سعدية بلگارح
أديبة(شعر،قصة،رواية…)
من مدينة القنيطرة/ المغرب
إطار بوزارة التربية الوطنية..
(تخصص أدب عربي)..
حاصلة على دبلومات جامعية ومهنية..) في الأدب والقانون والتكنولوجيا..ولديها العديد من الإصدارات.
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف معها هذا الحوار
حاورتها جميلة بندر.
1.ما الذي ألهمكِ للبدء في كتابة الشعر والروايات؟ هل كانت هناك لحظة معينة أشعلت شرارة الإبداع لديكِ؟
_الكتابة لم تأت من فراغ، هي رديفتي على صهوة القراءة منذ وعيت على هذه الدنيا.. بدايةً كنت أعشق الخط العربي، وأقوم بتقليد أخي وهو يمارس إبداعه ذاك.. ثم انتقلت إلى ملامسة السرد وأنا بعدُ طفلة في مرحلة الإعدادي، بالقراءة لكبار الكتاب العرب مثل نجيب محفوظ، المنفلوطي، العقاد، السباعي، إحسان، جبران، و جرجي زيدان وغيرهم. والأجانب مثل هيجو في رائعتيه البؤساء وأحدب نوتردام، ورواية الزنبقة السوداء ثم في الأدب الروسي إيفا Eva لا أذكر كاتبها وقد أثرت في نفسي تأثيرا بليغا.. وغيرها من الكتب العربية و العالمية، مما كنت أحصل عليه كمكافأة إثر حصولي على درجات مشرّفة جدا في الدراسة آنذاك، حين كانت المؤسسات التعليمية تساعد، بجدية، على دعم طلابها بالكتب القيّمة والدفع بهم إلى التحليق عاليا، رغم حداثة السن…
وأيضا مكتبات دُور الثقافة أو ما كان يسمى حينها بِدُور الشباب، وما تحمل في بطونها من أمهات الكتب.. كنا نقضي بينها ساعات دون ملل ولا كلل باحثين متدبرين في هدوء الخاشعين.. رغم الصّغر.. ليت الكِتابَ يعود إلى مكانته، ليسترد العقل البشري مكانته أيضا، التي قد تتوارى خلف “الجاهِز” أو المستهلَك الإلكتروني..
2.كيف أثرت مدينة القنيطرة المغربية على كتاباتكِ؟ وهل تلعب المدينة دورًا في أعمالكِ الأدبية؟
_القنيطرة مسقط رأسي، فيها ترعرعتُ، ومنها استمددتُ حبي للأدب، فهي مدينة مبدعين في الرياضة والفن والأدب.. على سبيل المثل لا الحصر، في فن السرد القصصي والرواية الأستاذ محمد زفزاف رحمه الله ، قبل انتقاله إلى الدارالبيضاء.. وشعراء وقاصين من الجنسين، بإبداعات ثرة جميلة..
فهي مدينة الماء والخضرة والوجه الحسن..حباها الله غابات ملهمة للشعراء والمبدعين عامة، ونهرا دفاقا، سبو النائم على خد المدينة، وهو من أزخر أنهار شمال إفريقيا، موصولا بشاطئها الجميل “المهدية”، ومآثر تاريخية، ضاربة في العراقة، كالقصبة المطلة على شموخ الماضي، ومآثر أخرى تبين ما لهذه المدينة من أسس وفعاليات ثقافية وسياسية ممتدة على مدى قرون… تلك المناظر الطبيعية الساحرة تنتج مولدات إبداعية خلاقة في النفس المتأملة..
3.تنوعت إصداراتكِ بين الشعر والرواية والقصة القصيرة جداً.
كيف تجدين الانتقال بين هذه الأشكال الأدبية المختلفة؟ وهل تفضلين نوعًا معينًا منها؟
كلما وُضعتُ في قالب من هذه القوالب الأدبية أجدني أتنفس من رئتيه هواء نقيا، تعدد المشارب والأنساق يجعلني مفعمة بالكتابة.. فالتنويع والتجديد هو ديدني.. وكلما أثقلتْ كاهلي حمولة ما، أحس الكتابة ترفس كما يرفس الجنين بطن أمه، حتى أضع حملي.. هكذا بانسيابية دون تكلف أو تصنع.. فحين تغازلني القصيدة أجدني بين أحضانها أتماهى وأميد كعروش اللوز حين يداعبها النسيم، وحين تراودني القصة عن نفسي أنساقُ منتشية بعوالم الخيال والخرافة والحُلم، بعيدا عن مطبات الواقع المضني.. في تناغم ساحر بين المكشوف والماوراء.. فالكتابة بكل صنوفها هي ذلك الاستفراغ العاكس لحالة معينة، بلمسات إبداعية وقوالب فنية، توازي ثقافة المجتمع وإدراكه.. للتوثيق و للتاريخ.. أما سؤالك سيدتي عما يستهويني أكثر، فلكل نوع مكانته في نفسي. قد أجد سعادتي حاضرة بقوة حين يضمني السرد بين جناحيه لاقتحام عوالم الخيال العلمي والأسطورة مثلا، أصل بها ذروة المتعة وأنا أصفف رسائلي وأضع يدي على مكامن جروح غائرة وطابوهات. فتكون الرواية هي الفضاء الأرحب حيث الامتداد والتوسع والحرية في الوصف الدقيق والإثارة والمتعة السردية، بتقنيات وأنساق توازي مستجدات العصر وتقلباته المزاجية، على أن يكون الهدف والرسالة واضحة المعالم.. فلكل كتابة فكرة أو مجموعة أفكار معينة.. يدركها من يدركها.. أما الشعر فهو حالة تشبه “الجذبة الزار_ أو حلولا صوفيا”. هو مجموعة مشاعر وأحاسيس تأخذني لحظات، في انصهار وجداني تام .. كشراب بارد تحت خميلة ظليلة في يوم قائظ..تأتي فجأة، وتروح فجأة بين حين وحين، تاركة خلفها دهشات منعشة.. حتى وإن أوجعتْ أحيانا…
فالشعر هو الحالة التي لا أستطيع أن أحصرها في كلمات..
أنا والشعر واحد، يلازمني كالحلُم…
حين أكتب القصة أسردها للآخر..
حين أكتب القصيدة أكتبها لنفسي..
4.روايتكِ “رقصة الأناكوندا” التي أصدرتها في مصر، ماذا يمكنكِ أن تخبرينا عن خلفية هذه الرواية؟ وما الرسالة التي أردتِ إيصالها من خلالها؟ولماذا إخترتِ لها هذا الإسم؟
_هما روايتان، إن صح التعبير، اثنتان في واحدة، متوازيتان، تسيران وفق نسق معين، شديد الحساسية بليغ التركيز، حتى لا تضيع التيمة الأم، وسط تيمات أخرى تتناسل مع ارتفاع وتيرة الأحداث وتوالدها…بجهد واضح ونفَس طويل لترتيبات ومفاجآت مدهشة، حسب قراءة بعض النقاد لها.. سأترك أحد النقاد المحترمين وهو الأستاذ بوسلهام عميمر يلخص لنا ما توضّح له في متونها، لأني لا أحب أن أتحدث عن عملي.. قد أعدمه.. فالعمل الإبداعي ينتعش ويعيش بقراءة المتلقي وتأويلاته..
قال الناقد ذ. عميمر:
رواية “رقصة الأناكوندا” للروائية المغربية سعدية بلكارح، فريدة من نوعها، أعتقد أنها من القلائل من النساء إن لم تكن الأولى العالم العربي تقتحم باقتدار الكبار أدب الجريمة بما يرتبط به من عمل المافيات والجنس والمخدرات وغسيل الأموال والتصفيات الجسدية والتحقيقات الدولية بما أن أفضية الرواية تتوزع بين المغرب وفنلندا وكندا. رواية أبدعت الكاتبة في تتبع خيوط الجرائم على امتداد صفحات الرواية الجمية والأربعين بعد المائتين، صفحات كلها إثارة وتشويق وإدهاش، زاوجت فيها الكاتبة بين قمة الرومانسية في بداية علاقة بطلها عبد الله الدادسي/ أحمد كوفين بجنيت الفنلندية، وبين الدرامية في أقسى تجلياتها من جاسوسية ومتابعات ومتابعات واتجار في البشر وقتل و غيرها من أسس الرواية البوليسية. كل ذلك في قالب سردي روائي مدهش، بلغة شاعرية انسيابية. الرواية حافلة بالتشبيهات الدقيقة و الصور البلاغية البديعة، فضلا عما تضمنته من تناصات وما تضمنته من رسائل قوية لمن يهمه الأمر، كإشارتها إلى الهجرة بأن دجاجتها لا تبيض الذهب دائما، وموقفها الصارم من حرمان الفتيات من متابعة دراستهن بسبب انعدام المؤسسات التعليمية أو بعدها، كما لم يفتها أن تعرج بسلاسة على لسان شخوصها على مجموعة من الحقول المعرفية علمية واجتماعية وجغرافية وتحقيقات دولية واقتصادية يهم بالخصوص الشركات الوهمية و القوانين المؤطرة لها. رواية تستحق القراءة وإعادة القراءة.
انتهى كلام الناقد.
والعنوان أردتُ به شيئا قد يستشفه القارئ من المتن، فقد تكون الأحداث المتشابكة والمخيفة، كما قد تكون أشياء أخرى .. فمن البوابة إلى سراديب كلها إدهاش ومفاجآت وترتيبات ، أظنها الرواية الوحيدة بين الأربع التي التمست فيها “الواقعية” بدثار معاصر، بعيدة عن النمط الأحادي .. مسايرة للرواية التجديدية، متعددة الأبطال والإيديولوجيات والأنساق…
5.ذكرتِ أنكِ حاصلة على دبلومات في الأدب والقانون والتكنولوجيا. كيف أثرت هذه المجالات المتنوعة على رؤيتكِ الأدبية؟
_أبدا ماكانت الدبلومات أو الشواهد العلمية معيارا للإبداع في أي مجال كان..
الحياة مدرسة.. متعددة الأبواب والنوافذ..
فأعتبر هذه الشهادات أو الدراسات كالأبواب أو النوافذ التي قد تريحك أو قد تتعبك.. هي وسائل للتغيير وتصحيح المسارات وتقويمها من أجل عيش كريم.. أو فقط روتين يكسبنا مكانة ما، أو وجاهة مزيفة أحيانا، أو يغمسنا في ملذات ذاتية تشبع بعض النهم.. فلا علاقة لها بأدب ولا بفن ولا بجمال روحي، إلا إذا استُغلتْ نفقتها تنمويا، على الدعم الإيجابي للأدب.. أما أن تجعل منك أديبا فلا أظن.
هنا فصل العمل أو طرق العيش عن غواية الكتابة وملَكة الإبداع، فهي موهبة من الله.. تحتاج إلى صقلها بالقراءة والتدبر ونكران الذات، للوصول إلى مكانة مستحَقة في الساحة الثقافية باستماتة لصنع بصمة، البصمة التي تميزك، باعتراف قراء نزهاء، لاينتمون للوبيات، تتكاثر كالباكتيريا غير النافعة، تحاول صناعة مجد مزيف بالسرقات والتدليس.. و”المُكاء والتصلية”..ك”عجل له خوار”.. فيا عزيزتي كما تلاحظين الساحة تعج بالتفاهة، والكثير من المحترمين ينشطون تحت الظل ..
وأنا شاكرة لكم تتبعكم للأعمال الجيدة، وهذا مُشرّف جدا ومحسوب لكم..
6.كونكِ إطارًا بوزارة التربية الوطنية ومتخصصة في الأدب العربي، كيف توفقين بين عملكِ الأكاديمي ومشاريعكِ الأدبية؟ وهل هناك تداخل بين الاثنين؟
_سيدتي قد أربط ردي هنا بالرد الذي سبقه معزِّزةً بإضافة بسيطة، وهي أن لحظة الإلهام أو المخاض أو العصف الذي يسبق الكتابة، عادة تكون ليلا، أو فجرا، أو في لحظة اقتناص لموقف أو صورة أو مشهد من المحيط، أثناء تدبر أو تأمل عميقين، ولا يتأتى هذا أثناء الانشغال بروتين منفصل أو مغاير تماما .. لذا فعملي لم يحل يوما دون ما أحمله من هواجس وخلفيات أوتصورات تساعدني على تأثيث فضاءاتي الكتابية، لأنه ببساطة هو جزء منه، بطبيعة التوافق بين موهبتي وعملي الذي ظل محصورا في المجال التربوي.. أي الارتباط كان ومازال دوما بالكِتاب…
7.أصدرتِ ديوان الشعر “حبات مطر” عام 2015. ما الذي يميز هذا الديوان في تجربتكِ الشعرية؟ وهل هناك قصيدة معينة فيه تحمل لكِ معنى خاصًا؟
_ديواني حبات مطر عبّر بصدق عن شغفي بالتحرر من النمطية والتكرار أو التقليد، فكان بصمةً مختلفة بتوظيف كل حمولتي لحب الشعر، في قصائد مذيلة بنصيصات تحت كل قصيدة تدعم تيمتها، تسمى “سعديات”
مما أعطى الديوان سمة تميزه، ثم إنه جمع بين دفتيه مدرستين مختلفتين (كلاسيكية ومعاصرة)..لكل قصيدة سيكولوجية معينة لمعالجة فكرة معينة بخاصية معينة..
وعروس الديوان أسميتُ الديوان بها، هي قصيدة حبات مطر رائعة شعرية بشهادة النقاد.. إليك قبسٌ منها:
**
لسعةُ البرد تنفض كلماتٍ وقعتْ منكَ
ذاتَ لقاءٍ ماطرٍ..
كنتَ فيه العاصفةَ تفتضُّ جُموحي
وكنتُ صنوبرةً تبارزُ جنونَك…
**
سعديــــاتٌ:
ويأتي المساءُ..
أقف كعادتي أرْقُبُكَ من نافذةِ حلمي
أغسلُ بهطولكَ غبارَ انتظارٍ طويلٍ
كنتَ فيه زوبعةً..
وكنتُ الهدوءَ الذي يسبقك…
8.شاركتِ في العديد من الأنشطة الثقافية والمهرجانات الأدبية. كيف تساهم هذه الفعاليات في إثراء تجربتكِ الأدبية؟
_تظل المهرجانات والأنشطة الثقافية محطات فاعلة و داعمة أحيانا للكاتب، وخصوصا المواهب المغمورة، لمساعدتها على إبراز مهاراتها وقدراتها وإنجاعها أو تقويمها..
وللكاتب عامة تساعد على التعريف بأعماله، ودوره الإبداعي وتأثيره الإيجابي في الساحة الثقافية..
هذا إذا كانت رسالتها نزيهة..
أحيانا لا تكرس أي فعالية يعتمد عليها.
9.تحدثتِ عن الجوائز التي حصلتِ عليها. كيف تشعرين بتأثير هذه الجوائز على مسيرتكِ؟ وهل تعتقدين أنها تغير من نظرة الجمهور لأعمالكِ؟
_ لا أعتقد ذلك هي مجرد دعوم رمزية لا أعتمدها كمفتاح للنجاح أو الشهرة أو الحصول على مكانة مرموقة.. حتى وإن كانت مادية فليست معيارا للتميز.. بدليل أن الكثير من الأعمال الجيدة لا تتقدم لجوائز أو مسابقات.. وما حصلت عليه لا يتعدى دروعا وشهادات رمزية، مقابل مشاركتي في أعمال ثقافية تطوعية. لم تكن بمقابل مادي قط.. ولا أرغب في ذلك..
10.كيف ترين دور الأدب في المجتمعات العربية اليوم؟ وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الكاتب في معالجة القضايا الاجتماعية؟
_يقال الكاتب مرآة مجتمعه، فإذا لم يكن للكاتب هم في التغيير أو التأثير السوسيو ثقافي والاجتماعي فليترك الكتابة، وليطبل في الفراغ كيف يشاء.
والأدب على مر العصور كان فعالا في بناء المجتمعات وإعادة تأهيلها، بكشف العيوب والثغرات والمشاركة في حلول واقتراحات ناجعة.. بدءا بالشعر الجاهلي وتأثيره في النسيج السياسي القبلي آنذاك، إلى اليوم بين القصة والشعر.. لكل دوره ولكل حبكته ومهارته في التأثير والإقناع.
11.هل تجدين أن المرأة الكاتبة تواجه تحديات معينة في المجال الأدبي؟ وكيف تعاملتِ مع هذه التحديات في مسيرتكِ؟
_لا أظن، فالواقع يقول إن قلم المرأة مساهم بقوة في النسيج الثقافي.. بكفاءة عالية وحضورها جنبا إلى جنب مع الرجل جليّ وضروري أيضا..
الأدب يتفوق ويتقدم بالتكتل لا بالفُرقة.
12.كيف كانت تجربتكِ في تحكيم المسابقات الأدبية؟ وهل هناك معايير معينة تركزين عليها عند تقييم الأعمال الأدبية؟
_المعايير التحكيمية توضع من قِبل لجنة تتشكل لهذا الغرض، وهي ضمن عمل متكامل موحد هادف قدر الإمكان، بشيء من التضحية بالوقت والراحة، وبكثير من الحب لهذا العمل.. حتى تبرز النصوص الجيدة .. ضمن مقاربات متفق عليها.. استفدت منها كثيرا لكتابة نصوص في الصنف. وهي تجربة قابلة للتجديد..
13.روايتكِ “الزومبي 19” صدرت في 2022 وتبدو مثيرة للاهتمام. ما الذي ألهمكِ لتناول موضوع مثل الزومبي في إطار أدبي؟ وكيف كانت ردود الفعل على هذه الرواية؟
_هذه أردت بها كتابة في الرواية القصيرة مايسمى بالنوفيلا. وهي تتحدث عن حقبة كورونا، بمقاربة الاستشراف المستقبلي ..العنوان الفرعي الوحيد داخل المتن يجسد ما أردت إيصاله من الرواية: المؤامرة والصراع: حيث اعتمدتُ شخوصا من الخيال العلمي، وأخرى من الواقع، أغلب مجريات الأحداث بين البيت والشارع…
رأي أحد القاصين البارزين الأستاذ حسن البقالي باختزال شديد:
“”الزومبي19″، من الأعمال الإبداعية السردية التي سعدت بتلقيها من الأستاذة سعدية بلكارح .
من خلال قراءتي للصفحات الأولى من الزومبي 19, تبين انني إزاء رواية من الخيال العلمي، تدور احداثها سنة 2040, في مدينة ٱسيوية (تحيل الى هونغ كونع) على إثر جائحة أودت بحياة ٱلاف البشر (جائحة كورونا؟).. أكيد ان مجريات الأحداث ستتأكد بعد الانتهاء من قراءة الرواية.
14.”في جنان القناديل” و”سرابيل من الضي” هما مجموعتان قصصيتان في القصة القصيرة جداً نشرتا بشكل مشترك. كيف كانت تجربتكِ في العمل مع كتاب آخرين على هذه المجموعات، وهل ترين أن الكتابة الجماعية تضيف أبعاداً جديدة لعملكِ الأدبي؟
_في ٢٠١٢ كانت القصة القصيرة جدا مازالت تتخبط كسمكة أُخرجت من الماء، تبحث عن الهواء لتعيش.. فالقصة كانت هجينا حديثا، تحاول إثبات وجودها.. وإلى الآن مازالت تحاول ذلك رغم تكريس جهود متكاثفة من طرف القاصين والنقاد، لوضعها في قوالب معينة.. أعطتني تلك التجربة المشتركة مع كتاب ونقاد أكاديميين، من دول شقيقة، دفعة للتجريب ومقارعة المغامرة السردية، صقلتْ موهبتي في المجال القصصي القصير جدا.. فخضتُ غماره ومازلت أحاول..
15.مع إصداركِ لديوان مشترك مثل صهيل من إنجاز مجلس الكتاب والأدباء والمبدعين العرب فرع المغرب، كيف تجدين دور الشعر في توحيد الأصوات الأدبية من مختلف الخلفيات؟
_ديوان في رحاب مجلس الكتاب والأدباء والمبدعين العرب، كان عملا ككل الأعمال المشتركة، ضمن فعاليات عديدة من دول عربية، أشرف على إخراجها المجلس، وهي تجربة الاطلاع على مقاربات النوع والموضوع وخصائص متعددة.. وكما أسلفت في القصة، فالمشاركة تخول لك فرص الارتقاء والانتقاء الجيد.. وهذا كما أقول دائما ليس معيارا للتميز بل مجرد استرخاء ملتذ، يكفل لك متعة مضافة وتجربة نوعية.
16.ما الذي تعملين عليه حاليًا؟ هل هناك مشاريع أدبية جديدة في الأفق؟
_أشتغل على مجموعة من أعمال أتمنى أن تستقر نفسيتي لمتابعتها إن شاء الله، فقد مررت بظروف مؤثرة : مرض أمي ووفاتها، الله يرحمها..
في الأفق إن شاء الله، رواية سأستأنفها بعنوان حب في كابول، بزخم جديد من المشاعر والأحداث، ثم ديوان شعري يجمع بين الخليلي والنثري الإيقاعي أو “قصيدة النثر “أنى كان المسمى، فهي حاضرة بقوة. وأعمال أخرى ربما في القصة القصيرة لم تتحدد بعد..
17.من خلال تجربتكِ في تأسيس الرابطة العربية للفكر والأدب، كيف ترين دور الروابط والمؤسسات الأدبية والملتقيات في دعم الكُتاب والمبدعين؟
_هو مسار يسلكه من يحمل الهم الثقافي، والصبر عليه.. فمن خلال هذه المؤسسات الأدبية الإلكترونية نقيس نبض المنظومة ككل، ونعرف ما يواجهه الكاتب من تحديات للحفاظ على جماليته وسط كمٍّ هائل من القبح، الذي يكتسح المجال دون رادع ولا ضمير..
فبالجمال ننبذ القبح. وبالتعاون ندفع بالعجلة إلى الأمام رغم التيارات المعاكسة.
18.ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصاً ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ؟
_كثرة الملتقيات لا يدل على نجاح العمل الثقافي.. بل نجاحها في تأثيرها وبصمتها من وراء تلك الملتقيات..
فدور الملتقيات هو التطعيم الذي تأخذه الواجهة ليحافظ العمق على عافيته..
لذا وجب الحرص على اقتناء نوع التطعيم الفعال للحفاظ على جسم الأدب سليما معافى..
ملتقى الشعراء العرب أراه هادفا يساعد على نشر الوعي الثقافي، ومحاربة الرداءة.. في زمن التفاهة كما سبق الذِّكر.. أشكر الشاعر ناصر رمضان على رسالته القيّمة.. متمنية للملتقى الاستمرارية والثبات على المبدإ..
كما أحييك أستاذة جميلة على ما تبذلينه من اهتمام بالثقافة وإبرازها في حلة تليق بها..
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي