قراءة في رواية ( ولدتُ مرتين،
للأديب عادل أحمد شريفي، بقلم ساميا إبراهيم..
لا وقت للملل في الحياة طالما أن القراءة تعبّد لنا طريقا للمضي إلى عالم آخر.
تكسر روتين العيش والنمط المظلم، خاصة في زمن نحن فيه بأشد الحاجة لجرعات من الجمال، لننسى ما وصلنا إليه من صراعات ببيننا وبين أنفسنا..
فكان الكتاب والرواية يشدنا إلى عالم الأحلام والجمال، عالم نتمنى أن يدوم بين أيدينا كي لا نفقد الشهية في ظل الأزمات المتلاحقة التى شتت الفكر والعيش..
وجعلت الفوضى تبعثر الحياة اليومية لكل فرد منا، لنكون بحالة يأس في هذه الأوطان المظلومة، التي أغلقوا فيها منافذ النور..
لن أطيل الحديث، رغم أن الهدية التي وصلتني تحتاج لصفحات، وهذا أولا ليس أختصاصي، إنما شغفي بالقراءة الذي لا ينتهي، فكيف إذا كان بين يديك كتاب يحكي بعض من أفكارك، لتسافر معه للبعيد البعيد على بساط الإبداع..
عبر ضفتّي هذا العالم من سيدني إلى دمشق، مسافة، كُتب لها أن تكون قصة عابرة للحدود، بأسلوب أنيق وأفكار مهذبة متسلسلة واقعية، في زمنٍ كُتبت فيه أقدار الأغلب أن تعيش خارج الأوطان لأكثر من سبب، والقليل من الأحبة الأدباء من سلط الضوء على هذه المأساة، التى لا يستهان بها أبدا..
ربما هي مأساتنا الأهم والتى تستحق الكلام عنها بالكثير الكثير .
فكانت هذه الرواية التى أستطاع الأديب عادل شريفي أن يرجعنا فيها بالذاكرة إلى الوفاء والأصل الطيب، إلى دمشق الحضارة، والتراث، بأحيائها ولياليها، عاداتها وتقاليدها، أهلها المتمسكون بالجذور، وما نفع الإنسان يا ترى بلا جذور ينتمي إليها ؟؟!
أهل الشام وبلاد الياسمين، اللذين لا يتخلون عن مد اليد لأحد فكيف لو كان لحمهم ودمهم؟؟!
رواية رائعة بكل ما فيها، بدءً من العنوان حتى النهاية، من الطيف الملاك الحارس إلى الصدفة التى أومن بها شخصيا، أنها أجمل ما في الحياة..
نسجت بتقنية بارعة رسمت وفسرت كل ما يجول بالبال، وأجمل ما فيها ما يفتقده عالمنا الحالي..
والتى تستثنيه أغلب القصص تقريبا وتنتهي ببلا مبالاة أو وعي لهذه النقطة المهمة في الحياة وهي التعبير والتدقيق على الفرق.
بين *الحب والصداقة * والاحتفاظ بكل صدق بقواعدها..
يطول الحديث عن هذه الرواية الرائعة، وبالنهاية لا يمكننا سوى شكر الأديب السامق الأستاذ عادل أحمد شريفي على هذا العمل الرائع، وكذلك أشكر أختي العزيزة الشاعرة Souzan Aoun على اهدائي هذه التحفة…
كل الحب والاحترام والتوفيق للأقلام الصادقة التى تحافظ على مصداقية الحرف واللغة، والتى تكتب وتبدع لتعطينا كل جميل حقًا إنها رحلة النور .
ويبقى الحرف يجمعنا مهما فرقت بيننا الظروف والمسافات…
بالتوفيق لأديبنا عادل أحمد شريفي ولدمشق الحبيبة التى أنجبت أجمل الشعراء والأدباء والكتّاب..
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي