب إليّ من حبل الوريد..
بقلم الأديبة.أسماء الشيباني
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي