قطعة من الجنّة
يقولونَ (في الأسفارِ خمسُ فوائدِ)
من العلمِ آفاقٌ (وصحبةُ ماجدِ)
وعيشٌ رغيدٌ فيه أسمى منازلٍ
وفيه من السُّفراتِ أشهى الموائدِ
ولكنّما الأوطانُ مهما تكوّرَتْ
شموسٌ وغدرانٌ بشتّى المكائدِ
هواها من القلبِ الشّغوفِ صبابةٌ
وعشقٌ وإيمانٌ وصونُ العقائدِ
فصوتُ العصافيرِ الشّوادي بفجرِها
صلاةٌ وترتيلٌ وتهليلُ عابدِ
بلادي اصطفاها اللّٰه قطعةَ جنّةٍ
فكيفَ اختيارُ القلبِ دربَ التّباعُدِ؟
وأرضي وإن كانَتْ تئنُّ وتشتكي
ستبقى عروسَ الشّرقِ رغمَ الشّدائدِ
دعوني أباهي كلَّ بعدٍ وغربةٍ
بدمِّ شهيدٍ في حذاءِ المجاهدِ
دعوني أماري الهجرَ في غرسِ أرزةٍ
وفي ظلِّها ينسابُ بوحُ القصائدِ
وأقرعُ أجراسَ الكنائسِ بينما
يؤذّنُ شيخٌ في فِناءِ المَساجدِ
تعالَوْا لنبني بالمحبّةِ موطنًا
جريحًا فنكسوهُ بأبهى القلائدِ
وعودوا إلى مهدِ الحضارةِ والعلا
لترقى بايديكم بتلك السّواعدِ
بلادٌ حباها اللّٰهُ أجملَ كوكبِ
تجلّى ضياءً فاقَ نورَ الفراقذِ
وألقوا عصا لبنانَ في كلِّ بقعةِ
لتلقفَ أرجاءَ الدّنى والرّوافدِ
فاطمة الساحلي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي