ستيفاني عويني
-لبنانية
-مذيعة في Mariam TV
-عضو في هيئة تحرير مجلة “تحولات مشرقية “
-لديها العديد من الاصدارات
-عضو ملتقى الشعراء العرب
ومن هنا كان لمجلة أزهار الحرف معها هذا الحوار
حاورتها جميلة بندر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف كانت بدايتك في عالم الأدب؟
دخلت عالم الكتابة بعمر صغير، كتبت أول شعر لي بعمر الـ 11 سنة، ومن وقتها خطفني هذا العالم وعشت في عالم الكتابة، أقضي معظم وقتي في كتابة الأشعار والخواطر والقصص، كتبت أول رواية لي في عمري الـ 13 سنة ولم أنشرها لأنها كانت لفئة المراهقين، ولم يكن لدي الإمكانات المادية لنشرها بوقتها، ولم أسأل دور النشر ولم أقدمها لأحد.
موهبة الكتابة لدي لاحظتها معلمة اللغة العربية تيريز عازار/الله يرحمها/ وهي كانت أول داعم معنوي لي، حيث كانت تدقق لي كل كتاباتي، وأخبرتني ذات يوم أنها عرضت كتاباتي على صحفية بجريدة النهار ولم تخبرني باسمها، ولم تصدق أن هذه الكتابات هي لمراهقة، ومن وقتها كانت أول متابعة لي في عالم الكتابة هي أستاذتي، بعدها تعرفت على مديرة دار أبعاد للطباعة والنشر هنادي شموط التي بفضلها استطعت نشر أول رواية لي “ليلة جامحة” فقد أحبت طريقة كتابتي المختلفة والجريئة وكانت داعمة لي حتى أبدأ مسيرتي في عالم الكتابة.
كيف توفقين بين عملك كمذيعة وكتابتك الأدبية؟
الكتابة بالنسبة لي مثل الهواء لا أستطيع العيش بدونها، أقضي معظم وقتي بالكتابة، التوفيق بين الكتابة وبين عملي كمذيعة صعب لأني دائما أعطي الأفضلية للكتابة أكثر من عملي بمجال الصحافة.
هل تقبلين أن يتم تصنيف أدبك بالأدب النسوي؟
لا شك أن المرأة بدأت الكتابة الأدبية بالتزامن مع تاريخ الرجال الأدبي، وتاريخ الفن والكتابة حافل بالكتابات النسائية، فمنذ القرن التاسع عشر وتاريخ الأدب يسجل أسماءً نسائية لامعة سطرت تحفًا أدبية خالدة، مثل روايات الكاتبة “جورج صاند” و”فرجيينا وولف” وغيرهن من الروائيات بالتاريخ الإبداعي.
ونشأت الكتابة النسوية في أجواء من القهر والظلم السياسي والاجتماعي، ونجحت في وضع خارطة طريق للنساء بالسرد الأدبي الذي يحاكي المعاش اليومي، ورسمت خطوطًا نقدية ومفاهمية في خارطة الأدب الحديث.
وانا اعتبر نفسي كاتبة نسوية فرواياتي هي قضايا المرأة ليس بمعنى “الكليشيه” ، وإنما حيوات النساء الحقيقية وتعبيراتهن، يعني أن اكشف النقاب، أن اكتب عن كل القضايا المسكوت عنها، والتي لم يقربها الأدب الذكوري. اي كيف تنظر المرأة ااى نفسها وكيف تعبّر عن جسدها وعن المجتمع وعن أي شيء آخر.
ما هي التحديات التي واجهتك خلال كتابة روايتك الأولى؟
هي ليست تحديات على قدر ما هي مخاوف الإنسان من أن المجتمع الذي هو فيه تكون ردة فعله سلبية على أفكار الكاتب التي يقدمها بالعمل الأدبي، يمكن بعدها بأعمالنا الأدبية المستقبلية ونتيجة لتراكمات الخبرة، يصبح لدينا حصانة على النقد، لكن في بداية خطواتنا في عالم الأدب يكون لدينا الخوف في إظهار أفكارنا وشخصيتنا مثل ما هي، خاصة اذا كانت هذه الأفكار تعارض أفكار مجتمعاتنا السائدة.
ما الذي يميز رواية “٤ آب” عن باقي رواياتك وهل كان هناك أي تحديات خاصة واجهتك أثناء كتابتها؟
الذي يميز رواية “4 آب” أني اعتمدت فيها على 4 شخصيات نسائية، لكل منهن قصتها التي تعد من تابويات المجتمع.
الذي يميز رواية “4 آب” اكثر هي أنها تحكي عن يوم مأساوي لنا جمعينا، وهي انفجار مرفأ بيروت”، فأنا تكلمت عن هذه الشخصيات الاربع وكيف قضت نهارها في ذلك اليوم، وتكلمت عن التابويات اولتي كنت اعالجها من خلالها هذه الشخصيات الأربع.
ففي رواياتي السابقة كنت دائما أركز على شخصية رئيسية وأروي من خلالها عن المواضيع التي أريد التحدث عنها ، لكن برواية “4 آب” اعتمدت على 4 شخصيات وعالجت من خلالهن قضايا اجتماعية هي تابويات في مجتمعاتنا.
والذي يميزها اكثر أن 4 آب فيها الكثير مني من مشاعري وأفكاري، فكل شخصية من هذه الشخصيات فيها شيء يشبهني إن كان بطريقة تفكيري أو تصرفاتي أو الطريقة التي أحب فيها أو بالطريقة التي أواجه فيها.
طبعاً كل الروايات التي يكتبها الكاتب من المستحيل جداً مهما حاول أن يكون محادياًو وموضوعياً، لا يستطيع إلا أن يمرر من خلال شخصيات رواياته بعضاً من ذاته. لذلك رواية “4 آب” الذي يميزها أني قدمت عبرها أشياء كثيرة تشبهني أنا.
كيف ترين تأثير الموسيقى على شخصيات وأحداث رواية “أحببت عازف كمان”؟
رواية “أحببت عازف كمان” تحكي عن الحب المجنون من طرف واحد، وهناك حالات مشابهة كثيرة في مجتمعاتنا عن هذها الموضوع، فعندما نحب إنسان لا يرى أننا نعيش معه على الكرة الأرضية نُغرم فيه، يمكن بالشكل بالأفكار، بالخلطة السحرية التي يكون مصنوع منها هذا الإنسان، ونعمل المستحيل حتى يُعجب هذا الانسان بنا، عن هذا الشعور انا اتكلم في رواية “أحببت عازف كمان” عن خيبة الأمل بالحب الذي يكون من طرف واحد، والألم الذي نشعر به عندما نُحب من طرف واحد من لا يشعر بوجودنا ولا بمشاعرنا.
الموسيقى لعبت في روايتي هذه، دوراً مغاير للذي تعودنا عليه في الروايات السابقة التي عرفناها، عادة نستعين بالموسيقى للتعبير عن أجمل المشاعر التي لدينا أو يمكن للتعبير عن مشاعر الغضب أو يمكن نكون نعبر عن مشاعر صادقة. والموسيقي عندما نستعين به بالروايات فذلك لأنه يمتلك شخصية حساسة، شخصية تقدم أجمل المقطوعات الموسيقية التي تحرك مشاعر الجماهير، لكنه في روايتي يبدو مختلفاً عن المألوف، ففي روايتي هو مغاير لبقية الروايات، فأنا لم أكن أنقل هذه الصورة، أنا نقلت الصورة المغايرة فحتى لو كان عازف الكمان على خشبة المسرح ينقل ويحرك لك مشاعرك بعزفه، ويبين أنه إنسان حساس متل الكمنجا التي يحملها بين يديه التي تكون خيوطها حساسة ودقيقة ويمكن أن تقطع بأي ثانية، إنما هو بالحياة لا يمثل هذه الصورة فليس من الضروري أن يكون إنسان حساسس في تعامله مع الناس، وهنا في روايتي نرى كيف تعامل عازف الكمان مع الإنسانة التي أحبته وهي صحفية وتعامله هذا يدل على أنه لا يملك أي شعور بالآخر بشيء.
كيف استوحيت فكرة كتابك القانوني “العقود المالية بين الزوجين” من خلفيتك كخريجة حقوق؟
كتابي “العقود المالية بين الزوجين” هو أول كتاب قانوني بلبنان يشمل كل العقود المالية بين الزوجين وبدراسة مفصلة تبين الإطار القانوني لهذه العقود. لأن هذا الموضوع تناولته بعض كتب القانون بشكل مختصر، أما كتابي جامع وكامل وشامل عن هذا الموضوع. وقد قمت بهذه الدراسة حتى أسد الفراغ الموجود بمكتباتنا القانونية، لأن هذا الفراغ لا يجب أن يكون موجوداً، فأصبح كتابي مرجع من هذه المراجع التي يمكن أن يستفيد منها طالب الحقوق في دراساته، فقد استعنت بالتشريع والاجتهاد اللبناني، كما استعنت بالتشريعات والاجتهاد الفرنسي، لذلك هو كتاب يتضمن دراسة شاملة ومفصلة عن هذا الموضوع.
كيف تواجهين التحديات المرتبطة بجرأتك في الكتابة، خاصةً مع تصنيفك ككاتبة جريئة، وما هي مصادر قوتك في الاستمرار والتعبير عن آرائك بجرأة؟
لن أدعي القوة وأقول بأني لا أتأثر من الجلد النقدي الذي أتعرض له من البعض كوني مصنفة ككاتبة جرئية، الحقيقة أنني أنزعج كثيراً من الكلمات التي توجه لي والتي تكون قاسية وألهجوم الذي أتعرض له من هؤلاء، ولكن الذي يجعلني أتمسك بالكتابة واستمر بالنهج الذي أنا فيه هو إيماني بأني لا أكتب للكتابة أو نقاهة أو واجب أو للتسلية أو الكتابة مهنة، الكتابة بالنسبة لي هي روحي وإذا كنت سأتخلى عن الكتابة يعني أن أتخلى عن روحي لذلك لا أستطيع التخلي عنها ولا أستطيع الكتابة إلا ما أشعر وأؤمن به.
وأعود وأكمل بنفس أسلوب الكتابة وطرح الأفكار بصور جريئة لأنه لدي إيمان مطلق أن هذه الأفكار يوماً ما ستجد طريقها نحو التغيير وتغيير المجتمعات التي نعيش فيها.
سأستمر بالكتابة لأنه يوماً ما سيكون لها تاثير كبير على مجتماعتنا الشرقية وسيكون لها صوت تغيير في هذه المجتماعات. اليوم الكل يعيش داخل الإطار فالناس التي تنتقدني ما زالت تعيش داخل الإطار، أنا لست من الأشخاص الذين يعيشون ضمن إطار معين.
يوجد لوحة أعشقها اسمها “الهروب من الإطار” وهي للرسام الإسباني بيردل بويل، فهذه اللوحة تجسد لحظة الهروب من الإطار مثل اسمها، حيث تجسد لحظة هروب الإنسان من الإطار الذي رسمه له المجتمع، هذه اللحظة التي هرب فيها من هذا الإطار اندهش من الذي رآه، ولم تكن فقط الدهشة التي نراها في لوحة الرسام الإسباني، لكن شعر بالندم على كل لحظة عاشها ضمن الإطار الذي رسمه وحدده له المجتمع.
هل هناك مشاريع أدبية جديدة تعملين عليها حاليًا؟ وما هي أحلامك المستقبلية في مجال الأدب؟
لدي روايتي الخامسة أعمل عليها حالياً وقريباً ستبصر النور بإذن الله، تأخرت بالانتهاء منها بسبب مشاركتي بالفترة الماضية من حوالي سنة بدورات كتابية حول كتابة السيناريو تحت إشراف الكاتبة كلوديا مارشليان، وبدأت بكتاية أول سيناريو لمسلسل لي، وهي أول تجربة لي في كتابة السيناريو لمسلسلات، لذلك أنا متحمسة لها جدا وإنشاء الله تبصر النور، وهي كانت السبب تأخيري باصدار روايتي الخامسة وبإذن الله الرواية ستصدر في بداية الشتاء حيث ستكون متوفرة بالاسواق.
لدي حلم وهو هدف أيضاً أضعه نصب عيني أنه يوماً ما إن كنت على قيد الحياة أو فارقتها لا أعرف إذا كنت سأرى التأثير الذي سأعمله. لكن حلمي وهدفي أن أستطيع صنع التغيير بمجتماعتنا الشرقية، وأن تكون أكثر إنسانية وأن نكسر كل التابويات ونحكي عنها دون خوف، ونطرح القضايا الجتماعية علناً ونعالحها، هدفي أن تساهم كتاباتي في ايجاد الإنسان الذي كان يبحث عنه الفيلسوف ديوجين.
ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصاً ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ؟وكيف تساهم عضويتك في هذا الملتقى في تطوير مسيرتك الأدبية والشخصية؟
يشرفني أن أكون عضواً في ملتقى الشعر الذي يرأسه أ. ناصر رمضان عبد الحميد، الملتقيات الشعرية هي مجتمع مصغر يحتوي على أشخاص يشبهوننا بالفكر والشغف، وهو حب الكتابة سواء كان شعر أو رواية أو قصص، الشغف هو الذي جمعنا، كما تساعدنا الملتقيات الشعرية على التعرف الى أدباء وشعراء للتواصل معهم ونقرأ أجمل ما كتب من نتاجهم الأدبي.
وهي أيضاً غنى فكري من خلال الاطلاع على النتاج الأدبي لأدباء وشعراء أخرين، وبالتالي تساعدنا على تنمية مدركاتنا الأدبية وتطوير أسلوب كتابتنا.
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي