الكاتبة والشاعرة د.منى حلمي
كاتبة وشاعرة مصرية نشرت 14 مؤلفاً بين القصة القصيرة، القصائد، والمقالات. تكتب في مطبوعات مصرية وعربية عدة، وبعض المواقع الإلكترونية. حصلت على جائزة اتحاد كُتاب مصر عام 2009 في الشِعر باللغة العربية الفصحى عن ديوان “مسافرة إلى المحال” ترجمته نوال السعداوي وكينيث روزن إلى الإنكليزية. صدر لها من الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2022 ديوان شِعر بعنوان: “أين اختفت أمي نوال” تهديه إلى روح والدتها نوال السعداوى التي رحلت يوم 21 آذار/مارس عام 2021.
ومن هنا كان لمجلة أزهار الحرف معها هذا الحوار.
1.كيف بدأت رحلتك في عالم الأدب؟ومتى وأين شعرت بالشغف لأول مرة للكتابة؟
2.وما هي أبرز المصادر التي أثرت في تشكيل أسلوبك الأدبي؟
3.ما هي أهم التحديات التي واجهتك ككاتبة وشاعرة؟
4.كيف تصفين علاقتك بالقراء ومدى تأثيرهم على عملك؟
5.هل لديكِ استراتيجية محددة لتحقيق الاندماج بين الأدب والثقافة المحلية؟
6.كيف يمكن للأدب أن يسهم في تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي؟
7.كيف تختارين أفكار قصصك وقصائدك؟
8.ما هي الجوانب التي تحرصين على توجيه رسالتك الأدبية من خلالها؟
9.هل لديك أية روتينات أو عادات يومية تساعدك في عملية الكتابة؟
10.كيف تقيمين دور المرأة في المجتمع الأدبي والثقافي؟
11.ما هي أكثر التحديات التي تواجه المرأة الكاتبة في مجتمعنا؟
12.كيف يمكن للأدب أن يساهم في تغيير الواقع الاجتماعي لدينا؟
13.هل لديكِ مجموعة من القواعد أو المبادئ التي تتبعينها في كتابتك؟
14.كيف تتعاملين مع التقييمات والانتقادات السلبية لأعمالك؟
15.ما هي أهم الجوائز التي حصلتِ عليها وكيف أثرت على مسيرتك الأدبية؟
16.ما هي الإصدارات الأدبية التي تعتبرينها الأكثر إلهامًا لك من بين إصداراتك؟وهل هناك أي إصدار تحفظين ذكريات خاصة به؟ لماذا؟
17.ما هي الرسالة التي تحاولين إيصالها من خلال إصداراتك الأدبية؟
18.هل تعتبرين أن لديكِ نمط أدبي معين يميز إصداراتك عن غيرها؟
19.ما الردود التي تتوقعينها من القراء بعد قراءة إصداراتك الأدبية الحالية؟وكيف تقيمين تطورك الأدبي من خلال مختلف إصداراتك؟
20.كيف بدأتِ تجربتك في مجال الترجمة؟وما هي اللغات التي تترجمين إليها بشكل أساسي؟
وهل هناك عمل معين قمتِ بترجمته وتشعرين بأنه له تأثير خاص على القراء؟
21.هل تؤمنين بأن الترجمة تلعب دورًا هامًا في توسيع الفهم والتواصل بين الثقافات؟وما هي التقنيات التي تستخدمينها لضمان دقة الترجمة وتوصيل المعاني بشكل صحيح؟
22.ما الذي دفعكِ لاختيار دراسة العلوم البيئية للحصول على الدكتوراة؟
23.كيف يمكن لمؤهلاتك العلمية أن تؤثر في مواضيع وأساليب كتابتك؟وهل تعتقدين أن وجود خلفية أكاديمية قوية يمكن أن يساعد في تطوير مهارات الكتابة؟
24.ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصاً ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ؟
*نوال السعداوي والدتك
هي كاتبة مصرية معروفة عالمياً.
اشتهرت بكتابتها للروايات والقصص القصيرة التي تتناول قضايا المرأة والمجتمع بشكل جريء ومبتكر. تعتبر أحد أبرز الروائيين في الأدب العربي المعاصر، وتعد من أهم الشخصيات التي ناضلت من أجل حقوق المرأة والحرية الشخصية في العالم العربي.
25.ما هي أبرز إنجازات والدتك نوال السعداوي في مجال الأدب؟وكيف تؤثر وتلهمكِ أعمالها في رحلتك الأدبية؟
26.ما هو العمل الذي تعتبرينه الأكثر تأثيرًا لوالدتك ولماذا؟
وهل تشعرين بأن والدتك قد تركت بصمة قوية في عالم الأدب؟
27.كيف تعتقدين أن تجربة والدتك ككاتبة أثرت على حياتها الشخصية؟وهل تواجهين تحديات أو ضغوطًا بسبب ارتباطك بوالدتك ككاتبة مشهورة؟
28.كيف تتمني أن يستمر إرث والدتك في مستقبل الأدب العربي؟هل تحتفظين بأي نصائح أو توجيهات أعطتها لك والدتك بشأن الكتابة؟
29.هل تعتبرين والدتك نموذجًا للمرأة الكاتبة الناجحة والملهمة؟
بدأت رحلتى مع الكتابة ، منذ أن كنت طفلة فى العاشرة من العمر . كنت أسجل خواطرى من حين لآخر ، فى كشكول لونه أزرق . وظل مع هذا الأمر ، وحتى المرحلة الجامعية ، وما بعدها . وعندما سافرت الى انجلترا ، لنيل درجة الماجيستير ، وعشت فى لندن ، لمدة عامين ، توقفت الخواطر ، وبدأت أكتب قصصا قصيرة ، وأجمعها ، على أمل أن أنشرها بعد عودتى . وهذا ما حدث بالفعل . فقد ذهبت الى مجلة صباح الخير ، ورسموا صورتى على الغلاف ، ونشروا لى صفحة كاملة من القصائد . وظللت أكتب بمجلة صباح الخير ، وفى أغلب المطبوعات الأدبية والثقافية المصرية . حتى أصبحت لى صفحة ثابتة فى مجلة روزاليوسف ، بعنوان ” غناء القلم ” لمدة 20 عاما متتالية ومتصلة . هكذا بدأت الرحلة . والآن ، أركز كتاباتى فى جريدة المصرى اليوم ، وجريدة الدستور ، والملحق الأدبى لجريدة الأهرام .
أعتقد أن أسلوبى الأدبى ، يتشكل من خلطة ، أو مزيج ، من الموسيقى ، والفلسفة ، والشغف بالتفاصيل الدقيقة ، والعابرة ، حضور الطبيعة ، وعشق الوحدة ، تعرية التناقضات ،
ومسحات من الغموض ، والسخرية ، الذى يحمل أفاقا من الدهشة ، والحزن ، والقلق الوجودى ، وادراك استحالة تحقيق ما أهفو اليه .
عن علاقتى بالقراء ، فأنا فى الحقيقة عندما أكتب ، لا أفكر أبدا فى منْ سيقرأنى ، وهل أنال الاستحسان والاعجاب ، وهل ما أكتب يوافق السائد من الكتابات ، ولا أتبع أى قواعد للكتابة ، شكلا وموضوعا . القواعد فى الفن ، موجودة لكى نكسرها . والفنانة هى التى تصنع القواعد ، والأصول .
أعتقد أن اندماج الأدب فى الثقافة المحلية ، غير موجود فى بلادنا العربية . الاندماج يستلزم أن تكون الثقافة فى أى مجتمع ، مهتمة أصلا بالأدب . لكن الواقع يقول أن الأدب ، ليس من أولوية الثقافة . الحركة الأدبية ، راكدة ، وهى تبروز قلة يتوافقون مع السائد ، ويتم فرضها علينا ليل نهار . ليس عندنا ثقافة ، عندنا أنشطة ثقافية ، والفارق كبير جدا . اندماج الأدب اذن مع الثقافة فى أى مجتمع ، يبقى جهدا فرديا من الكاتبة ، التى تصر على اسماع صوتها المختلف .
الأدب يؤثر فى الوعى الاجتماعى ، باحداث تراكمات كمية وكيفية ، فى تغيير الذوق الأدبى ، والتعامل مع الفن بشكل عام . من خلال قصيدة ، أو قصة حب ، مثلا ، أستطيع أن أصطدم بالوعى الاجتماعى الموروث ، وأسلط عليه الضوء ، بشكل فنى ، ممتع .
القصائد والقصص ، هى التى تختارنى . فأنا أشعر أن هناك مشاعر بداخلى ، تدفعنى للتعبير عنها . وأكيد هى مرتبطة ، بتجارب عشتها فى الواقع ، أو لم أعشها ، أو بأشياء ترقد فى العقل الباطن ، أو هى صرخة احتجاج على شكل قصيدة .
رسالتى الأدبية ، هى التعبير عن الحياة ، وعزفها على تنويعات مختلفة ، وأن أكون نفسى بالكامل دون سلطة ، وأن أستمتع بفعل الكتابة ، هنا والآن .
ليس عندى روتين يومى . فأنا ملولة جدا . وأكره التكرار . لى روتين يتجدد كل يوم ، وطقوسى اليومية أكفر بها كل يوم .
لا أهتم بالتقييمات السلبية . لا أرد عليها ، ولا أشرح نفسى ، ولا أبرر ما أكتبه ، ولا أفكر كم شخصا سيحب قصيدتى أو مقالى . كل ما أهتم به ، أن أكتب بأقصى طاقة لى من الشغف ، والتركيز .
أهم الجوائز ، جائزة اتحاد الكتاب المصرى 2009 ، عن ديوان ” مسافرة الى
المحال ” ترجمته نوال السعداوى والشاعر الأميركى كينيث روزن ، وجائزة تيمور للقصة القصيرة مجموعة ” الحب مع مغامر مرتبك ” 2000 .
لكننى أعتقد أن أهم جائزة على الاطلاق ، هى الجائزة التى لن أحصل عليها ، وجائزة القدرة على نسج الكلمات .
اصدارات أحبها ، أجمل يوم اختلفنا فيه ( أول مجموعة قصصية ) ، سابحة اليك تحت التراب ( شعر ) ، امرأة المطر والقهوة والضجر ( شعر )
ترجمة أولى الى الايطالية ، قصة قصيرة فى كتاب مجموعة قصص قصيرة للكاتبات المصريات 2001 . ترجمة ديوان الشِعر ” مسافرة الى المحال ” 2009 .
الترجمة لا ضرر منها . وهى تلعب دورا فى تبادل التجارب الأدبية ، والأفكار ، والعواطف ، لكن أى كاتبة محلية موهوبة ، وصادقة ، هى كاتبة عالمية .
نلت درجة الدكتوراة فى العلوم البيئية ، لأن القضايا البيئية مهملة ، ومدرجة فى آخر الأولويات ، وهناك جهل كبير بها ، وأنا تخصصت فى الايكوفيمينزم ، أى مساهمة النساء فى اثراء وتعميق القضايا البيئية ، عن طريق اضافة البعد النسائى . وهى ظاهرة يجهلها اغلب الناس فى مجتمعاتنا .
* الارتباط بين العلم والأدب وثيق جدا . العلوم والفنون والآداب كلها مرتبطة ، لآنها تمثل جزءا من معرفة الانسان ، وتجاربه ، وتأملاته ، ومواقفه ، وأحلامه ، وتحدياته .
الملتقيات الشعرية نافذة مهمة ، للتعارف الانسانى بين الشاعرات والشعراء ، ومنصة لالقاء الشعر بأصوات مختلفة ، ومتجددة .
أمى نوال ، أثرت المكتبة العربية ، ب 60 رواية أدبية وقصة قصيرة ، و 40 كتابا علميا . وكل انجازاتها الأدبية لها تفردها ، وأصالتها ، وأسلوبها المتجاوز المألوف ، والمتوقع ، والمرغوب فيه .
ودراساتها العلمية قدمت تحليلا غير مسبوق ، للمرأة العربية ، والرجل العربى ، والصراع النفسى الناتج عن القهر الذكورى ، وربطت لأول مرة بين القهر الاقتصادى للنساء والقهر الجنسى لهن ، وكشفت العلاقة العضوية الوثيقة ، بين وضع المرأة فى البيت ووضعها فى الدولة .
هى ” التمرد المبدع ” ، ولهذا اخترت هذا الاسم ، ليكون عنوانا لكتاب أعددته عنها ، كتبت فيه 19 شخصية مصرية وعربية ، عن ” نوال السعداوى ” ، والصادر آخر يونيو 2024 عن دار العين للنشر والتوزيع .
* امرأة عند نقطة الصفر ، الحب فى زمن النفط ، سقوط الامام ، زينة ، الغائب ،
براءة ابليس ، الرواية ، امرأتان فى امرأة ، أغنية الأطفال الدائرية ، ايزيس ، مذكرات
طبيبة ، هذه بعض من الروايات . والجدير بالذكر ، أن كل أعمال أمى ، قد تمت ترجمتها الى 40 لغة عالمية .
كل عمل لها مؤثر ، وملهم ، وممتع ، وبصمة مؤثرة ، لأنها مزجت بين الموهبة العالية ، والوعى ، والرغبة فى التغيير .
وقبل كل شئ ، كانت الكتابة حياتها ، وعملية طبيعية تماما مثل التنفس .
ولم تسمح لأى شئ ، أن يعطلها عن مشروعها الأدبى .
* كونى ابنة نوال ، لم يسبب أى ضغوط فى حياتى . على العكس تماما ، فأنا أعتبر نفسى محظوظة ، لأننى عشت معها ، وعاصرت جميع مواقفها ومعاركها ، التى دفعت ثمنها كاملا . وهى لم تكن أمى ، التى صنعتنى ، ومنحتنى كل ما أريده ، وأحلم به ، وأمدتنى بخلاصة تجاربها ، وعصارة قلبها وعقلها . بل كانت ” طفلتى ” الوحيدة ، التى فقدتها . كانت طفولتها بعفويتها ، وصدقها ، أحد أسرارها . كنت سعيدة ، وفخورة ، بأمومتى لها .
* أمى تكره أن تعطى النصائح . لكنها تقول لى دون كلمات : ” لا تتوقفى عن الكتابة ، لا تهتمى بالمديح أو بالذم ، لا تدعى أحدا أو شيئا يفقدك حقيقتك وحريت وكرامتم ، امشى فى طريقك حتى لو ستبقين طول العمر وحيدة “.
بعد رحيل أمى نوال ، أصبحت عاجزة عن الشعور بالفرح . فرحت فقط مرتين . المرة الأولى ، عندما غيرت أسمى الأدبى ، من منى حلمى ، الى منى نوال حلمى ، فى منتصف يونيو 2022 ، وكذلك تغير فى المنصات الالكترونية .والمرة الثانية ، عندما أنهيت من اعداد وتحرير كتاب ” نوال السعداوى .. التمرد المبدع “. والمرة الثالثة التى أجهز لها ، هو تحقيق وصية أمى ، فى لحظاتها الأخيرة ، أن أسعى الى تحويل احدى رواياتها الأدبية ، الى فيلم سينمائى ن من اخراج المخرج السينمائى عاطف حتاتة ، ابنها ، وأخى الوحيد .
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي