(هكذا صرت ملاكاً )
للمبدعة / لمى سخنيني
وعالم من التصوف *
•
في رواية هكذا صرت ملاكا عالم من التصوف والتجلي والتخلي ،عالم من الفنتازيا، عالم من الخيال والجمال.
يعتبر العنوان مدخلاً لفهم النص وكما يقول النقّاد ، هو مدخل لفهم عتبات النص ومن الاسم يظهر جلياً أنّ هناك امرأة تحوّلت بفعل عامل ما من صورتها البشرية إلى صورة ملائكية ،والملائكة أجسام نورانية لا تأكل ولا تشرب ولا تتزوج، هي إذا من العنوان
تأخذنا إلى عالم مختلف، لكن كيف يتحول الإنسان إلى ملاك هذا ما عملت عليه الدكتورة لمى وعبر تقنية الفلاش باك تأخذنا في رحلة ماتعة مع مريم الإنسية التي قتلت بين يدي حبيبها وتحاول أن تعود إلى البشر حيث عاشت قبل موتها ، فتحولت إلى روح ملائكية وما بين البشر والملاك تدور أحداث الرواية. صراع ما بين الجسد والروح تنحاز فيه الكاتبة إلى الروح وتحاول أن تصحح الأوضاع على هذا الكوكب الأرضي، تارةً فيلسوفة وتارةً قطبة صوّفية لكنها في النهاية ترحل تاركة حبيبها الذي قتلت بين يديه حين كانت إنسية فالحبيب لم يعد هو الحبيب والجنس لم يعد هو الجنس والبشر لم يعودوا بشرا وكأن الأرض أصابها زلزال على حد تعبيرها فدمر كل شيء
ترحل مريم من حيث جاءت بعد أن قالت كل شيء ووضعت يدها على الداء ووصفت الدواء كأنها رسول جاء من السماء لينذر الناس قبل فوات الأوان وبما أن الرواية تنتمي إلى عالم الفنتازيا فلا يمكن أن نحاسبها على الزمان والمكان والأشخاص وإنما هي عالم من اللغة الشفافة ولغة الشاعرة التي تأخذنا معها في رحلة ماتعة من الحب .
هذه الرحلة فيها أنفاس ابن الرومي جلال الدين
و التبريزي ويمتاز بالتصوف الفلسفي الذي غلبت عليه الدعوة للاتجاه إلى الله والفناء فيه كما أسس الرومي (المذهب المثنوي )في الشعر الذي كان أبرز تجلياته ديوانه الشعري المعروف ب( مثنوي معنوي )والموصوف بأنه أكبر مرجع تصوفي باللغة الفارسية
العنصر الصوفي طاغٍ في الرواية وتوظيفه خدم الفكرة التي اشتغلت عليها الكاتبة فجاء التصوف والفلسفة والحكمة واللا منطق في عالم من الفانتازيا والإبداع
تحياتي للمبدعة لمى سخنيني
غادة الحسيني ..
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي