/ باركنا حولَه /
صوني الكرامةَ باسْمِ اللهِ والعَربِ
واستنفري كلَّ حرٍّ للعُلا وأبي
وأوعزي للمعاني أن تفيءَ إلى
دِيوانِ مجدِكِ بالألحانِ والعُرَبِ
طوفانُكِ اليومَ لا بالماءِ يغمرُها
بلْ بالدّماءِ التي استعصَتْ على الحِقبِ
يا طفلةَ المهدِ هزّي جَذْعَ نخوتِنا
هزّاً يُساقطْ علينا ساطعَ الغضبِ
آمنتُ فِيكِ طريقاً للخَلاصِ عَلى
صراطِهِ سارَ للعلياءِ ألفُ نبي
آمنتُ بالحَجرِ المرميِّ في ثقةٍ
في وجهِ دبّابةِ الباغينَ عن كثَبِ
صارَ الصِّغارُ أبابيلاً مُباركةً
وأرجفوا فِيلَ الأعداءِ بالحَرَبِ
فيا فلسْطينُ هُبّي اليومَ وانتفضي
على الجِراحِ وصُوني الحقَّ بالطَّلبِ
مِنْ كلِّ حريّةٍ حمراءَ ما مُنحَتْ
إلّا لمَنْ خاضَ حربَ الصّبرِ في دَأب
يا قبلةَ الشَّرفِ الأولى فإنْ جحَدوا
كريمَ قدْرِكِ في الأمجادِ والرُّتبِ
فالشّامُ حولَكِ والأقصى مباركةٌ
بأمرِ ربِّكِ لا بالظنِّ والحَسَبِ
مدَّ الشَّقيقُ إلى جُرحِ الشقيقِ يداً
بيضاءَ ناصعةَ الإحسانِ كالشُّهُبِ
فسارَ موكبُهمْ للشَّمسِ مُعتَبراً
أنَّ العروبةَ حِصنُ العالمِ العربي
فإنْ شكى الطفلُ في جنّينَ من وجعٍ
بكَتْ لهُ أختُهُ في حمصَ أو حلَبِ
هذا العِناقُ إلى التّحريرِ بوصلةٌ
سيوفُهُ من حديدِ الحقِّ لا الخشَبِ
والسيفُ أشرفُ قدراً حينَ تشهرهُ
على العدوِّ فِداءَ الأهلِ في النُّوبِ
طوفانُ غزّةَ يا إخوانَها قبسٌ
من الضِّياءِ وبركانٌ من اللهبِ
غداً ستكتشفُ الدنيا كرامتَهُ
وأنَّهُ مِنْ عرينِ السّادةِ النُّجُبِ
غداً تمرُّ يَدا نُعماكِ ناشرةً
شُهْبَ الخلاصِ منَ الجولانِ للنَّقَبِ
سماهر سليمان
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي