الشاعرة ندى يوسف :
الشعر: سواقي عسل مسافرة في وريد الأيام
*حاورها الإعلامي سعدالله بركات
مبكرا ، داعبت موهبتها أكمام زهر الإبداع ، ففاح أريج عبق شعري أخّاذ ، تذوق قراءة وسماع، ف” قصيدها يتألّق بأسلوبها النثري الذي يمزج بين الرؤية الذاتية والتجربة الحياتية” ، كما يصفه الناقد محمد دمشقي ،في تعقيب على قصيدة ،، شوق النار ،، فيما اعتبر الناقد ، فادي جميل سيدو، الشاعرة ندى يوسف:” إحدى الأصوات الشعرية البارزة ، وتتميز قصائدها بأسلوبها الغني والمبتكر”*
على موج بحري متوسطي ، يشاطئ طرطوس ، فيلامس ،،شبابيك الحلوة ،، على وقع أغنية المبدع نصري شمس الدين ، يطل علينا شراع يراع نديّ البوح ، وله من اسمها كلّ النصيب . وهاكم نص الحوار :
أهلا بك ، سيدة ندى ومعك نرحّب بالقراء والمتابعين الأعزاء ، وبيراعك يندى القصيد .
ج – لترحيبك الأنيق بحر حبر نبيل القلب، يكتب بنور الياسمين وعطر ينابيع بيضاء المشاعر .. ألف شكر ..لأني هنا معكم، وارتقي بحواري هذا لملامسة ذائقة القراء .. شكرا لكم أستاذ سعد
س١. ندى يوسف كيف تقدم نفسها للقراء ؟
أنا حمامة ، تحلّق بطموح الحالمين في فضاء الأفكار ، و أحاول أن أغمس كل ريشة مني برحيق المعاني..وبأمل لا تنضب ينابيع انسانيته ،
تارة تجدني كشمس لا تترك واديا ولا ربوة ولا مدينة ندى ،إلا وتصافح كائناتها ، وتأخذ بعض أفكارها ، تخضّب حدودها بالرّمان وتزرّر قميص الندى على رهاف معانيها..قبل أن تطلقها على بياض الورق. ..
س٢. ما الذي أخذك إلى الشعر ؟
الذي أخذني إلى الشعر..جبران خليل جبران ، الذي ارتشفت شفاه خيالي من فلسفته وفنه رحيق الكلام..وصعدت هضاب غيومه وتعلمت كيف تتم ولادة ينابيع الكلام.
ومن الطبيعة أيضا..من عشبة صغيرة تلتصق بصدر امها..إلى أغنية تصافح الروح وهي في تجوالها على حدود الكون ، تعانق بلور جدران الخيال..وصولا لشمس احمرت خدودها خجلا وهي تخلع ثوبها لتعطيه لقمر اغراه خجلها ففرت منه هاربة لحضن البحر الأمين.
س٣.متى تفتحت أزهارك الإبداعية عن أكمامها ؟
لا أعرف تاريخا محددا لانتمائي لعالم الأدب..
ما أعلمه أنني كنت صغيرة عندما بدأت أدون أي فكرة طارئة من عالم الخيال..اتكأ على شاطئه وأرسل الحلم غواصا ليعود لي بيقين الأعماق.
أغلب بداياتي ومضات ..
“من دجى عينيك ؛
نبيذاً يسكر قلبي العاشق”
“كلما أسرجت الخيال في قلبي ..
باغتني الحب في قصيدة
وكلل باللهفة أوصالي.”
………..
“أنا لا أكتب عنك
أنا أخلع قلبي كلما اقترفت
خطيئة الشوق إليك “
س٤.ثمة قائل:الشعر ضرورة لكن لا أعرف لمن ؟!فلم ولمن الشعر ضرورة برأيك ؟
الشعر ضرورة لمن يمر بوجده العالي ، من تقتاده خطوات روحه ليكتشف اسراره ، لمن يتأنق بربطة عنقه العذبة الأنغام..والمبللة بالاحساس..
لأولئك الذين يمسحون وجه ليلهم به ليعود بصيرا بعد أن أفقدته الكلمات الطائشة المعنى بصره الصحيح.
س٥. تقولين أنك تكتبين بلغة الحواس ، أليس الشعر لغة خيال وحلم ؟
الشعر لغة الخيال ، وطالما اخذني الخيال للبعيد..
ببراعة طبيعته..
أقف على بعد عقلة من سحره..
أمدّ لوحة الفكرة..ولست أدري من أين وكيف تقحم فراشاته حواسي ..فتراني أستضيف قمره هنا وأعلق لافتة مطره هناك..وأنصب خيمة بحره .. حتى تستلطفه عيوني وتستطاف في ملكية مجازه.
هكذا أروّضه ، ويصبح حبري قادرا على استحضار شمسه أنّى شاء.
وهذا النص كتبته بذكرى رحيل أمي ،بلغة الحواس :
“أ للموت مقلة ؟!
أهدابها أظافر تنمو على رئاتنا
تغيب في أقاصي الجراح
ما أقساه هذا الموت يا أمي !!
………..
وجهك الطافي على وجوهنا
أقسم أن لا يموت
لئلا تبخل الفصول علينا بلوحة ثلج
تمجد الأبيض في ذاكرة الروح
ذاكرة تعيدنا أطفالا نحبو إليك
نلملم ضحكات الهوى
نردد صدى دعائك
فيسمو الحب فينا
ينهل سقياه من عيني ريحانك
نجمتك البعيدة القريبة
تراه كيف تولى أمرنا
فيرف شعاع على مقلتيها
ويطوف النور على قدميها
وتهتف:اللهم إني أشهد”
س٦.ما دمت تعتمدين لغة الحواس ، هل أنت مع القول أن الإلقاء نصف القصيدة ؟
نعم الإلقاء نصف القصيدة ، القادر على نقل الكلام والمعاني للمستمع كما شحنتها النفس بدفء حواسها انفعالاتها لتصله كما هي بلا مواربة.
ورغم أني أكتب بحواسي إلا أني ضعيفة بالإلقاء حتى اللحظة..ربما لأني أكتب النثر..والنثر خالي من الوزن والإيقاع فلا يصل كما يصل الشعر الموزون الذي يهز الفؤاد والروح معا.
س٧.ما الذي ميز يراعك في قصيدة ،،شوق النار،،؟
صوت الحب يغير زيه كرمى للروح إن عشقت واشتاقت ، وينتعل القلب ابدا ، والشوق حين يصهل في أوردتها يصبح كتيار متصل بمآخذ كل القلوب
وتتدفق سيالات مشتركة بينهم..
وتشغل عصافيرهم العاشقة المشتاقة مذياعها لتقول هذا صوتي..
ربما هذا سبب تأثر الآخرين بهذا النص:
“غير أن الشوق
ماكان بيوم اِختيارْ
فإذا أغفى بسكناها
وطال …
عاد شوق الحب ناراً
غارقا في أمنياتهْ”
س٨.ثمة من لا يعدّ الومضة من فضاء الإبداع ، فما ترين ؟
الومضة قد تصلح قصيدة مكتملة ببضع كلماتها ، وأراها نصا مكتملا ، إن أتقن كاتبها صناعتها.
“في ليالي الإنتظار الطويل
سراديب ألف حكاية يعج بها سكر اللهفة
والأشواق حبيسة في أحداق
لاتعرف للنوم طريقا”
س٩.ماذا يعني لك كل مما يلي:
الشعر: سواقي عسل مسافرة في وريد الأيام ، يذوب فيها كل طامح.
عشتار:جذع ياسمينة عليه أتكئ، وفي خضارها أستظل.
الكتاب: جزيرة مرجان ولآلئ، أو نوافذ نور.
الغد:كريم الروح ، مواسمه يصنعها الأمل.
الصداقة: شجرة بالونات ملونة ، والصدق أجمل قطافها.
وختاما؛ كل كلماتي تخضرّ يدها ، وتضجّ عابقة بزنبق الشكر، لمنبركم الشاهق ، ولك كاتبا ومحاورا باهرا ، دمتم كما يريد الأدب ، والفرح…
وهديتي للقراء هذه الومضة :
” حين يكتمل نضوج الصدق ..
لا يمكن للقلب إلا أن يصفو للحب
والحب ..أن نطلق سراح الحلم أين شاء ..
وليكن– الفرح زينة عمره أينما حط”
“وماذا بعد……
**حاورها الإعلامي سعد الله بركات
======
** رصيف ٨١
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي