دعوة الى السلام في زمن الحرب
مؤتمر الصحفيين العالمي 2024 في كوريا الجنوبية
سيول، كوريا الجنوبية
غنى حليق
عقد مؤتمر الصحفيين العالمي بحضور ما يقارب 70صحفي من 47 دولة، بما في ذلك لبنان وكوريا المضيفة، وكانت جمعية الصحفيين الكوريين (JAK) نظمت المؤتمر ودعت الصحفيين من مختلف دول العالم لمناقشة دور الاعلام في إعداد التقارير عن الحرب والسلام ومسيرتهم المهنية في زمن صحافة الذكاء الاصطناعي.
تحت عنوان “دور الصحافة في تغطية الحرب والسلام العالمي” و” صحافة الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام”، تم افتتاح “المؤتمر العالمي للصحافة 2024 ” في 22 مايو بهدف تعزيز حوار متطور يرمي الى حث وسائل الإعلام على تغطية الحروب الدائرة وتمهيد الطريق إلى ايجاد الامن والارضية الخصبة للإنسانية، بالاعتماد على التجارب العميقة لمراسلي الحرب.
ينعقد المؤتمر العالمي لعام 2024 في وقت يشعر فيه العالم بالرعب من الحروب التي تندلع في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، مما أسفر عن مقتل وجرح مئات الآلاف من الأشخاص، وخاصة المدنيين والصحفيين الأبرياء،
لقد ضاع النظام العالمي ولا يمكن أن يكون سعيدًا ومسالمًا بينما يستغل الأقوياء بعضهم البعض من أجل أن يكونوا القوة العظمى الفريدة، ويهدفون إلى تحقيق المصالح المتطرفة من خلال السعي لاحتلال الجغرافيا السياسية والعسكرية على التوالي.
ان اعتماد بعض وسائل الإعلام سياسة الأخبار والمحتويات الكاذبة والمزيفة بهدف تشتيت الرأي العام والاستفادة منه سمم الحقيقة العامة ، كما ان اعتماد الأطراف المتنازعة لهذه السياسة أيضًا واستخدام كل أشكال الدعاية الخاصة بهم بطريقة متحيزة قدر المستطاع أدت الى تضليل الراي العام واخفاء الحقائق .
افتتح رئيس جمعية الصحفيين الكوريين JAK)) بارك جونغ هيون المؤتمر بخطاب قال فيه: “سيكون هذا التجمع بمثابة لحظة محورية للتداول حول كيفية توسيع تأثير الصحافة إلى ما هو أبعد من التقارير، نحو تسهيل عصر السلام والأمن”.
واضاف “في حين أن صحافة الذكاء الاصطناعي وأدوات أخرى مثل ChatGPT آخذة في الارتفاع، أصبح صحفيو الذكاء الاصطناعي قضية بارزة في الدوائر الإعلامية في جميع أنحاء العالم ويجب على الصحفيين الاهتمام بمستقبل الصحافة مثل المعضلات الأخلاقية والخيارات المهنية والتداعيات الاجتماعية”. وأعرب رئيس جمعية الصحفيين الكوريين، باك جيونج هون، عن أمله في أن يكون المؤتمر “نقطة تحول لمناقشة كيف يمكن للصحافة توسيع نفوذها إلى ما هو أبعد من التقارير للمساهمة في عصر السلام والأمن”.
وقال رئيس جمعية الصحفيين الكوريين إن الموضوعات التي تمت مناقشتها في المؤتمر يجب أن تتم دراستها وفهمها من قبل الصحفيين. وشدد باك جيونج هون على أن “وحدتنا متجذرة في الالتزام المشترك بالصحافة، والتغلب على الاختلافات في الجنسية والجنس ولون البشرة والأيديولوجية”.
ووفقا لبيانات جميع المتحدثين، في الظروف الحالية، فإن الصحفيين ملزمون بالبقاء وطنيين لمهنتهم وبذل أقصى الجهود للحد من التأثير السلبي للصحافة العدوانية على الرأي العام. إن المهمة الرئيسية لممثلي جميع وسائل الإعلام هي أن يكونوا موضوعيين ومحايدين وجديرين بالثقة إلى أقصى حد.
وختم السيد بارك جونغ هيون حديثه بالقول :” إن موضوعي المؤتمر يمثلان تحديات يجب على الصحفيين فحصها وحلها بشكل جدي، مضيفًا أن “وحدتنا متجذرة في الالتزام المشترك بالصحافة، وتجاوز الاختلافات في الجنسية والجنس والبشرة واللون والأيديولوجية”.
تعد كوريا الجنوبية واحدة من أسرع دول العالم تغيراً من الناحية التكنولوجية. ونتيجة لذلك، فقد شمل العصر الرقمي جميع مجالات الحياة، ولا سيما وسائل الإعلام والصحفيين أنفسهم. ولذلك، فإن الموضوع الثاني في المؤتمر، والذي شارك فيه ممثلون من عدة دول، كان أيضًا موضع اهتمام الزملاء الكوريين. وفي الواقع، كانت تجربة وأفكار ممثلي وسائل الإعلام الكورية مثيرة للاهتمام للغاية لجميع المشاركين في المنتدى.
إذ حث المسؤولون الكوريون الذين شاركوا في المؤتمر على توقيت المواضيع التي تمت مناقشتها ودعوا المشاركين إلى أن يكونوا صادقين ومنفتحين عند مشاركة آرائهم.
من هذا، يمكن استخلاص الاستنتاج التالي – الصحافة العالمية، التي تمر بفترة انتقالية معقدة إلى العصر الرقمي، يجب أن تركز الآن ليس فقط على إعلام المجتمع، ولكن على نشر الثقافة الإعلامية، سواء للجمهور أو لمصادر المعلومات نفسها، مثل المدونين المشهورين. يمكن لأي شخص أن يقوم بإبلاغ الجمهور، ولكن تعليمهم كيفية التعامل مع التدفق المتزايد للمعلومات لا يمكن أن يتم إلا من قبل ممثلي وسائل الإعلام. وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نكون واثقين من استعادة ثقة الجمهور في وسائل الإعلام.
ان جمعية الصحفيين الكوريين هي النقابة الرائدة للصحفيين في كوريا الجنوبية. تأسست عام 1964 وتضم أكثر من 10000 صحفي كأعضاء من أكثر من 200 وسيلة إعلامية في كوريا الجنوبية. وتتمتع الجمعية بخبرة واسعة في تنظيم المؤتمر العالمي للصحفيين. والمؤتمر الحالي هو الثاني عشر منذ عام 2013. وفي كل عام، تنمو مشاركة الحاضرين في المؤتمر، مما يعكس الاهتمام المتزايد، لأنه يتناول أهم القضايا الراهنة على جدول الأعمال العالمي.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي