ودّع سليم رفيقه ، و حمل السلّة المليئة بالسمك ، و ذهب ليبيعه في السوق كعادته . بينما مشى طارق متباطئ الخطى ، يجرّ قدميه جرّا من شدّة التعب ، عائدا إلى بيته بعد هذا اليوم الشاقّ والعمل المضني .
أمّا دُرّة فبقيت في مكانها تفكّر و تفكّر ، و تدرس ما ستفعله : تخطّط و تدبّر . إلى أن طلع صباح اليوم التالي ، فجلست و عيناها على الطريق المؤدّي إلى الشاطئ ، تنتظر قدوم الصيّاد ، لتبدأ بتنفيذ ما عزمت عليه ، و ما كان تدبيرها قد وصل إليه . و حضر طارق في الوقت المعتاد و قد استعاد نشاطه و حيويّته ، و كانت آنذاك خيوط النور تتسلّل رويدا رويدا لتطرد بقايا فلول الليل المهزوم .
أنهى الرجل استعداداته و انطلق بقاربه كما يفعل كلّ يوم يمسك بالمجذاف يجذّف و يجذّف، لا يكلّ ولا يملّ. و لكنّ درّة هذه المرّة لم تقف لتراقب كما فعلت في اليوم السابق ، بل غادرت الشاطئ متوجّهة صوب البحر ، و تلت تعويذتها السحريّة، و بطرفة عين كانت قد صارت حوريّة.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي