كتب الناقد والأديب أ/عبدالرحمن مراد
*رئيس الهيئة العامة للكتاب.
أهازيج البراعم
من جبال المحويت ومن بين وهادها وسهولها الساحرة يطل أحمد النظامي كمشعل متعدد في اهتمامه وفي إبداعه فهو يبدع في صوغ الجمل الشعرية للكبار ويغوص في خلجات النفوس كي يرسم الصور الشعرية ذات التفرد كتفرد الطبيعة التي يعيش فيها وفي السياق نفسه يبدع هذا الديوان الصغير للأطفال .
ربما كانت الكتابة للأطفال من أصعب الكتابات التي تختبر القدرات النفسية والتربوية والخيالية التي تقترب من خيال العصافير الراتعة على أشجار الطبيعة والتي تبني أعشاشها على أغصان الحياة .
ولعل الصعوبة في أدب الأطفال تكمن في الموازنة بين مستويات التفكير وبين الخيال والانساق الثقافية في البيئات المختلفة , ولذلك لا نجد الكثير من الادباء يخوض غماره , أما في اليمن فكاد أن يكون في حكم النادر إلا من بعض التجارب في كتابة القصص للأطفال أبرز من كتب فيها الأديب عبدالرحمن عبدالخالق عليه رحمة الله , أما في فن الشعر فلم يمر بي شاعر كتب فيه, ربما كانت هناك قصائد متناثرة على أوراق المجلات الخاصة بالأطفال ,لكن لم نقرأ مجموعة شعرية خاصة بالأطفال كما نجد أنفسنا أمام هذه التجربة الفريدة .
ديوان ” أهازيج البراعم ” لشاعره متعدد المواهب أحمد النظامي ربما كان رائدا في مجاله إن لم يكن في كل العقود الماضية فهو لا شك الرائد منذ بداية الالفية الى اليوم إذ لم يؤثر عن أحد سواه الكتابة الشعرية بكل هذا التموج والبيان وبرؤى تكاد أن تكون ذات ألوان متناسقة ومتعددة تقترب من خيال الصغار وتعمل على تنمية روح الجمال في وجدانهم .
لأدب الأطفال معاييره الفنية والشكلية التي تراعي التموجات النفسية والوجدانية للصغار ,وقد حاول الشاعر في هذه المجموعة أن يسد ثغرة في البناء العام للمكتبة اليمنية ,وهي تجربة ثرية تستحق الثناء والتقدير .
