أنا العربي
يا أخي، أين أنت؟
وصوتي غشَّاهُ العجب،
ينادي فجركم حبًّا،
فيعود الصدى مضطربًا،
يجوب سمائي
لحنُ أغنيةٍ
تُعزَف،
في أوتارِها ألمًا،
تقتحمُ راحةَ أفكاري،
تسري كالنارِ في أنفاسي
فينكسرُ بها الوتر.
تسألني،
وكلُّها دهشةٌ:
أين الأخُ والسند؟
ووجعي عانقَ الشُّهُب،
وجسدي ذابَ في العَفَن،
أشلائي كذراتِ الرمادِ تناثرت،
تبحثُ عن كفن،
وطائرُ الموت
يزقزقُ فرحًا فوقَ القمم.
أعربيٌّ أنتَ حقًّا؟
أم نسيتَ لغةَ العُرُب؟
أخبرني،
ما حالُ صبغتِكَ الجينية،
وبصمةِ الانتماءِ في القيم؟
أين الرجولةُ والنخوة؟
أين الشهامةُ والغيرة؟
أين الكرامةُ والمروءة؟
وحقُّ الجارِ في السُّنَن،
وفي الدساتيرِ والكُتُب؟
أين الصادقُ الأمينُ؟ أين قرآنُكم؟
أين صاحبُ الأخلاقِ والهِمَم؟
أراهُ ينظرُ خجلًا،
جفَّتْ مآقيه من شدةِ الحزن.
آهٍ، ثم آهٍ،
عطشي إلى سند،
إلى العروبةِ إلى أخٍ
لم يغزو قلبَهُ البرد،
يجولُ في سمائي كالصقر،
يكفكفُ دمعي صدقًا،
يبعثرُ قبرَ أحزاني،
يلملمُ أشلاءَ أحلامي،
يعيدُ الفرحَ للعُمر.
عتبي على أمةٍ
زارها موتي،
فأرسلتْ معه الكفنَ…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي