للشاعر د. باسم الحسناوي
شَجَرُ الله.. إلى أبطال المقاومة في لبنان:
إنَّ قَلْبي دائِماً مُخْتَطَفُ
مِنْ حَبيبٍ قَلَّ ما يَعْتَرِفُ
أنَّ عمْرَ الصَّبِّ عمْرٌ واحدٌ
ثمَّ عَنْ عالمِهِ يَنْصَرِفُ
فَيَخالُ الصَّبَّ يَبْقى خالِداً
ليْسَ يَأْتيهِ الرَّدى والتَّلَفُ
قُلْتُ هَلْ مِنْ حُجَّةٍ قالَ نَعَمْ
كانَ في غزَّةَ ما لا يوصَفُ
ليسَ للحُبِّ حدودٌ فتَرى
مَعْشَراً مِثْلَ أسودٍ وقَفوا
حينَ ماتَ الموْتُ في أعْيُنِهمْ
لم يموتوا هُمْ وَماتَ المُرْجِفُ
حبُّكَ العاديُّ يفنى كُلُّهُ
ثمَّ يَبْقى حبُّكَ المُخْتَلِفُ
دُوَلٌ عُظْمى ولكنْ زَبَدٌ
أوْ كما لامسَ ناراً سَعَفُ
مُدُنٌ لا غير لكنْ مشْعَلٌ
يَمْنَحُ النّورَ وَسَيْفٌ مُرْهَفُ
غزَّةٌ ليسَتْ تموتُ الآنَ بَلْ
غزَّةٌ مِنْ مَوْتِها تَنْتَصِفُ
وكذا صَنْعاءُ شَمْسٌ إنَّما
ليْسَتِ الشَّمْسَ التي تَنْكَسِفُ
ثمَّ بَغْدادُ وبَيْروتُ هُما
دُرَّتا التّاجِ وتِلْكَ النَّجَفُ
تَرْتَدي التّاجَ وَتَمْشي هكذا
في فخارٍ حينَما تَزْدَلِفُ
لا تَقُلْ لي شَوَّهوا صورتَهُ
شأنُ كلِّ السّاقِطينَ الصَّلَفُ
ليْسَ يَعْنيني إذا ما لُؤْلُؤٌ
صَحَّ عِنْدي ما ادَّعاهُ الصَّدَفُ
إنَّ نَصْرَ اللهِ نَصْرُ اللهِ لو
أنَّهم قد عَرَفوا أوْ أنْصَفوا
جاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْحُ بهِ
هوَ هذا الفَخْرُ فيما نَعْرِفُ
الرِّجالُ الجوفُ ذمّوهُ وما
سوفَ يَعْني أنْ يذُمَّ الأجْوَفُ
ثمَّةَ الفرْقُ من الأرْضِ إلى
ذُرْوَةِ النَّجْمِ، فهذا يَأنَفُ
أنْ تُهانَ القُدْسُ يوماً بينَما
يَرْقُصُ الأوْباشُ إذْ تُسْتَضْعَفُ
غزَّةٌ يَذْبَحُها جزّارُها
والملاهي شامتاتٍ تعْزفُ
أيُّ عارٍ بَعْدَ هذا يا أخي
أيُّ جُرْمٍ بَعْدَهُ يُقْتَرَفُ
هاتِ لي أَخْبارَهُ فهْيَ بِها
لبلادِ العُرْبِ يَأْتي الشَّرَفُ
ثمَّ دَعْ أخْبارَهم عنِّي فَقَدْ
أخْزَتِ العُرْبَ فَبِئْسَ المَوْقِفُ
بَرِئَ المَسْجِدُ مِنْهُمْ بَعْدَما
خارَ عِجْلٌ فَعَليْهِ عَكَفوا
بنساءِ القُدْسِ أقْسَمْتُ لقَدْ
نَسَفَ النَّخْوَةَ هذا التَّرَفُ
أَنِساءٌ هُنَّ أَمْ ألْوِيَةٌ
في الوَغى أَمْ هُنَّ ريحٌ تَعْصِفُ
وَبَلى هُنَّ جَمالٌ صارخٌ
ليسَ مِنْ شَيْخوخَةٍ يُسْتَنْزَفُ
بعَفافٍ يُشْبِهُ الآيَ الذي
ضمَّهُ في الدَّفَتَيْنِ المُصْحَفُ
مُقَلٌ كالشُّرُفاتِ احتَفَلَتْ
بالبشاراتِ التي تَسْتَشْرِفُ
قَصَفوا الدّورَ عليهنَّ فلَم
تستكِنْ منهنَّ دارٌ تُقْصَفُ
كعصا موسى إذا ما أُلقِيَتْ
في نِزالٍ كلَّ إفْكٍ تَلْقَفُ
سوفَ تُطوى صحُفُ الشِّعْرِ إذا
لم تمجِّدْهُنَّ تِلْكَ الصُّحُفُ
شُهَداءَ المَسْجِدِ الأقْصى أَنا
من نَميرِ المُرْتَضى أَرْتَشِفُ
طَعْمُهُ طَعْمُكمو يا أخْوَتي
وعلى هذا يقيناً أحْلِفُ
نَحْنُ في أحْيائِنا عادَتُنا
حينَ يَمْضي الشُّهَدا لا نأْسَفُ
شَجَرٌ يَغْرِسُهُ اللهُ لِكَي
يَشْكرَ الأشْجارَ مَنْ يَقْتَطِفُ
كلُّ سِرٍّ مُغْلَقٌ ثمَّ بِكُمْ
كلُّ سِرٍّ مُغْلَقٍ يَنْكَشِفُ
بانَ مَنْ كانَ بحَقٍّ مُدْنَفاً
من دَعيٍّ قالَ إنِّي مُدْنَفُ
حرَّةٌ غزَّةُ منذُ الآن لا
لا تقولوا في قيودٍ تَرْسفُ
غزَّةٌ ليْسَتْ كلاماً فارِغاً
بلْ هيَ المعنى الذي ما حَرَّفوا
أرأيتُم غزَّةً كيفَ غزَت
غَزْوَةَ الفَتْحِ التي لم يألَفوا
عارِياً صارَ نَتِنْياهو فها
هُوَ لا يَدْري بمَنْ يَلْتَحِفُ
هُوَ لا يَخْجَلُ مِنْ سَوْأَتِهِ
حينَ تَبْدو وَيَبينُ القَرَفُ
لا تَلوموهُ فمِنْ عَهْدِ الصِّبا
هُوَ باغٍ قاتِلٌ مُحْتَرِفُ
سَلَفُ المَرْءِ قروداً مُسِخوا
فكذا قرْداً يكونُ الخَلَفُ
فلَهُ مسْخانِ مسْخٌ سابقٌ
ثمَّ هذا مسْخُهُ المُسْتَأنَفُ
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي