أحداق الذاكرة
كومضة فجر تبدّى
أسدل أجفان الهزيع
كشعاع من نور أيقظ صباحات
المودّة
كرنين الأجراس السّكرى
في طواحين المدى
كابتهال قسّ يرفع لوثة الخطايا
بدمعة وتنهيدة
كصلاة الغائبين قسرا عن مرابعهم
كمطر يهذي على نوافذ السّكوت
ليرطّب الشّروخ الجافّة
كالرّيح المتهادية على صفصاف هرم تشي بغيث خصيب
كبكاء غيم ملبّد بالحسرات
لتنفرج أسارير السّماء
كعواء الشّجر على عزف الرّياح
كنغم مبحوح يدلّك غصّة ناي
طليق
كعشق يربو على نذور العذارى
كجبّة حلم أبيض
يلبس ليل المعاناة
كأنّك……
تلاشي الحزن
في خوابي العمر المديدة
بوح القلم في معاريج الصّفاء
والقصائد الوامضة في مواقد الشّتاء
ناديتك حين تواريت خلف التّلال البعيده
وشددت أكمام لغتي خيفة تجلّد الحرف على قارعة النّسيان
خاتلت هواجس العتم
لأرمّم انكسار الشّعاع حين يبتلعه الغسق
وأجدل أصابع الماء في زجاجه المتأرجح على أنفاس النّجوم
ناغيت غربة المواسم العابقة
بأريج التّراب
فركتُ نعاس القناديل الضّجرة في الشّوارع البليدة
لأفتح عيون اللّهفة على نوافذ الوفاء
زرعت هتافي المعتّق في جرار الأمس
واريت حزن المآتم
بسملت فاتحة الدّروب الى السّنابل
تلوت آيات السّماح من كتاب الغفران
سكبت نبيذها في كأس ناضح الصّفاء
فإن خان الصّهيل صداه
وضلّ عن لقياك السّبيل….
و تعذّرت الرّؤيا على التّأويل
واستحال العيش بلا ظلّ ظليل
مرّ طيفا على أحداق الذّاكرة
فربّ وحي نلتقي
في خيال …أو قصيدة
زينب رمّال
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي