الجوع الحلال
أعدَّ الليلَ مائدةً
كما لو كان جائعًا من قبل عام
ما قال شيئًا غيرَ أنَّ الجوعَ كفرٌ
فاستعاذوا من شيطانِ ثورتِهِ بـ ” ممنوعِ الكلام “…
ما بالُهُ – قالوا –
أجُنَّ، أم ركبَ الضلالَ، أو خان بلادَه؟
نحن لم نحرِمْه حقَّ العيشِ
حقَّ العشقِ… أو حقَّ العباده
لا، ولا حرَمناهُ التطلُّع نحو عرشنا العالي المقام…
ما بالُهُ… بالأمس كان في موائدنا ظلَّ انتظار
وكان في مواكبنا طيف انكسار
أما درى أن السلام نأيٌ عن ضجيج الثائرين
رضى القتيل عن إجرام قاتِلهِ
غصنٌ تدانى كيما يعتلي طيرُ الظلام؟
ما قال شيئًا غير أنَّ الجوعَ كفرٌ
كفَّروهُ
حاصروهُ ليكسروهُ
استجمعوا أحكامَ كلِّ الفاسدين
ليخبزوها ويطعموهُ
وإذ رمَوا له من كلِّ حُكمٍ كسْرةً
أبى أن يكسر الجوعَ الحلالِ بالخبزِ الحرام
فقط، أعدَّ الليلَ مائدةً … ونام !
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي