ايناس البدران – حوار مع مجلة ازهار الحرف
اجرت الحوار الكاتبة الصحفية جميلة بندر-بيروت
س1: ما الذي دفعك لدراسة الادب الانجليزي، وكيف اثر ذلك في حياتك المهنية كاديبة وكاتبة؟
ج1: مازلت اؤمن ان كل انسان وماخلق له،وما من امر يحدث صدفة في حياتنا وان ظنناه كذلك،فحياتنا مسارات لخطوط تلتقي وتتقاطع تبتعد وتتوازى كشفرة خطت بيد القدر،حتى اننا لنهرب من اقدارنا الى اقدارنا.ولان الادب قدري الجميل فقد وجدتني مشدودة في وقت مبكر بحبل سري الى كل ما يمت للادب بصلة،كما انني تلقيت الانجليزية على يد استاذة من اصل انجليزي لذا كنت اتطلع الى دراسة الادب الانجليزي الذي يظنه البعض شاقا،والطريف انني اكتشفت لاحقا حين زرت انجلترا ان هذا الفرع لا يعد بالامر السهل حتى بالنسبة لهم.ولا ننسى اهمية الترجمة في التفاهم واحلال الفهم محل سوء الفهم ما بين الثقافات.
س2:من خلال تجربتك بتأسيس نازك الملائكة الادبي،ما التحديات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟
ج2:لعل ابرز التحديات في تلك التجربة كانت في ايصال صوت المرأة الصافي الصادق الشجاع،فادب المرأة ما هو الا انعكاس لحراك انساني القصد منه الدفاع عن حقوق المرأة وتسليط الضوء على المسكوت عنه ،الامر الذي يشكل خلخلة للثقافة الذكورية المهيمنة ،فالادب النسوي هو ادب ثوري ولون ادبي مثله مثل ادب الرحلات وأدب الطفل وأدب السجون ..الخ،القصد منه الدفاع عن حقوق مستلبة،اي انه يمكن ان يكتب بقلم رجل او امرأة لافرق.
س3: بما انك كنت عضوا بالمجلس المركزي لاتحاد الادباء والكتاب في العراق ،ما هي القرارات والمبادرات التي تعتبرينها اكثر تاثيرا خلال مدة عضويتك؟
ج3:من ابرزها تلك التي تخص تكريم الادباء والكتاب وتسليط الضوء على منجزهم وايصال صوتهم الى ابعد مدى من خلال الاصدارات الادبية والمجلات والمهرجانات ولعل من ابرزها مهرجان المربد الشعري الذي تدعى اليه اسماء لامعة في عالم الادب والشعر في جميع ارجاء العالم وتقام على هامشه الجلسات والندوات الحوارية والنقدية،فضلا عن اصدار مجلة الاديب العراقي التي كنت مشاركة في هيئة تحريرها.
س4:كيف اثر تاسيس رابطة الجواهري الثقافية على المشهد الثقافي في العراق،وما هي الاهداف التي تسعين لتحقيقها من خلالها؟
ج4: تميزت رابطة الجواهري بأنها قد تأسست خارج اطار اتحاد الادباء والكتاب في العراق ، وارتبطت بها اسماء رصينة عديدة من ابرزها د.خيال الجواهري ابنة شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري، ولانها اسست تحت مظلة الجواهري الكبير فقد امتدت في تفاعلها مع المثقف والمهتم بالشأن الابداعي الى مديات اوسع وأرحب لاسيما ان جلساتها كانت تقام في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي الذي يعد ملتقى الادباء والمثقفين وثرمومتر الاهتمام الثقافي في العراق، وفيه اكبر المجمعات الثقافية ودور النشر والمكتبات وقاعات الندوات المهمة.
س5:ما الذي دفعك الى انشاء ملتقى اينانا الثقافي، وما الذي يميز هذا الملتقى عن غيره؟
ج5:ابرز ما يميز ملتقى اينانا انه كان يدار من قبل مجلس مكون سيدات عراقيات بارزات ومتميزات في عطائهن وانه لم يقتصر على تسليط الضوء على العطاء النسوي حصرا وانما امتد ليشمل اي عطاء ثقافي، عبر استضافة ضيف مميز ومحاورته .
س6: اقمت العديد من النشاطات الثقافية والادبية ،هل هنالك حدث معين تفتخرين به بشكل خاص ولماذا؟
ج6:الاهتمام بالطاقات الابداعية النسوية وعلى وجه الخصوص الاقلام الشابة عبر تسليط الضوء عليها من خلال المسابقات الادبية والاصدارات المشتركة الشعرية والسردية والنقدية ومن خلال الجلسات الادبية المختلفة ، ولعل مسابقة نازك الملائكة للادب النسوي كانت الابرز من بينها،وكانت تجرى سنويا بالتعاون مع دائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة مستقطبة الاقلام النسوية في مجالات الادب والنقد المختلفة ومن كل انحاء العالم.
س7: حدثينا عن تجربتك في العمل مع منظمات ثقافية عالمية مثل معهد غوته الالماني والمعهد الثقافي الفرنسي،وكيف كانت الشراكات؟
ج7: تمثلت تلك الشراكات في التنسيق والاعداد للعديد من النشاطات والاحتفاليات والندوات الادبية والثقافية والاصدارات المشتركة التي ضمت قصصا وقصائد لاضمامات من المبدعات العراقيات حول العالم ،وتمت ترجمتها الى الالمانية والفرنسية وعبر ورش عمل وندوات دولية اقيمت في عواصم عالمية مهمة، وكل ذلك عمل على ايصال صوت المبدعة العراقية الى ابعد المديات.
س8: ما رؤيتك لمستقبل الادب في العراق ،وكيف ترين دور المرأة العراقية في الادب والثقافة،وما هي النصائح التي تقدمينها للاديبات الشابات؟
ج8:لا تعد الكتابة عطاء مترفا او فعلا عابرا في حياتنا ،انها النتاج الذي يحفظ للعالم تجدده وبهاءه وغرائبيته، هي ذاكرتنا ضد النسيان لذا فوجود الادب بكل الوانه امر لابد منه .اما المرأة فستظل تجترح معجزتها على الرغم من الظروف والصعاب،ونصيحتي للاديبات الشابات ان يقرأن قراءة موسوعية ويطلعن على كل الوان الادب العالمي والمحلي فهذا وحده الكفيل باغناء تجربتهن وانضاج عطائهن.
س9:بصفتك عضوا ممارسا في نقابة الصحفيين العراقيين،كيف ترين تطور الصحافة في العراق،وما هي التحديات التي يواجهها الصحفيون اليوم؟
ج9:ابرز التطورات في مجال الصحافة اليوم انحسار الصحافة الورقية في جميع ارجاء العالم،فيما برزت واتسعت الصحافة الرقمية ولاسيما في الجوانب التقنية المتقدمة ،الامر الذي انعكس ايجابا على مديات انتشار الخبر والرأي وما الى ذلك .اما ما يتعلق بالتحديات فان الصحفيين في كل العالم يواجهون اخطارا جساما تهدد حياتهم وهو ما نشهده بشكل جلي في فلسطين المحتلة .
س10:حدثينا عن كتابك “رفيف الثريا”ماهي الافكار التي تناولتها في هذا الكتاب؟
ج10:”رفيف الثريا” مجموعة شعرية مشتركة صادرة عن منتدى نازك الملائكة في اتحاد الادباء والكتاب الذي تشرفت بادارته لاكثر من عشرة اعوام ،وهو ليس المطبوع الوحيد الذي صدر عن المنتدى .وما يتعلق بهذه المجموعة فقد اسهمت فيها مع ثلاث وعشرين شاعرة عراقية من داخل وخارج العراق تنوعت في نتاجاتهن الرؤى الشعرية وتلألأت في سماء الابداع كرفيف الثريا.
س11:كيف توازنين بين دورك كاديبة وكاتبة وبين مسؤولياتك التنظيمية والادارية ؟
ج11:لنتفق ابتداء على ما لدور الكتاب والادباء والاعلاميين من تأثير ايجابي في الوعي الجمعي لأي مجتمع ،الامر الذي يتطلب حضورا ومتابعة مستمرة لمجريات الاحداث فضلا عن الثقافة الشاملة والنشاط المتجدد،الامر الذي لا يتم الا عبر الملتقيات والمنتديات الادبية والثقافية.
س12:من خلال خبرتك الطويلة في المجالات الثقافية والادبية،ماهو الانجاز الذي تعتبرينه الاهم في حياتك المهنية،وما هي مشاريعك وخططك المستقبلية في عالم الادب والثقافة؟
ج12:لعل الانجاز الابرز الذي يحضرني الان هو الاصرار على الاستمرار في العطاء والعمل المشترك للنجاح في خلق حراك ثقافي محمود عبر مدّ جسور التواصل مع القاريء ومكونات النسيج الثقافي، والتعاون لاجل خلق منهاج ثقافي حيوي يرضي الطموح لبلوغ تنمية ثقافية مستندة الى خطط مدروسة، والمناداة بضرورة النهوض بعملية صناعة الكتاب عبر التوأمة مع المؤسسات النظيرة.كذلك المناداة بتكريم القامات الابداعية التي نبغت في المجالات الادبية المختلفة بما في ذلك الطاقات الشبابية.اما خططي ومشاريعي المستقبلية اضافة الى الكتابة الادبية فينصب اغلبها حول التذكير بأهمية دعم المبدع في حياته وسن وتفعيل القوانين والتشريعات ذات الصلة، وتخصيص نسبة معقولة من الموازنة لانشاء صندوق للتنمية الثقافية لدعم المبدعين في مختلف الاوقات وبخاصة اوقات المرض.
س13:اخيرا ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصا ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد؟
ج13:تعدّ هذه الملتقيات ومنها ملتقى الشعراء العرب رئات يتنفس من خلالها المبدعون ولاسيما الادباء ووسيلة مهمة للتواصل وتسليط الاضواء على نتاجاتهم المختلفة وعطائهم الذي لاينضب..فالعطاء الثقافي والابداعي قضية ورسالة انسانية وهو السلاح الحقيقي بوجه التخلف وما يبث منه من الوان الخراب والتطرّف والتعصب الاعمى والعنف.ما يذكرنا بضرورة تآزر الجهود كمثقفين وأدباء ومؤسسات ثقافية توظيف هذه الجهود لاحداث التغيير البناء .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي