شفيق التلولي
كاتب وأديب فلسطيني، سياسي ونقابي، له العديد من الإصدارات الفكرية والسياسية والأدبية والمقالات السياسية والفكرية و الثقافية والاجتماعية.
صدر له في الرواية:
نصفي الآخر، زمن الشيطنة، الصامت
وفي القصة:
العصافير تأتي باكرا
وفي الشعر:
على ضفاف القلب، على مرمى غيمة
عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين، عضو المجلس الوطني الفلسطيني.
حاورته من غزة الأديبة روان شقورة.
· …………………………………
· نظرة الأديب مُغايرة لنظرة السياسي، أين يلتقي الأديب والسياسي لدى التلولي؟
· الأديب يعبر عن قضايا أمته ويكشف المسكوت عنه والأدب يعكس صورة الامة، والأديب له عوالمه التي يعبر عنها، لكل عالمه الأديب والسياسي، ممكن أن يتقاطع الأديب بالسياسي لكن الأديب ليس بالضرورة أن يتفق مع السياسي، فغالبا ما يقف الأديب على يسار السياسي، حتى لو صادف الأديب أن يكون سياسيا يجب أن يفصل بين مهمته وأدبه وفكره.
· دوماً الأديب الناجح يُصور قضاياه المحلية، فهل ترى الأدب الفلسطيني صور قضيته بفاعلية؟
· بالطبع استطاع الأديب الفلسطيني أن ينصهر مع أمته مدافعاً عنها بالكلمة ومسطراً للسردية الفلسطينية منافحاً بكل الأجناس الأدبية عن قضياه شعراً ونثراً فلم ينزوي وظل ملتصقاً بشعبه وأنتج ما يجب للمكتبة الفلسطينية والعربية والنماذج كثيرة منذ ما قبل النكبة حتى الآن في الوطن والشتات والمنافي ليساهم في منظومة العمل الوطني والنضالي من خلال الأدب الملتزم تحقيقاً للحرية والاستقلال.
و أدب الأسرى له أهمية كبيرة في أدب المقاومة واستطاع أن يضع الأسير المبدع على الخريطة الأديبة وصاغ شخصيته وحضوره كإنسان وكمناضل يسعى للحرية ومن هنا يستحق الأسرى الدعم والتضامن والإسناد ويستحقون الحرية كما يستحقون الاهتمام والعناية بما ينتجوا من داخل الأسر حيث كسر الصورة النمطية للأسير.
· لكل شيء في الوجود نصف آخر، فمَن هو النصف الآخر في روايتك البكر؟
· النصف الآخر هو أين يوجد الكاتب بعقله وبقلبه والتصف الآخر بالنسبة لي كان دمشق وغزة وما عشته ككاتب بين هنا وهناك بين الهنا غزة والهناك دمشق وما جمعهما من مآثر ومحطات اثرت بي سيما بعدما تغيرت الأحوال في كل من غزة ودمشق ليظل الحلم بعودة لدمشق التي عشت كما كانت وحلم بعودة غزة في صورتها الأولى.
· لكل زمان مُسمى تستدعيه مدلولات ومُعطيات الواقع لتسميته، فما دلالات زمن الشيطنة لدى التلولي؟
· زمن الشيطنة هو الزمكان الذي انتقلت فيه غزة من النور إلى الظلام ومن الوحدة إلى الانقسام، هو التقاء الزمان بالمكان زمان غزة وبيت لحم وما بينهما من مفارقات ومقاربات، جاءت زمن الشيطنة لتعالج الصراع الطبقي والديني والسياسي وتشرح المجتمع بقيمه وعلاته واختلال القيم وما نتج عن التغيرات السياسية والاجتماعية وتأثيرها على المجتمع وتداعياته على النفس والذات بين الأمل والانكسار والتشظي لتبقي على صورة الفلسطيني الذي يصر على الحياة بما يستحق ذلك ضمن رؤية الكاتب لمجمل وتفاصيل فتات الاشياء.
· قد يكون الصمت لعجز أو تأمل أو عبادة… أين الصمت في رواية الصامت؟
· الصامت هو الذي صام عن الكلام وقام كاتب الصامت باستنطاقه ليسرد الحكاية الفلسطينية الضاربة في الزمان والمكان منذ القدم وما ألم بالفلسطيني من نكبات ونكسات وانكسارات وكيف استطاع أن يثبت بتعاقب الأجيال، والصامت رحلة البحث عن الذات عن الهوية عن الوجود وتأصيلا للرواية الفلسطينية وتثببتها فهي وثيقة سردية تاربخية تؤكد على وجود الشعب الفلسطيني وتعري محاولات تزييف الوعي والسردية وتؤكد على حق العودة وأنه لا حل للفلسطيني إلا بعودته والتشبث بأرضه ووطنه.
· بعدما نشرت روايتك الصامت، هل حققت الانتشار؟
· بالتأكيد أن رواية الصامت كان لها حظوة لمشاركة في العديد من المعارض المحلية والعربية والدولية وتقدمت لجوائز عدة وهذا ما يطمح إليه الكاتب أن يصل منتجه إلى المتلقي ربما هذا ما يدفع الكاتب للبحث عن دور نشر قادرة على تحقيق ذلك وهذا لا يقلل من شأن أي دار نشر بخاصة دور النشر الفلسطينية التي يحول الاحتلال الإسرائيلي دون انتشارها بأشكال عدة.
· بصفتك أسير مُحرر وتعلم مدى المعاناة التي يلقاها الأسير بين قضبان السجان المحتل، كيف ينتظر الفرج للخروج لحياة الحرية، فهل ترى ما يحصل الآن في غزة من حرب وإبادة وتهجير يستحق لتحرير الأسرى، وما هو موقفك من سبعة أكتوبر، واتجاهك نحو العالم عموماً، والعالم العربي خصوصاً من ردة فعلها على ما يحدث؟
الأسرى كقضية سياسية قضية وطنية كبيرة نتمنى أن نعمل جميعًا على دعمهم والإفراج عنهم.
السابع من أكتوبر أحدثت متغيرات داخلية وخارجية أهمها إحداث تحول في الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية ذلك من خلال تحول الوعي إلى فعل تجلى في انتفاضة الطلبة في الجامعات الأمريكية والأوروبية التي بدأت تضغط على حكوماتها لوقف الحرب على غزة وهذا يعود بفعل الدبلوماسية الشعبية الإعلامية والثقافية التي حملها الكتاب والاعلاميين والمثقفين وساروا بها إلى العالم عبر الفعل الرقمي و الميداني المباشر لكن الثمن كبير في غزة التي تدمر وتقتل و تجوع في أوجع صور حرب الإبادة الجماعية وما نتج عنها من خسارات بشرية ومادية تفرض على المجتمع الدولي ضرورة وقف الحرب و إنقاذ غزة والعمل على إذكاء حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني.
· بصفتك كاتب وسياسي هل ترى أن إقحام للسياسة بالأدب يُفسده كما يُنادي أغلب المثقفين اليوم بذلك؟
لا يمكن نفي دور السياسي لكن دون استلاب الأديب وتجييره اما اهم ما بفسد الادب هو ظهور الخطاب السياسي في المنتج الادبي يشكل واضح ومباشر يعكس ايدلوجية الأديب التي لا ضير منها فكل كاتب ايدلوجية لكن لا تسقط في الكتابة حتى يتحيد الكاتب الوقوع في دائرة المباشرة والتقريرية والخطابية والانخياز ولكل كاتب رؤيته وافكاره بشرط ألا تظهر بشكل غير أدبي.
· علمت أنّ غريب عسقلان هو ممهد الطريق الأول لروايتك في الدعم المعنوي، فما هي الدعائم التي تقدمها للجيل الناشئ في العالم الروائي؟
· كل الكتاب تعلموا من بعضهم، وهنا تتجلى المجايلة، وفخر لي أن يكون غريب عسقلاني أحد المعلمين الذين صبغوا هويتي الأدبية، وإيمان الكاتب بمن سبقه بالفضل يعطيه الاستمرار في مسيرته الأدبيه، فالأدب والكتابة نتاج معرفي وتراكمي يلزم على كل جيل أن بنهل من الآخر، فضلا عن ضرورة القراءة والمثابرة واقتناص المعنى من تجارب الحياة وعدم التسرع في النشر خاصة إلى أن تنضج التجربة الإبداعية بالنجربة والتراكم.
ما رأيك بالملتقيات الأدبية عبر الأنترنت وخاصة ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد؟
كل ملتقى يحقق الفكرة يبقى ويستمر ويدوم ويكون مهما فالجيد يبقى ومن لا بجود من فعله يذهب.
شكرا لكم ولملتقاكم وأتمنى له الديمومة
حاورته الأديبة روان شقورة.
محررة لمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي