الطبيب الأديب
اشرف المسمار
- لبنان -الهرمل
- ماجيستير في جراحة العظام والمفاصل بتقدير جيد جدًا.
- من عشاق اللغة العربية والكتب عموما، منشئ ومدير صفحة لبنان
- له ثلاثة إصدارات: مدى قبلة، سرير الغواية، ثالث ثلاثة.
ومن هنا كان لمجلة أزهار الحرف معه هذا الحوار..
حاورته جميلة بندر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.كيف بدأت رحلتك في عالم جراحة العظام والمفاصل؟
- بعد انهاء دراستي للطب العام كان هذا الاختصاص من الخيارات الأولى بالنسبة لي. وجدت فيه لمسة من الفن إضافة للطب. كتقويم بعض التشوهات واصلاحها.
خاصة أني في مرحلة سابقة كان لي تجربة مع الرسم لم تستمر. ارفق لكم بعض رسوماتي.
2.كيف تؤثر خبرتك في الجراحة على شخصيتك وحياتك اليومية؟
- للأسف العمل في مجال الطب فيه إرهاق وشدة نفسية، فالطبيب على تماس مع الألم والعذاب والمعاناة بشكل يومي. وهذا ما يخلق طاقة سلبية. أحاول تجاوزها ببعض الهوايات والنشاطات أولها القراءة والكتابة.
3.كيف تدير وقتك بين حياتك المهنية والأسرية والكتابة؟
- الوقت ثقافة مهمة لا بد من تحصيلها وإتقان التعامل معها.
العمل والأسرة تستحوذ على أغلب الوقت. ومن حسنات ثورة التكنولوجيا التي نعيشها وعلى وجه الخصوص الهاتف، أنه أداة تمكنا من الاستفادة من أي وقت مستقطع بالقراءة والمتابعة، وحتى الكتابة.
فصرت أعتمد أسلوب تسجيل بعض الملاحظات والافكار والجمل عندما تحضرني، لأعود إليها عندما يتسنى لي الوقت لإعادة صياغتها وتوظيفها في مكانها في سياق الرواية.
4.ما هي الرواية التي كتبتها وكانت الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
- إن كان الأبناء هم فلذات الكبد، فيبدو أن الإصدارات الشخصية هي فلذات القلب والروح، أقرب لأن تكون كالأبناء، كلها تُعشق، ولكل منها خصوصية وإن كان الحب لها جميعها.
أظن أن روايتي الأولى، مدى قبلة لها خصوصيتها بالنسبة لي.
الثانية، سرير الغواية أرى فيها جماًلا ومتعة. والثالثة ثالث ثلاثة أراهن على نجاحها.
5.ما الذي ألهمك لكتابة روايتك الأولى “مدى قبلة”؟
- الحقيقة أن بعض شخصيات الرواية الأولى وحتى الثانية حقيقية وبعض التفاصيل كانت حاضرة في ذهني، وبتشجيع من بعض الأصدقاء بدأت بكتابتها. وبعد إنجازها عرضتها على بعض الأصدقاء ذوو الخبرة ووجدوا فيها مادة تستحق النشر وهذا ما حدث وكان فاتحة للاستمرار.
6.ما هي التحديات التي واجهتها أثناء كتابة روايتك “سرير الغواية”،وكيف تصف عملية تطوير الشخصيات في رواياتك؟
- في رواية سرير الغواية كانت غايتي إظهار ما يشبه دراسة إجتماعية عن المرأة متأثرًا بكتاب التخلف الاجتماعي، سيكولوجية الانسان المقهور، ل مصطفى حجازي، وقد أشرت لذلك في هوامش الرواية. وظفت هذه الدراسة في سياق سرد روائي.
7.كيف يتفاعل القراء مع المواضيع الحساسة التي تطرحها في رواياتك؟وما الذي يميز أسلوبك السردي عن غيره من الكتاب؟
- ألقى الكثير من التعليقات الايجابية والاطراءات، ولكن رغم ما تحرك من فرح في قلبي، فإني دائما أسأل عن الملاحظات السلبية لأحاول الاستفادة منها بشكل بناء.
8.كيف تعكس بيئتك المحيطة في الأحداث والأماكن التي تصورها في رواياتك؟
- الكاتب ابن بيئته، في رواية سرير الغواية. الكثير من واقع وتأثير البيئة المحيطة، واقع المرأة، والظلم الاجتماعي التي تتعرض له، إضافة للصراع الذي تخوضه في سبيل تحررها وهذا ما يوقعها ببعض المطبات أحيانًا التي قد يكون لها أثر سلبي.
من ناحية أخرى، في رواياتي كثيرًا ما أختار بعض الأماكن الذي زرتها وأعرفها لتكون مسرحًا لبعض الأحداث. وكل الأماكن في رواياتي هي حقيقية ودقيقة.
9.ما هو الدافع الذي جعلك تتناول موضوعًا حساسًا ودقيقًا في روايتك “ثالث ثلاثة” على الرغم من التحديات المحتملة في نشرها؟
- رغبتي في اختيار مواضيع غير متداولة ومطروحة بشكل كبير. فالرواية تتناول موضوع المثليّة والتحول الجنسي، وكل المعلومات الواردة فيها، بعيدا عن السرد الروائي، هي معلومات حقيقية ودقيقة وعلمية.
اخترت هذا الموضوع للإضاءة عليه، ولعرض بعض التفاصيل التي قد تكون مفيدة للقارئ.
10.كيف ترى تأثير التكنولوجيا على عالم الأدب؟
- كتأثير التكنولوجيا على كل تفاصيل حياتنا، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي صارت منبرًا للجميع بغض النظر عن أهلية من يعتلي هذا المنبر. وهذا ما سبب تخمة وفائض من التفاهة والخرافة وعدم المصداقية.
وبالمقابل هي نفسها، أتاحت للمثقفين الظهور وعرض إبداعاتهم الفكرية والابدية، وخلق جو من التعارف والتقارب والإلفة بين هذه الفئة.
11..كيف تساعدك معرفتك باللغات الأجنبية في حياتك المهنية والأدبية؟
- لا بد من الاطلاع على الثقافات الاجنبية والكتابات الاجنبية والخروج من إطار تكرار أنفسنا. وقد استفدت بهذا المجال من كثرة تجوالي في العديد من العواصم الأوروبية.
12.كيف ترى واقع القراءة في لبنان، وما هي رسالتك للمجتمع اللبناني؟
- القراءة ضعيفة في مجمل العالم العربي. ولكن الملاحظ والافت ازدياد كبير في الإنتاج الادبي، بغض النظر عن قيمته الأدبية والإبداعية. وهذا إيجابي بالتأكيد، وتأثيره بيّن على القراءة والمهتمين بالمطالعة.
13.هل تفكر في كتابة رواية تتناول تجربتك كجراح؟
- لا أظن، وإن كنت حاضرًا ك طبيب في بعض شخصيات رواياتي.
14.كيف تلعب الصفحة التي تديرها “لبنان يقرأ” دورًا في تعزيز القراءة؟
- للأسف ليست ناشطة كثيرًا حاليًا. بدأت فكرة الصفحة بتبادل الاقتراحات حول الكتب. وإبداء الرأي حول الكتب التي نقرأها. وهذا يشكل دافع لاختيار بعضها للاطلاع عليها.
15.هل لديك خطط لإصدار روايات جديدة في المستقبل؟ وهل تفكر في ترجمة أي من أعمالك إلى لغات أخرى للوصول إلى جمهور أوسع؟
- حاليا أكتب رواية جديدة بموضوع غير مطروق كثيرًا، ولو أن إنجازها يحتاج للوقت.
تم ترجمة الرواية الأولى الى الانكليزية.
16.ما العلاقة بين الطب والأدب وكيف يخدمك الطب أدبيا والعكس؟
- في الأدب يمكنك توظيف أي تفصيل، أي معرفة، أي فكرة، وهنا يكمن الأبداع.
صراحة، شخصيتي كطبيب تطبع أسلوبي بشئ من الجدية والعلمية، خاصة عندما أعرض بعض المعلومات فتبدو أشبه بمقال بعيدًا عن الخيال والصياغة الأدبية والصور البيانية.
17.ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصاً ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ؟
- للأسف لا أتابع الشعر، لا أتذوقه رغم حلاوته.
ولكن أشجع أي ملتقى ثقافي أو أدبي لما له من تأثير جلي على تطور ثقافة المعرفة والعلم والابداع بمواجهة ثقافة التفاهة المنتشرة.
وأخيراً أتوجه بالشكر الجزيل، والتقدير للعزيزة جميلة بندر التي أتاحت لي الفرصة للتحدث إلى القراء والأصدقاء. والشكر موصول لمجلة أزهار الحرف السباقة دائما.
ورجائي في الختام إبداء الرأي والنقد حول روايتي الجديدة ثالث ثلاثة التي صدرت هذا الشهر وستتوفر قريبا في المكتبات.
ويسعدني أن أقدمها هدية لأي قارئ مهتم.
حاورته من لبنان جميلة
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي