كنتُ وأكون وسأكون
ولستُ أنا رعدًا لأُطلِقَ غضبتي
ولا أنا طُوفانٌ لأبدأَ هجمتي
ولستُ يدًا للموجِ أرفعُها على
صِحابٍ أتوا يومًا لإحياءِ ليلتي
وما كنتُ طبّالًا بحفلةِ قاتلٍ
ولا ركضتْ رِجلي بساحةِ فتنةِ
ولا دهستْ خيلي نهودَ سنابلٍ
ولا أكلتْ ناري ضفائرَ وردةِ
ولا خافَ منّي طائرٌ جاءَ صادحًا
وقد سبَحتْ في بحر حُبٍّ سفينتي
فرُحتُ لغيري أبتني دارَ مجدِهِ
وأعطيتُ مَنْ تاهت خُطاهُ خريطتي
ولمْ أرمِ أشواكًا على أحدٍ ولا
وضعتُ سمومًا في كؤوسِ الطّبيعةِ
وكنتُ رغيفًا في حقائبِ جائعٍ
وماءً لعطشانٍ ولونًا بلوحةِ
أهذِّبُ ناياتيْ وأُحسِنُ عزفَها
وفوقَ طريقِ الخيرِ أمشي بخِفّةِ
وأُنطِقُ تاريخيْ ترِنُّ صنوجُهُ
وفي تربةِ الآتي أوزِّعُ حنطتي
وأبقى بأحلامي أفتِّتُ صخرةً
وأملأُ أسماعًا بأنغامِ لفظتي
أنادي على أرضٍ تكسّرَ ضلعُها :
ألا فلتقومي مِنْ دهاليزِ حفرةِ
كفاكِ الّذي قد ذقتِهِ مِنْ مرارةٍ
وهيّا لِما فيهِ إعادةُ بهجةِ
وأحملُ أثقالًا على كاهلي ولا
أنوءُ وأبني قلعةً فوقَ صخرةِ
غدي لا تُلاشيهِ زوابعُ جاهلٍ
ولا تطمِسُ الصّحراءُ وجهَ حديقتي
أنا مَنْ أبي غيمٌ وأمّي فراشةٌ
وفي جبهةِ الدّنيا تَبينُ حقيقتي
أنظِّفُ مرآتيْ وحِبري أصونُهُ
وأحمي مِنَ الأشباحِ رقصةَ بسمتي
وأحكي حكاياتيْ وأخلُقُ عالَمًا
بهِ يُشتهى عطري وتُطلَبُ ربوتي
ولن أصبحَ المسبيَّ في سجنِ كارهي
ولن يقطعَ الجلّادُ شريانَ وثبتي
بسُوريَا سأنمو لن تُهَدَّ دعائمي
ولن أهَبَ الأغرابَ مفتاحَ حجرتي
فسوريّةٌ عشقي لعشتارِها فمي
يهلِّلُ تسبيحًا وتشدو قصيدتي
أنا مَنْ بهِ صيغتْ عناوينُ صحوِها
سأحيا وتحيا حلوةَ الرّوحِ أمّتي
القس جوزيف إيليا
٢ – ١٠ – ٢٠٢١
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي