(ذاكرة المدن)
في هولير..
الليل يوحي للفجر
مطرٌ يتأوه من النافذة..
بصمت حملتُ حقيبتي
ومضيتُ ..
استدارت الحافلة لزقاق ثانٍ
أنت هنا .. ضيف الشتاء والبابونج،
ألتفتُ هنا وهناك
جدار ما يفصلك عني
بلهفة .. بحزن
أسأل الجدران
أيُّكم؟
أيّكم يا عسكر الحجارة تفصلوني عنه؟
يتكوّم البخار على زجاج الحافلة..
لا أمسحه
لا أرسمُ قلباً كالمراهقات
لا أغرز فيه سهماً
لا أكتب اسمك
قد نضج الفراق .
أنا أهرب منك ..
عاشقة تهرب .
في دهوك….
الغيم يسير بمحاذاة الرصيف
يتوقف معنا على إشارة المرور
عيناي تركضان من تحت العجلات
دهوك المدينة الطويلة
تدور في رأسي وتدور
كدوامة جنون ،
دون حراك
أبحث بكلي عنك
لقد تركتك هناك
فَلِمَ أبحثُ هنا ؟.
في قامشلو….
مطر كالسنين
أوراق الطين تتساقط على جانبي المضيّ
البيوت شموع تحت الماء
وقلبي ألف فراشة
منها ما احترقَ بك
وما تبقى يحترق بالبيوت الأن ..
أهمسُ للأشياء عنك
لكل الأشياء
حتى للهواء ..
لا تذهب لقامشلو أبداً
قد أخبرتها كيف أنك خائن ،
أنها ترفض الخائنين .
هنا الأن تأخذني حافلة ثانية
أغاني ريفية أخرى
الأغنية تحكي حكاية إمرأة عشقت فماتت،
فأتى عشيقها ليشهد موتها لا حبها
اسمها ” زرگة ” همشها تاريخ الشهداء
كما لم يعرفها حبيبها حينها .
في عامودا…
نسيتكَ وبكيتُ على ” زرگة “
زرگة ابنة هذه البلدة
هذه البلدة الطيبة كعصفور
الدافئة كحطب الزان
هنا حيث يجن العاشق أو يموت
هنا ماتت تلك القديسة
وجنَّ غيرها الكثير
ونسيتك أنا .
*خوناف أيوب
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي