ولدت رانيا محيو الخليلي في بيروت عام 1972. تنقّلت بين مدارس الليسية الفرنسية في بيروت حتى عام 1989، حين اشتدت الحرب في لبنان سنتها، فغادرت مع عائلتها إلى الآمارات العربية المتحدة حيث عمل والدها صحفيا في جريدة البيان الإماراتية.
درست هناك بالمراسلة مع مركز تعليم عن بعد فرنسي،
و حازت منه على البكالوريا الفرنسية من مدرسة “لوي ماسينيون” في أبو ظبي”.
عام 1997 حازت على إجازة في اللغة الفرنسية وآدابها من الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الانسانية في بيروت. وحضرت عام ٢٠١٦ لرسالة الماستر في الأدب الفرنسي عن سيرة الفيلسوفة الفرنسية “سيمون دوبوفوار” عنوان الرسالة: “سيمون دوبوفوار الثائرة الملتزمة”.
الجوائز:
-عام ١٩٨٥ جائزة عن القصة القصيرة ضمن مسابقة أقيمت على مستوى مدارس لبنان وكان عنوانها: قصة شيخ الشباب”. وكان من ضمن لجنة التحكيم الكاتب الدرامي الراحل الأستاذ “مروان نجار”، والكاتب المسرحي الراحل الأستاذ “سامي خياط”.
-عام ١٩٩٣ جائزة عن القصة القصيرة “الثوب الآخر” ضمن مسابقة أقامتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية في بيروت، وكان من ضمن لجنة التحكيم الدكتور “عفيف دمشقية” والدكتور “حليم اليازجي”.
-شاركت بعدة ندوات أدبية وثقافية في عدد من المحافل العربية في المغرب والكويت والأردن.
-كتبت العديد من المقالات والمراجعات الأدبية والثقافية في عدد من الصحف العربية واللبنانية.
الإصدارات:
2002- مجموعة شعرية عنوانها «بكاء في الخفاء».
2009- رواية «لعنة البيركوت».
2013- رواية «رواية أمين».
2015- رواية «سيدة ستراسبورغ».
2018- رواية «عشر سنوات وليلة».
2018- رواية لفئة الناشئة «رسالة الحب الأولى»(أول روايةعربية للناشئة عن التنمر).
2020- رواية «الغروب الأخير» (أول رواية عربية وثقت لجائحة الكوفيد وانفجار مرفأ بيروت).
2023- رواية «أرامل الحي العتيق».
📌١_ما هو الحافز الأهم وراء إحتراف رانيا محيو الخليلي كتابة الرواية اكثر من القصة القصيرة؟
بدايتي كانت مع القصة القصيرة، وقد نلت جائزتين عنها بين مرحلة المدرسة والجامعة.
تمرسي في الكتابة القصصية جعلني أسبر أغوار الرواية محملة بكل ما اختزنته من تجارب ومن أحاسيس، وأيضا من أدوات في الكتابة الأدبية.
٢_بماذا تمتاز القصة القصيرة عن سواها من ناحية توصيل رسالة ما؟
القصة القصيرة تتطلب إمكانيات إبداعية أكبر في إيصال الرسالة، لأنها تقوم على “الاختصار” وعدم الاستفاضة بالوصف وبالسرد.
كتابة القصة كما كتابة الرواية ليست بالأمر السهل كما يراها القارئ، كل من هذين الفنين الأدبيين يتطلب تقنية خاصة يبدعها الكاتب.
٣_هل الكتابة باللغة الأم توصل المشاعر والغاية المنشودة من العمل الأدبي أكثر من اللغة الأجنبية كالفرنسية مثلا؟
بالنسبة لي نعم وبكل تأكيد. تخصصت بالأدب الفرنسي لكني لم أتمكن من التعبير عن بيئتي ومجتمعي إلا من خلال لغتي الأم وهي اللغة العربية.
اللغة العربية تسكنني وتتلبسني أنا أفكر بالعربي وأشعر بالعربي وبطبيعة الحال أنفعل بالعربي.
وهذا ما يدمغ كتاباتي بالصدق، والصدق يوصل الفكرة والرسالة بأسلوب سلس.
٤_هل برأيك ترجمة الرواية او القصة إلى لغة غير لغة الأم تفقدها شيء من ميزاتها ورونقها الأدبي أم لا مشكلة في ذلك؟
لا مشكلة في ذلك شرط أن يكون المترجم متمكن من اللغتين وعلى كفاءة ومصداقية عالية في تخصصه بمجال الترجمة.
٥_ماذا حققت المقالات والمراجعات النقدية الأدبية في الصحافة اللبنانيه والعربية من تغيير على المستوى الأدبي؟
حاليا لم تحقق الكثير لأن هذه المقالات والمراجعات باتت “مسايرة” للكاتب أكثر من كونها نقدية جادة.
تغيرت المفاهيم عن السابق فأصبح لدينا طفرة من الكتاب في كل المجالات، وأصبح التمييز بينها يتطلب حرفية وذائقة أدبية رفيعة.
٦_ماذا تقول رانيا محيو الخليلي في مجموعتها الشعرية ” بكاء في الخفاء” للقراء؟
“بكاء في الخفاء” اخترتها لتكون بداية تجربتي مع النشر، جمعت فيها كل ما كتبته من قصائد وخواطر وجدانية على امتداد سنوات عمري، أي منذ بدأت الكتابة من سنوات الطفولة الأولى وأضفت إليها بعض الاختلاجات التي تزامنت مع وقت النشر. “بكاء في الخفاء” كانت انتفاض على لحظة موت عشتها بفقداني لجنيني بالشهر الثامن، فخرجت من المستشفى وأنا أرى الحياة قصيرة جدا تستحق المغامرة.
أحب أن أشير إلى أن قصيدة “بكاء في الخفاء” كانت كلماتها تتقمصني وأنا في غيبوبتي في المستشفى وحين استيقظت بدأت أرددها، حتى استقرت حالتي الصحية والنفسية وكتبتها على الورق.
توقفت عند مجموعة “بكاء في الخفاء” التزاما بوصية والدي قبل وفاته بيومين: “وصيتي عندك أن تتوجهي لكتابة الرواية، أنا لا أراك شاعرة أنت خُلقتِ لتكوني روائية”.
وبعد وفاته بستة أشهر باشرت كتابة روايتي الأولى”لعنة البيركوت”، وقد استغرقتني كتابتها ٤ سنوات. ومن بعدها لم يعد بمقدوري التوقف، دخلت عالم الرواية دون رجعة منه.
٧_ ماذا يعني لك التكريم من قبل منتديات عربية غير لبنانية؟
يسعدني جدًا لأني أكتب باللغة العربية وبطبيعة الحال أنشد الانتشار عربيٌا. لكن من ناحية أخرى أشعر بغصة عندما لا أجد هذا التكريم في لبنان، ولا أعتب كثيرا ألتمس العذر لوطني نظرا للظروف الصعبة التي لا يزال يمر بها.
٨_كيف تحمل رانيا قضايا مجتمعها ووطنها من خلال أعمالها الأدبية؟
هي حاضرة معي في كل رواية كتبتها، لا يمكنني أن أفصل نفسي عنها، وهي حال كل كاتب مرتبط بوطنه. إن لم يكن الكاتب مرآة وطنه وبقضاياه وهمومه فهو لا يزال بعيدًا عن مفهوم الكتابة الحقيقي.
الكتابة ليست نأيًا بالنفس، وإنما بانغماس النفس بكل ما يحيط بها.
٩_ أين تجد رانيا نفسها أكثر كمدّ رسة للغة الفرنسية أم كأديبة وهل هناك تكامل بينهما؟
عندما قررت دراسة الأدب لم أكن أفكر بالتعليم على الرغم من أن الجميع حولي كان يعتقد عكس ذلك.
لكن في الحقيقة درست الأدب لأجل الأدب لأني في لاوعيي كنت أدرك أن أمامي مسيرة أدبية أسعى لخوضها، وكان يجدر بي التسلح بالعلم لأثبت نفسي فيها.
النعليم أتى متأخرا وعن طريق الصدفة بعد أن كنت قد أصدرت “بكاء في الخفاء” و “لعنة البيركوت”. بلا شك اكنسبت خبرة في مجال التعليم من خلال التعرف عن قرب على نماذج إنسانية كثيرة، ولا أخفي أني وظفتها في كتابة رواياتي اللاحقة.
بالنسبة لي كل تجربة أمر بها تتحول مادة كتابة تظهر معي دون سابق تصور وتصميم، لأني اختزنها وكأني أجمع داتا.
وهكذا استطعت إحداث توازن وتكامل بين الأدب والتعليم.
١٠_ما رأيك في انتشار المنتديات الثقافية على مساحة الوطن العربي وخاصة ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر عبد الحميد رمضان؟
مظاهر صحية لاسيما أنها بعيدة عن “المسايرة” التي تحدثت عنها، خاصة إذا كانت تستقطب مواهب أدبية محترفة وراقية كأفضالكم.
“ملتقى الشعراء العرب” هو ملتقى جامع وهادف يستحق الاستمرارية والنجاح لا سيما في سعيه الدؤوب للتطوير والتحديث.
وهي فرصة لأشكر الشاعر الأستاذ “ناصر رمضان” مؤسس الملتقى، وأشكرك أستاذة “نجوى” الكاتبة والشاعرة المتألقة على هذا الحوار الذي أعاد إلي حنيني لاختلاجاتي الأولى.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي