فاديه عريج
شاعرة وقاصة سورية
تكتبُ النّثر والقصصَ القصيرةَ وقصص الأطفال، والمقالات التّربوية.
-حاصلة على المركز الثّاني على مستوى القطر في مسابقة القصة الموجهة لمرحلة الطّفولة المُبكرة التي أعلنت عنها وزارة الثّقافة السّورية/ مديرية ثقافة الطّل لعام 2023م.
حاورتها جميلة بندر
1- كيف بدأتِ مسيرتك الأدبية؟ ولماذا تكتبين؟
كانت بدايات خجولة في مرحلة الدّراسة الإعدادية، مشجعي الأول كان مدرس اللغة العربية. وباعتقادي أنّه لا زمن محدد للبداية لأنني أومن أن الشّاعر أو الأديب لا بد أنه بدأ الكتابة في سن مبكرة فإبداع الطّفل الصّغير حين يرسم لوحة بالألوان مثلا هو كتابة من نوع آخر، ولولا خياله الخصب لما استطاع التّعبير بالألوان بطريقة بديعة.
أما لماذا أكتب، أكتب لأرضي هذا القابع في أعماقي، لأرسم الإحساس بمداد ضجيج الصّمت والإحساس السّاكن في داخلي، الذي يعبر بي إلى ما بعد الوجود أحيانا، أكتب لأرضي نفسي أولا، لأخفف عن هذه البئر دائمة الامتلاء في الأعماق.
لا أعتبر الكتابة مهمة يجب أن تنجزها أبدا هي إلهام يستنهض يراعك من غفوته ساعة يشاء، أكتب كي أبقى على قيد الحياة.
2- ماهي المواضيع التي تفضلين تناولها في كتاباتك وما هي الروايات والكتب التي تأثرت بها وأثرت في أسلوبك الأدبي؟
الواقع يفرض مواضيعه علينا، نكتب عن الفرح تارة، أو الحزن تارة أخرى، أو الحب أو الفقر والحروب.. الخ الأديب ابن بيئته ومحيطه ومن الواجب ألا ينسلخ عنهما في مشاعره.
الروايات والكتب التي تأثرت بها كثيرة، أهمها الرّوايات العالمية، فأنا قارئة لأهم الرّوايات العالمية وكنت في السابعة عشرة من عمري منها: (كوخ العم توم) و (البؤساء) و (آنا كارنينا) و(ذهب مع الرّيح) و(الحرب والسلام) و (مرتفعات وذرنغ) و (كليلة ودمنة) و (عمال البحر).. الخ.
باعتقادي الواقع والموهبة هما اللذان يؤثران في أسلوب الكاتب أولا، ثم كثرة القراءة وثقافة الكاتب وغناه المعرفي.
طبعا الكتب تصقل الأسلوب وتغني اللغة وتؤجج المشاعر.
3- كيف يمكن للكتابة أن تساهم في تشجيع الوعي البيئي وحب الطّبيعة حيث المشي فيها يعد من أهم هواياتك؟
الإنسان مجبول على حبّ الطّبيعة، فالنص الذي تستقي صوره وتشبيهاته من الطّبيعة، يتغلغل إلى أعماق القارئ أكثر، فمن السّهل جدا تشجيع الوعي البيئي بالأدب، فالأدب أشعل ثورات غيرَت وجه العالم، فكيف به لا يغرس في نفوس البشر الوعي البيئي وحبّ الطّبيعة.
4- ماهي رؤيتك لمستقبل الأدب في سوريا والعالم العربي؟ وكيف يمكن للكتابة أن تكون الوسيلة للتعبير عن الهوية والمساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي؟
لست في مكان يخولني تقييم الأدب في سوريا أو العالم العربي.
أما الكتابة وكيف تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي، فالتاريخ يحدثنا عن هذا والشواهد كثيرة، التاريخ الأدبي للأمة العربية خير شاهد مرورا بالعصر الجاهلي ثم الراشدي والأموي والعباسي والأندلسي والفاطمي إلى عصرنا هذا. فهو حافظ ويحافظ وينقل تراثنا الثقافي من جيل إلى جيل وإلى الأمم.
5- ديوانك الأدبي الأول عارية الحواس” ما هي المواضيع والمشاعر التي تناولها الديوان؟ وكيف كانت تجربتك في نشره وكتابته؟
مواضيع الديوان تتغنى بالحبِّ والمحبة، رومانسي، وأجمل من تحبّ هو الذي تصنعهُ المخيلة.
إذا تقبَّلتَ ذاتك تقبلا عميقاً سوف ترتدي ثوب المحبة في كلّ شيء ومنها الكتابة.
كانت تجربتي في نشره الأولى؛ وكنت سعيدة بها، رغم أنني لو عدّتُ لطباعته الآن لعدلت في نصوصه كثيرا.
6- ما هو الدّافع من وراء ترجمة ديوانك الثالث يشبهك هذا المطر إلى اللغة الأمازيغية؟ وكيف تم تسويق ديوانك في الأسواق العربية والأمازيغية؟
الدّافع هو إيماني العميق أن للترجمة دور لا يستهان به في التّواصل بين الشّعوب؛ وهي الخيط الناظم الذي يربط بين المجتمعات ويدعم نسيج الحضارة الإنسانية، والجسر الذي يربط الشّعوب المتباينة والمتباعدة ويقرب بينهما.
سُوِقَ الدّيوان عبر مواقع الكترونية أولا؛ وضمن سلسلة دواوين مترجمة شرق أوسطية، ومن ثم طُبِع ورقيا في العراق وشارك في معرض بغداد الدولي للكتاب وأتمنى أن يحظى بإعجاب القارئ.
7- هل يوجد موضوع محدد تفضلين تناوله في ديوانك القادم؟ وهل لديك خطط للمشاركة في المشاريع الأدبية أو الثقافية في المستقبل؟
ديواني القادم يتناول المواضيع الإنسانية، ووجع الإنسان، الحبّ، والأمومة، الطّبيعة الملهمة في معظم النصوص.
وعن مشاركتي في مشاريع أدبية مستقبلية فأنا لا أمانع حتما إذا كانت ذات حضور وازن وفعّال.
8- ماهي القصص التي نشرتها للأطفال؟ وكيف كانت استجابة القراء لها؟ وما الذي دفعك لاختيار توجيه القصص والمقالات التربوية للأطفال؟
نشرت عددا لا بأس به من قصص الأطفال في مجلات ورقية والكترونية، منها الأرنب الودود، الفراشة والنحلة، شام في الحقول، راقصة الباليه، نمول في الحقول، أمنية الغيوم، دودة الأرض.. الخ .
كانت استجابة القارئ لها إيجابية ومفرحة لقلبي. والذي دفعني لكتابة المقالات التربوية عن الطفل وتوجيه القصص للأطفال عشقي لعالم الطفولة، وإيماني العميق أن بناء جيل سليم فكريا وتربويا يعني بناء المستقبل الزاهر للأمم، وإيماني المطلق بحقوق الطّفل على كافة الأصعدة ومنها التّربية والتّعليم، المهنة التي اخترتها في حياتي العملية.
9- ماذا تقولين لمن يهمه أمر الثقافة والأدب والشعر في العالم؟
أقول: أنتم ضمير وصوت من لا صوت له.. وكل الجوانب الإبداعية بين أيديكم من التشكيل والمسرح والقصيدة والرواية والقصة، يجب أن ترصد الحالات الإنسانية لتكون شاهدا على العصر، وتساهم في السّهر على صحة وتطور المجتمع فكريا وإنسانيا.
الحلم والمغامرة والخيال، وسائل الشعراء لإنقاذ العالم، فكل قصيدة هي مغامرة لبلوغ العافية.. عافية العالم.
10- ما رأيك بالملتقيات الشعرية؟ وخصوصا ملتقى الشعراء والعرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد؟
الملتقيات الشعرية وخاصة الرّقمية؛ تجربة غنية ثرية بالكثير من المعطيات الإيجابية في ظل ما تحققه من انتشار سريع ووصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء، لا بل إنها تغني أحيانا وليست بديلا عن النشر الورقي الذي ربما لا يصل إلى أبعد من متصفحيه. ومن سلبياتها وجود بعض المتسلقين.
ورأي بملتقى الشعراء والعرب الذي يترأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد، هو ملتقى زاخر بالأعضاء المبدعين، يقدم كلّ ما يدعو للمتابعة والاهتمام، من منشورات وتجارب ثقافية وأدبية غنية بالرّقي والجمال. وهنا أتوجه بالشكر لمؤسس الملتقى وراعيه الصّديق الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد على ما يقدم من جهود قيمة، مع كلّ للقيمين على هذا الملتقى.
………………………………….
حاورتها من لبنان جميلة بندر عضو بملتقى الشعراء العرب محررة بمجلة أزهار الحرف.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي