فالح فليحان الرويلي
تربوي في القطاع التعليمي وباحث ومقدم برامج ( برنامج كيانات، وبرنامج ملاذ: كيمياء الرغبات، وبرنامج ميراث قابيل: سيكولوجيا العنف وحروب الإبادة، وبرنامج صناعة الإرهاب، وبرنامج المعرفة قوة، وبرنامج الكتاب فكرة، وبرنامج كاتب وقارئ، وبرنامج صناعة الوعي) في عدد من الإذاعات منها إذاعة البحرين، وإذاعة حُسنى، وهو مستشار الاتحاد العربي للتطوع وهو منظمة دولية ناشطة في المنطقة العربية.
حاورته من غزة
الأديبة روان شقورة
…………………………………………………………………………………………………………………..
- آخر ما لفت نظري ما صدر من الرويلي عن برنامج العلاقات الزوجية، هل ترى هذه البرامج تستطيع رفع مستوى الوعي لدى الأزواج لإنجاح العلاقات الزوجية، وهل قابلت أشخاص تخطو عتبات المشاكل للوعي المكتسب من هذه البرامج؟
هناك العديد من التحديات التي تواجه جيل الشباب اليوم، حيث تتداخل التصورات المقدمة عبر الفضاء الإعلامي الواسع والسوشل ميديا، مما يؤدي إلى حصول تشوه في النظرة إلى الأسرة ومكوناتها المرأة والرجل، والأدوار التي عليهم القيام بها، وحتى على مستوى العاطفة، مما جعلني أتحدث عن ما أسميته “الرومانسية السامة”، حيث يصف باومان العصر الحالي بأنه عصر التغيير المستمر وعدم اليقين والسيولة. ويجادل بأنه في هذا السياق الاجتماعي المتقلب، أصبحت الهياكل والأعراف التقليدية التي كانت توفر الاستقرار والأمن في العلاقات ذات يوم، بالية. وتحولت العلاقات إلى “حب سائل”، حيث يكافح الأفراد من أجل إقامة روابط دائمة وذات معنى. غالبًا ما تكون العلاقات قصيرة الأمد، ويمكن التخلص منها بسهولة، وتفتقر إلى الالتزام، بسبب شيوع العقلية الاستهلاكية، المدفوعة بالإشباع الفوري والخيارات التي لا نهاية لها. ولعل أحد مظاهر الاستهلاكية الخوف من الالتزام في العلاقات الحديثة. ويشير إلى أن عدم اليقين المتأصل والخوف من الارتباط يجعل الأفراد مترددين في الالتزام بعلاقات طويلة الأمد. إن الخوف من فقدان الخيارات الأفضل يحد من القدرة على تكوين روابط عاطفية عميقة.. أريد الأفضل، وبالتأكيد هناك من هو أفضل!
ويدعم هذا الأمر الفردية والسعي لتحقيق الذات على العلاقات، الذي جعل الناس يعطون الأولوية للسعادة الشخصية ويتابعون العلاقات في المقام الأول من أجل إرضاء الذات. غالبًا ما يؤدي هذا التركيز على احتياجات الفرد إلى إهمال العلاقات أو التخلي عنها عندما لا تخدم الرغبات الفردية.
ولأن الموضوع معقد، فإنه يحتاج إلى العديد من البرامج العامة المفتوحة، إضافة إلى الاستشارات الفردية. وقد كان البرنامج جزء من فعاليات إطلاق تطبيق للاستشارات التربوية والأسرية اسمه ملاذ. - شاع عبر القرون مقولة ديكارت( أنا أُفكر أنا موجود) هل تؤمن بهذه العبارة في الزمن الحاضر في العالم العربي خصوصاً؟ أم أنّ المفكر في هامش الوجود؟
أجد أن الأجمل من مقولة ديكارت ما قاله عبدالوهاب المسيري رحمه الله لما لاحظ أن الاستضافات الإعلامية بدأت تعيقه عن الاستزادة والمعرفة والتأمل والتفكر فأعلن شعاراً لطيفاً كي يتملص من كل ذلك فقال: “أنا أفكر إذا أنا غير موجود”.
وما أجمله من معنى؛ غير موجود وغير متاح لأن هناك ما هو أهم. هي فكرة غاية في الأهمية وصفها بأنها “عزلة مؤقتة”، مؤقة عن انشغالات العالم وأحداثه و”ماجرياته” التي تسحب الإنسان وتلقيه في غيابات جب الحياة ودوماتها. ساعات طويلة يقضيها أحدنا في تصفح غير منقطع، في متابعة أخبار، في تشريح أحداث، في تعاطي تحليلات، في إدمان مهاترات.
“أنا أفكر إذا أنا غير موجود”؛ غير موجود كي أعطي رأياً في مقطع فيديو مرسل عبر الماسنجر، غير موجود كي أكتب عن حدث متداول ومنتشر لشيخ أو داعية أو ناشط أو مثقف أو مفكر أو فيلسوف، غير موجود كي أعلق على كل بوست، غير موجود كي أتابع مناسبات الآخرين الخاصة والأخباراً العامة.
ما أجمله من شعار مرحلة يتخذه أحدنا: غير موجود لأني أغرس فكراً، وأبني وعياً، وأوسع أفقاً، وأتأمل واقعاً، كي أصنع تغييراً لاحقا. وقد ضربت المثال على المسيري لأنه لم يكن مجرد مفكر أو فيلسوف منعزل، على العكس من ذلك لقد كان مشتبكاً مع واقعه وقضاياه وأمته على مستوى الرقعة الجغرافية الأكبر.
وهذا ما يجعلني على المستوى الشخصي لا أميل إلى الانسياق في الماجريات كما أطلق عليها إبراهيم السكران في كتابه المعنون بهذا الاسم. - لرويلي كتابات نقدية عديدة أو لنقل قراءات نقدية في بعض الروايات، هل ترى النقد يجب أن يُواكب الأدب في الانتشار والتطور أم أنّ الأدب يسبقه في ذلك؟
لست ناقداً أدبياً بأي حال من الأحوال، وما أميل إليه في قراءتي أو نقاشاتي في الروايات القليلة التي أقرأها زوايا النفس الإنسانية وزوايا التفاعلات الاجتماعية، لذا تقتصر ملاحظاتي على هذه الزوايا دون غيرها، وما أحبه في أي شيء أقرأه هو الانفعالات الإنسانية بكل مستوياتها وتركيبها، وذلك الاشتباك واللوحات الفنية التي يصيغها الإنسان عبر الحروف والكلمات، هذا ما يأسرني. ولعل هذا السبب الذي يدفعني لقراءة الروايات الواقعية، أو تلك التي تجول في داخل عقول الشخصيات، كما في تكنيك تيار الوعي الذاتي للكاتب في الرواية والذي يعد أسلوباً أدبياً يُستخدم لتصوير تدفق الأفكار والتجارب والعواطف المتناقضة التي تجتاح ذهن الشخصية الروائية، ما يسمح للقارئ بالدخول إلى عالم الشخصية الداخلي ومشاهدة الأحداث والتفكير من منظورها الخاص، وتمثلات الأفكار والانطباعات، مما يعكس تعقيدات العقل البشري وتعدد الأفكار والمشاعر التي يمكن أن تتناقض في الوقت نفسه، وتجعل القارئ يشعر بأنه يعيش تحت جلد الشخصية ويشاهد العالم من وجهة نظرها. - في الآونة الأخيرة هرولت دول الخليج العربي إلى التطبيع مع إسرائيل، هل ترى التطبيع نوعاً من التعايش مع الكيان الصهيوني أم عجز أدى إلى الخضوع؟
لا يمكن التعايش مع كيان غاصب وإحلالي في أي أرض، هذا موقف أخلاقي ومبدئي راسخ، ينطبق على أي مجتمع وشعب في أي بقعة في العالم، فما بالنا بأرضنا ومقدساتنا العربية الإسلامية.
والتطبيع قد يعبر عن مواقف أنظمة الدول ولكنه لن يعبر بأي حال من الأحوال عن إرادة الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط. - بصفتك صاحب كلمة ومنبر إعلامي، ما رأيك في الحرب الأخيرة القائمة بين إسرائيل وفلسطين في غزة؟
يقال من “أعظم النائبات توضيح الواضحات”، ليس هذه حرب بين طرفين، بل هي حرب طرف معتدي على طرف آخر صاحب أرض وحق. وهي حرب لم تبدأ في السابع من أكتوبر المجيد، ولكنها قبل ذلك بقرن من الزمن. ومن البديهي والمعلوم بالضرورة أن لصاحب الأرض وصاحب الحق أن يفعل ما يراه مناسباً بالكيفية التي يرها وبالوقت الذي يناسبه.
وقد سبق أن ناقشت فكرة حروب الإبادة وسيكولوجيا العنف، ومن ذلك ما يطلق عليه الإبادة الثقافية في برنامج “ميراث قابيل: سيكولوجيا العنف وحروب الإبادة”، وغيرها من البرامج، من أجل إدراك أن هناك علوم كاملة تسخر من أجل استعباد الناس وصناعة الواقع وضبط المجتمعات، وقدمتها لهدف أساسي هو بناء وعي مركب ومتجاوز لمجرد شعارات وآراء سطحية، لأني مؤمن بشعار “أن المعرفة قوة، إنها تعني أن تعرف فتتنبأ فتستطيع”، فهم الواقع يعني فهم آلياته وخارطته، ثم محاولة التأثير عليه. - بصفتك مُقدم برامج عن الأمور الحياتية، ما معنى الحياة لدى الرويلي؟
ليس للحياة معنى واحد للجميع، للحياة آليات عمل مختلفة عن كل تصوراتنا، فهي لا تدلل ولا تعذب، بل يفعل ذلك البشر عبر شبكات علاقاتهم وتفاعلاتهم. ونحن هنا بوصفنا فاعلين ومفعول بنا نتحرك في تيار الحياة الهادر، يبقى هناك فسحة يمكننا التحرك من خلالها في التيار، هي فسحة تفاعلنا نحن، ورد فعلنا. كلما كنا أغنى وأثرى داخليا كلما استطعنا أن نعزز المعنى في أنفسنا، نعزز المعنى بالعلو والتسامي عن النقائص والصغائر، بأن نجعل لحياتنا معنى وغاية كبرى، غاية نحققها من خلال مسارات عديدة أبرزها: - مسار من نحب: أبنائنا، عائلتنا، أهلنا… ومسؤولتنا تجاههم..
- مسار المهمة أو العمل وكسب الرزق: والهدف، والمنتج، قد يكون كتاباً نؤلفه، أو نترجمه، أو محاضرات نقدمها لطلابنا.
- مسار الألم (وفاة عزيز، مرض، انفصال، إصابة، حادثة..)، تلك المحكات والتجارب القاسية المؤلمة المزلزلة، التي لا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها، ولكنا نستعيد توازننا، ثم نعيد بناء ذواتنا، ثم نضبط بوصلتنا، ونتابع المسير.
4 . مسار المعرفة: وتشمل الدراسة والتثقّف وطلب العلم بأشكاله كافّة، والتجاربَ التي تمنح غنى شخصيا واتساعاً في الرؤية.
5 . مسار العمل التطوعي: من التطوّع في الأعمال الإغاثية وتقديم الخير للناس، وتنمية المجتمع، إلى المشاركة السياسية إلى النضال في القضايا الإنسانية.
6 . في العبادة والجوانب الروحانية.
7 . الإبداع والفن بكل أشكاله.
8 . الذّكرُ الحسن والسّمعة الطيبة.
وسبحان الله الذي منحنا الحرية حتى نحقق معنى حياتنا عبر أحد هذه المسارات، أو كلها. - بصفتك مؤثر اجتماعي في الأعمال التطوعية التي تسعى لتحقيقها لبناء المجتمعات العربية، هل بالإمكان البناء في ظل الهدم بالأخرى هل بالإمكان النهوض بالمجتمعات التي تتعرض للحروب أو الكوارث الطبيعية أو الإنسانية بشكل مستمر؟
ضمن عملي في الاتحاد العربي للتطوع رئيساً للجان التحكيم في عدد من الجوائز العربية والعالمية قمت بمراجعة مئات المشاريع المشاركة، وقد لقيت كثير من المبادرات الشبابية من الخليج إلى المحيط ومن شرق المنطقة العربية إلى أقصى غربها، يقوم عليها شباب وشابات في أوج القوة والعطاء، منها مبادرات شبابية في مناطق شهدت دماراً واسعاً كما في الموصل بالعراق، في إحدى المبادرات الشبابية رفع الشباب مئات آلاف الأطنان من الردم والطمم بأظافرهم وأياديهم العارية رغم خطورة الأوضاع حيث بقايا المتفجرات والجثث المتعفنة. وفي مبادرات أخرى وزع شباب يمني الخبز على آلاف العائلات المتضررة من الحرب في مختلف مناطق اليمن. وفي غزة اطلعت على مبادرة تصنيع أطراف صناعية قام بها شاب على نفقته الخاصة، وبأدوات من مخلفات الحرب.
وهذه إجابة عملية على ما يمكن القيام به، بغض النظر عن قهر الظروف وبشاعتها. ولعل أبرز مثال يحضرني بعد رؤية ما حصل في غزة قول رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا ). وهذا حديث عظيم، يمكن إسقاطه على كل الأحداث الجسام التي تقع في العالم اليوم، شرقه وغربه، جنوبه وشماله. حتى لو قامت القيامة أنت مأمور أن تُحدث فرقاً. اغرس، وأحدث فرقاً بسيطاً ضمن استطاعتك؛ أمط الأذى عن الطريق، تبسم، سلم على من تعرف ومن لا تعرف، اشكر وامتن، اسمح للمشاة، أتح الطريق للعابر، أحسن للآخر، تذكر غيرك بدعوة صالحة في ظهر الغيب، سبح الله واحمده، شجع غيرك، واجبر كسر الخواطر. - بصفتك تربوي في القطاع التعليمي، هل تعتبر التعليم أداة بناء ركيزة في المجتمعات، وهل ترى التعليم العربي في طريقه لتقدم أم أنّه على عتبة عاجزة عن. الحركة؟
هذا سؤال واسع وكبير، وهناك زوايا كثيرة للنظر يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، على سبيل المثال يرى علي عزت بيجوفيتش رحمه الله أن التعليم وحده لا يرقى بالناس ولا يجعلهم أفضل مما هم عليه أو أكثر حرية، أو أكثر إنسانية. إن العلم يجعل الناس أكثر قدرة، أكثر كفاءة، أكثر نفعاً للمجتمع. لقد برهن التاريخ على أن الرجال المتعلمين والشعوب المتعلمة يمكن التلاعب بهم بل يمكن أن يكونوا أيضاً خُداما للشر، ربما أكثر كفاءة من الشعوب المتخلفة. وأن التعليم المدرسي في “العالم المتحضر” يعتمد على الفكر أكثر مما ينبغي، والجانب الإنساني فيه أضأل مما ينبغي. والمدرسة التي تقدم حلولاً أخلاقية وسياسية جاهزة، فإنها تعتبر من وجهة نظر الثقافة مدرسة همجية لأنها لا تخلق أشخاصاً أحراراً بل أتباعاً، إنها قد تدعم الحضارة ولكنها تحط من شأن الثقافة.
ومن زواية أخرى حتى مع وجود المدرسة فإن هناك إشكالية أخرى ومأزق للتعليم أنه يوقف الكثيرين عن التعلم، وعن اكتساب الثقافة الواسعة. مارك توين قال مرة “لن أسمح لدراستي قط أن توقفني عن التعلم”، المدرسة والجامعة تعطي الطالب معارف محدودة، وتقف أهميتها عند الشهادة الجامعية التي باتت مطلباً أساسياً في الوظائف، ودون الإشارة إلى آليات التعليم، وغيرها، لأن هذا يعني المزيد من الإسهاب غير اللازم. - يُعتبر تقدير الذات في أعلى سلم هرم ماسلو لاحتياجات الإنسان، هل ترى التطوع يُحقق هذا الاحتياج؟ وهل تشجع الشباب العاطل عن العمل لتطوع أم أنّه يجب أن يكون عمل ثانوي لمن لديه مصدر مادي أساسي؟
بالطبع يلبي التطوع حاجة تقدير الذات. عندما يتطوع الشخص ويقدم مساهمته في خدمة الآخرين أو المجتمع، فإنه يشعر بالفخر والرضا الذاتي، ويتعزز شعوره بالقيمة الشخصية ويكتسب ثقة بالنفس.
وهو يحقق ما هو أكبر من ذلك، إنه يحقق المعنى في الحياة.
بالنسبة للشباب العاطل عن العمل، يمكن أن يكون التطوع فرصة قيمة لهم للاستفادة من وقتهم ومهاراتهم في خدمة المجتمع وبناء شبكة علاقات اجتماعية ومهنية. يمكن للتطوع أن يساعد الشباب على تطوير مهاراتهم، وبالتالي زيادة فرصهم في الحصول على فرص عمل في المستقبل. علاوة على ذلك، فإن التطوع يمكن أن يساهم في بناء سجل عمل إيجابي ويعزز السيرة الذاتية للشباب، مما يعطيهم ميزة تنافسية في سوق العمل. - الفكرة تُسير السلوك، والإرهاب يتولد من فكرة، فهل مُعالجة الإرهاب تكون بمعالجة الفكرة أم أنُ هناك
عوامل أُخرى تصنعه، وكيف يمكن معالجته بصفتك من الأعلام الذين يسعون حثيثاً للقضاء عليه؟
موضوع الإرهاب من أكثر الموضوعات المتناولة تشويهاً واستهلاكاً دون تجاوز سطح المشكلة، مع ترديد أطروحات ساذجة وتافهة لا علاقة لها بالظاهرة، فالأمر غير مرتبط بدين أو طائفة، بل هو مرتبط بأمر آخر تماماً. فقد لاحظ إيريك هوفر عالم الاجتماع الأمريكي أن أكثر ما يقود الإنسان للانخراط في حركات التطرف هو الشعور لسبب أو لآخر أن حياته ميؤوس منها، وهذا يسمى “الإحباط” وهو مزيج من المشاعر السلبية مثل الحزن، والعجز، وخيبة الأمل، واليأس، والقهر، والغضب، والسخط، والأسباب قد تكون اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، أو خليط منها جميعاً. أو أسباب داخلية، كأن ينشأ الإحباط الداخلي نتيجة صعوبات تحول دون تحقيق الأهداف والرغبات الشخصية، والدوافع الغريزية، والاحتياجات، أو نتيجة مواجهة عوائق مثل الافتقار إلى الثقة، أو الخوف من المواقف الاجتماعية.
وعليه فإن المحبطين يشكلون غالبية أتباع الحركات المتطرفة، وهم ينضمون إليها بمحض إرادتهم، حيث إن الإحباط بحد ذاته يكفي لتوليد معظم خصائص الإنسان ذي الإيمان المتطرف المستعد للتضحية بنفسه في سبيل أي القضية. وما تقوم به حركات التطرف أنها تستقطب هؤلاء الأفراد عن طريق تشجيع النزعات والاتجاهات التي تملأ عقل المحبط، فهي تحقق أهدافها حينما تجعلها متفقة مع نزعات المحبطين. وهؤلاء المؤمنين المتطرفين يحاولون عن طريق الإقناع أو العنف صياغة العالم على شاكلتهم. يقول غازي القصيبي: بزوال الإحباط يزول التطرف، وبزوال التطرف ينتهي الإرهاب.
وقد أفردت سلاسل منوعة لتشريح الظاهرة من الناحية النفسية والاجتماعية وسياقاتها الدينية، كما في سلسلة صناعة الإرهاب، وسلسلة سيكولوجية التطرف. - ما رأيك بالملتقيات الأدبية عبر النت وخاصة ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد؟
لا أعرفه.
محررة لمجلة أزهار الحرف
روان شقورة
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي