وكان طارق قد أرهقه العمل . يخرج من بيته مع خيوط الفجر الأولى و يعود آخر النهار منهكا. و ليس التعب هو كل ما يعانيه في عمله هذا ، بل يضاف إليه الخطر الذي يحدق به من كلّ جانب. وهو لم ينسَ كيف فقد والده فيه و تربّى يتيما . فقال في نفسه :” هذه فرصتنا أنا وسليم ، كي نستريح من عناء العمل المضني ونؤسّس عملا خاصا بنا .”
و في هذا الوقت كانت درّة تنظر إلى طارق برضى ، و تستعدّ لإتمام الخطّة بما أوتيت من قدرة على الإقناع ، فما بين طارق وسليم ليس من السهل في لحظة أن يُباع .
-” ماذا قلت أيّها الصيّاد؟ أنا أنتظر ردّك.” أخرج صوت درّة طارقا من شروده .
-” أنا موافق طبعا ، سأخرجك في الحال .”
و أخذ يعالج الشبكة حتّى أخرجها منها و أعادها إلى الماء .و عندما أصبحت حرّة نظرت إلى طارق نظرة امتنان و قالت له :” أنا أشكرك أيّها الصيّاد الطيّب. جاء دوري لردّ الجميل، و سأفي بوعدي لك. انتظرني قليلا ، لن أتأخّر عليك .”
و غطست في الماء بضع دقائق مرّت على الصيّاد و كأنّها دهر ، و هو واقف ينتظر بترقّب.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي