نوار الشاطر :
• إعلامية وشاعرة وصحفية سورية.
• بكالوريوس، علم أحياء، تخصص أحياء دقيقة، جامعة دمشق
كتبت في عدة صحف ورقية ومواقع إلكترونية عربية ، وعملت بها كمحررة ورئيسة تحرير ايضاً.
• كاتبة وصحفية في مجلة الحياة.
صدر لها ثلاث مجموعات شعرية :
هديل قلب – كوكب دري -هل بلغك شعري ؟
ومن هنا كان لمجلة أزهار الحرف معها هذا الحوار.
حاورتها جميلة بندر
——————
1.يبدو أنك تمتلكين خلفية غنية في العلوم والأدب، كيف استطعتي تحقيق التوازن بين الاثنين؟وما هي أهم التحديات التي واجهتك أثناء عملك في الإعلام والأدب؟
تخرجت من جامعة دمشق كلية العلوم تخصص أحياء دقيقة و عملت في مجال المختبرات الطبية في أحد المشافي لعدة سنوات بالإضافة إلى الإشراف على الجوانب التطبيقة في كلية العلوم ، أما الكتابة فكانت هوايتي منذ الطفولة كنت أعشق الأدب والشعر والكتابة ، في الغربة توفر لدي الوقت وشعرت بشوق شديد لدمشق و للأهل فبدأت أكتب و أنشر كتاباتي في هذا العالم الأزرق شجعني الكثيرين ، و أثنى النقاد على كتاباتي ، وفي الوقت ذاته عملت كمحررة و رئيسة تحرير لعدة مواقع الكترونية فاكتسبت خبرة في هذا المجال وتطورت مهاراتي في الكتابة .
التحديات كانت كثيرة أبرزها الموازنة بين واجباتي كأم لطفلين صغيرين ، ومحاولة ايجاد وقت خاص للكتابة ولكن الاصرار والعزيمة و تنظيم الوقت ساعدني لأحقق ما أريده ولو بشكل جزئي .
2.كيف يمكن للأطفال الاستفادة من نشاط “نادي القراءة” الذي تديرينه؟وكيف يمكن للأمهات دعم القراءة لدى أطفالهن في المنزل؟
الاستفادة تكون بزرع حب القراءة التفاعلية عند الأطفال و جعلها عادة أساسية ويومي عندهم من خلال الحضور والمناقشة والتفاعل في النادي ، و تحفيز الأهل للأطفال على فكرة القراءة من خلال القراءة الجماعية في النادي ، و تقديمها لهم بقالب ممتع ومفيد ، ومتابعة الأطفال في البيت و تقديم كتب منوعة لهم مع التحفيز والتشجيع و الجوائز لجعل الأطفال مهتمين بالقراءة والكتب الورقية .
3.كيف تشعرين حول مشاركتك في العديد من المجالات المختلفة مثل الإعلام، الأدب، والعلوم.
وهل تعتقدين أن الإعلام يمكن أن يكون وسيلة للتغيير الاجتماعي؟
التنوع في الاهتمامات و القراءات عندي جعل لدي قاعدة علمية وأدبية وحتى في مجالات أخرى .
القراءة هي أساس المعرفة ، والبحث هو أساس العمل الصحفي ، ومن يمتلك أدوات الكتابة مع وجود قاعدة لغوية جيدة و معرفة منوعة يستطيع الكتابة في أي مجال .
وبالطبع الإعلام بكل أشكاله له أثر كبير في حياتنا وفي تكوين الرأي العام اتجاه أي قضية ، وهو وسيلة للتغيير الاجتماعي إذا توفرمعه عوامل أخرى ، ويبقى هذا التأثير نسبي حسب المجتمع وثقافته ،فالمجتمعات الواعية المثقفة لا يمكن التأثير عليها بسهولة ، والعكس صحيح .
4.ما هو تأثير الثقافة السورية على أعمالك الأدبية كإمرأة؟وكيف يمكن للمرأة أن تحافظ على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية؟
الهوية السورية واضحة جداً في كتاباتي ، فالكاتب والشاعر ابن بيئته وكيف إذا كانت هذه البيئة أصيلة وغنية جداً ، فأنا ولدت و ترعرت في دمشق أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ ، والحضارة السورية على مر العصور كان لها أثر عميق في المجتمع الإنساني ، وذلك كله انعكس على شخصيتي ككاتبة و حتى في أنشطتي الموجهة للأطفال ، فأنا حريصة على أن يكون للطفل هوية ثقافية مرتبطة ببلده حتى يستطيع أن يجابه العولمة التي نعيشها جميعاً .
التوزان بين الحياة المهنية والشخصية يكون بترتيب الأولويات و تنظيم الوقت ، استغنيت عن العلاقات الفارغة ومجالس الثرثرة التي تضيع الوقت وركزت على الانشغال بالقراءة والكتابة والاهتمام بعائلتي .
5.برأيك ما هو مستقبل الإعلام والأدب في العالم العربي؟ وما هي التحديات والفرص التي تنتظر الكتاب والصحفيين في المستقبل؟
الإعلام العربي مرتبط بأجندات يكتبها الغرب ، أغلب المحطات الإعلامية التي تحصد نسب مشاهدة عالية مرتبطة ببرامج غربية وتدعم من قبلها لتحقق هذا النجاح الجماهيري الواسع .
أما بالنسبة للأدب العربي فالوطن العربي حافل بالكتاب والمبدعين الذين مازالوا يحملون لواء الأدب و ينشرون الكلمة الراقية ، رغم وجود الغث وانتشار التفاهة و غياب الرقابة ووجود تدني في مستوى الكتابة و الأفكار إلا أن الكتابة في الوطن العربي ماتزال بخير وتقاوم الانحطاط الفكري .
بالنسبة للصحفيين والكتاب العرب للأسف الكتابة والصحافة في عالمنا العربي لا تؤمن لصحابها دخل مادي كريم إلا في حالات معينة كعملهم في مؤسسات إعلامية لها دعم مادي كبير تقدمه لأفرادها ، بالإضافة إلى غياب الشفافية فأغلب الصحفيين والكتاب عليهم أن يكونوا موالين للمؤسسة الإعلامية التي يعملون فيها ، وعلى هذا غاب الحياد في الصحافة والإعلام و أصبحت الحقيقة تائهة في طرقات تنتهي بالمصالح الشخصية والأهواء المؤسساتية .
6.هل يمكنكِ أن تشاركينا المزيد عن مجموعاتكِ الشعرية وما هي الرسائل التي حاولت توصيلها من خلالها؟
صدر لي ثلاث مجموعات شعرية نثرية : هديل قلب ، كوكب دري ، هل بلغك شعري ؟
أغلب القصائد هي قصائد وجدانية تعكس تجربة ذاتية تنوعت بين الشوق والحنين والغزل وأيضاً ديوان كوكب دري كان له سمة صوفية تعكس تجربتي في البحث عن حقيقة وجودنا و علاقتنا بالخالق عز وجل وتعزيز فكرة الحب الإلهي و نشرها بين الناس .
حاولت من خلال شعري أن أنشر الحب بكل أشكاله حب الله حب الوطن حب الإنسان لأخيه الإنسان وترسيخ فكرة أن الازدهار النفسي لا يكون إلا بالحب والعودة لإنسانيتنا و التعايش بمحبة وسلام في مجتمع متنوع وغني ومتعدد الأطياف.
7.كيف كانت تجاربكِ في الحصول على التكريمات من الجهات الإعلامية والأكاديمية، وما هي اللحظات التي شعرتي فيها بالفخر والامتنان؟
التكريم قيمة معنوية للكاتب والشاعر ، التكريم يحفز الكاتب و يجعله يشعر بالسعادة و يدفعه للمزيد من العطاء ، ويشعره أن رسالته وصلت ولو بشكل جزئي للمجتمع .
أجمل لحظة عشتها عندما وصلني تكريم عن كتابي
” كوكب دري ” من مشيخة الطريقة الصولية القادرية العلية في العراق ومن السيد الشيخ لطيف الصولي البرزنجي القادري الحسيني .
لأن كتابي كوكب دري يعني لي الكثير فهو أول كتاب أهديه لحضرة النبي الاعظم وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين .
8.ما هي الكتب المشتركة التي شاركتِ في كتابتها ، وما هي التجارب التي اكتسبتِها خلال هذه المشاركات؟
شاركت بعدة دواوين شعرية مشتركة منها :
طروادة نون النسوة ، النداء الأخير ، أرق أزرق ، العربي الآن ، دليل آفاق حرة للكتاب العرب ، انطولوجية السرد التعبيري .
كما كان لي مشاركات بقصائد باللغة الإنكليزية في سلسلة طريق الحرير في أجزائها الثلاثة ( قصائد باللغة الإنكليزية ، أنثولوجية المصريين القدماء ، ألف ليلة وليلة ، قصائد نانوية من أجل إفريقيا ) إعداد أ.أشرف أبو اليزيد .
بالإضافة إلى مختارت شعرية من سورية إعداد أ. سوارف ساركار وتم نشر المجموعة على موقع الأمازون .
المشاركات الجماعية تجعلنا ككتاب وشعراء منفتحين على تجارب الأخرين الأدبية وثقافاتهم المتنوعة ، وخاصة المشاركات باللغة الانكليزية لأنني كتبت النصوص الشعرية بالتلائم مع الأفكار المطلوبة ولكن بروح عربية أتمنى أن يصل معناها للقارىء الغربي .
9.كيف يمكن وصف تجربتك في العمل بصفتك سكرتيرة تحرير لمجلة أقلام عربية؟ ما هي أبرز التحديات التي واجهتها؟
هي تجربة رائعة أضافت لي الكثير كصحفية فعلى مدى سنوات تنوعت المواضيع التي طرحتها للقارىء بين الأدب بكل أشكاله والفن و الثقافة ، وذلك صقل شخصيتي الصحفية وأكسبني الخبرة في كتابة المقالات الصحفية وإجراء الحوارات الصحفية مع شخصيات رائدة في الوطن العربي بالإضافة إلى اتقان كتابة التقارير الصحفية و مواكبة الحركة الثقافية الأدبية العربية كون المجلة وإن كانت يمنية الإصدار إلا أنها عربية الروح ولها بصمة ثقافية راسخة .
10.كيف تتميز مجلة الحياة المسرحية التي تعملين بها؟ وما هو الدور الذي تلعبينه ككاتبة وصحفية فيها؟
مجلة الحياة المسرحية هي مجلة سورية عريقة صادرة عن مديرية المسارح والموسيقى في دمشق تصدر بشكل فصلي و تعنى بالمسرح السوري والعربي وهي من أهم المجلات العربية و شرف كبير لي الكتابة فيها .
أما عن كتاباتي فيها فهي تتركز حول محورين :
مسرح الطفل عن طريق تغطية المسرحيات الموجهة للطفل والكتابة عنها ، وأيضاً رصد الواقع المسرحي العربي عن طريق استطلاع موسع لأراء مسرحيين عرب في عدة مواضيع تشكل إضاءات على المسرح العربي .
11.ما هي أهمية كتابتك في مجلة واز المغربية للأطفال؟ وما هو الأسلوب الذي تعتمدينه في توصيل الرسائل إلى الأطفال من خلال كتاباتك؟
كتبت في مجلة واز الشعر والقصة الموجهة للطفل ، كما كتبت أيضاً في مجال المادة العلمية الموجهة للطفل .
لم أفكر يوماً أن أكتب للأطفال ، لكن أمومتي حفزتني للكتابة من أجل أطفالي ، وبهذا أعيش دوري كأم كاتبة وشاعرة وخاصة أن لدي رسالتي الخاصة للطفل و التي أعمل عليها من خلال نادي القراءة فأحاول زرع حب القراءة عند أطفالي و الأطفال الأخرين .
تجربتي في الكتابة للطفل لا تزال في البدايات و أعتمد الأسلوب البسيط الغني بالخيال والتعابير والأفكار المناسبة للفئة العمرية التي أكتب لها .
ولدي عدة مجموعات قصصية أنتظر الفرصة المناسبة لطباعتها وطرحها للأطفال .
12.كيف كانت تجربتك كعضو في هيئة تحرير صحيفة الحرف الأدبية الأكاديمية؟ وما الذي جذبك للانضمام إلى هذه الهيئة؟
كانت تجربة جيدة جداً قدمت لي الكثير هي صحيفة محكمة ولها شروط معينة في النشر ، وخاصة أنها تصدر عن مركز الحرف للدراسات العربية في جامعة ستانفورد الأمريكية بالتعاون مع البيت الثقافي العربي في الهند الذي له أنشطة ثقافية متعددة على أرض الواقع .
كوني ناشطة في المجال الإعلامي الأدبي عرضت علي إدارة المجلة العمل معهم ووافقت بناء على أصالة وعراقة هذا المنبر الإعلامي .
13.كيف استفدت من تجاربك في مجال الصحافة الورقية والإلكترونية؟ وما هي الدروس التي تعلمتها خلال عملك في هذه الصحف والمواقع؟
التجارب المنوعة هي التي تكسب الإنسان الخبرة ، فأنا بداية كنت أكتب كهاوية لأبث أشواقي في الغربة ، لم أكن أطمح لأصبح شاعرة أو أحلم بأن أطبع ديواناً أو حتى أن أصبح صحفية لكن التشجيع والتصميم بأن أتعلم شيئاً جديداً هو من جعلني ما أنا عليه اليوم ككاتبة وصحفية وشاعرة ، يمكنني القول أنني أصبحت شاعرة بتراتيب الأقدار .
أما عن الدورس فهي كثيرة ، تعلمت أن الاجتهاد والصبر في العمل يوصل لنتيجة جيدة ، وأن الخبرات التراكمية تزيد من سوية وعي الإنسان الكاتب وتصقل مهاراته الإبداعية ، وأيضاً تعلمت مهما كانت العوائق ألا أقف عندها ، وأن أجعل هدفي أكبر من الأشخاص السلبيين المحبطين .
14.كيف تقيمين دورك كسفيرة لعلوم الأهرام وممثلة دولية؟ وما هي المسؤوليات التي يترتب عليها هذا المنصب؟
المركز العالمي لبحوث وتطبيقات علوم الأهرام وأخلاقيات العلم ( شمس النيل ) مركزه في القاهرة يسعى لإبراز وترسيخ علوم الأهرام وتطبيقاتها على أرض الواقع وربطها بالأخلاقيات العلية .
دوري كسفيرة وممثلة دولية لهذه المنظمة يتمثل بكوني صحفية بالكتابة والتعريف عنها وتغطية الاجتماعات والمؤتمرات المتعلقة بها ودعم التوجهات العلمية النبيلة التي يهدف إليها هذا المركز الرائد والنوعي على مستوى الوطن العربي .
15.ما هي خططك المستقبلية في مجال الإعلام والأدب؟ وما هي الأهداف التي تطمحين لتحقيقها في مسيرتك المهنية والإبداعية؟
أسعى دوماً لتعلم الأشياء الجديدة و صقل تجربتي في الكتابة والإعلام على مختلف الاتجاهات ، والأهم بالنسبة لي هو ترك أثر إيجابي وطيب عن المرأة الكاتبة وتشجيع المرأة العربية لكسر حاجز الخوف و تخطي كل الصعاب بالإرادة و الصبر لتحقق ذاتها بعيداً عن ظل الرجل .
16.ما هي أبرز القيم التي تراعينها في عملك الصحفي والأدبي؟ وكيف تسعين لتنميتها ونقلها إلى الجمهور؟وكيف تستخدمين شعرك لهذا الغرض؟
أسعى دوماً من خلال كتاباتي وأنشطتي للعودة إلى إنسانيتنا كبشر ، و نبذ التعصب و الأفكار البالية الرجعية التي تجعلنا في منظومة العقل الجمعي وتقتل الإبداع فينا ، فالكاتب دون رسالة لن يحدث أثراً ، والكلمة لن تحدث تأثيرها إذا لم تصدر من قلب صادق مؤمن بها .
17.ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصاً ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ؟
هذه الملتقيات لها دور إيجابي في تواصل الأدباء والشعراء، و حدوث تلاقح فكري وأدبي وإنساني وتبادل الخبرات والمعارف المختلفة ، وملتقى الشعراء العرب أثبت حضوره الفاعل في المجتمع الأدبي من خلال الفعاليات المميزة و الأنشطة المنوعة التي يديرها الشاعر ناصر رمضان الذي يتمتع بقاعدة فكرية نبيلة وحضور أدبي لافت جداً .
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي