علّمتَني أنّ الحياة بالمفرد
بعضُ حياة
َتَسفُّ من نخيلها وجع العصور
فيَستوحِدُ الليل
وترتعش كدوّامةٍ في الخراب يداه
تتدفّق أنفاسه نتفاً
كنشيج المطر
فيبكي إله
أرخى ستائره عطراً
لقمرٍ اكتظَّ بالضياء
وانكفأ يغنّي وحيداً
عَلّمتَني أنّ الحياة بالمفرد بعض حياة ..
وحيث أبحر الملح صوب المحيط
يختبر التّماهي
يجرّ المدى المركوم برضاب البحر
حزناً بطعم الجراح
فتباركَ بصخورٍ
لا مكان فيها إلّا لخيوطٍ
تتهيأ لتتحرر من شمسها
فتجليه مرايا تلتهم ماءه
ويعود كما كان الملح ملحاً ..
أدركتُ أنّ الحياة بالمفرد
تعانق الجمال
تتمددُ حقول ناياتٍ
تخاطب أسراباً من قناديل النهار
تتنهّد ظلالاً تتصاعد نداءاتٍ
تكبر بالحلم ولا تتوقف
تكسر نافذة الليل
فتفرّ السماء وطناً
يتسع للشعر والحب
يكتب سيرة الفجر وجدائل المعاني ..
وهناك في طوفان السماء
ينوسُ جيش نجومٍ بليد
ويوحّدنا في عتمة الليل
بدر وحيد .
ابتسام رواسي / سوريا
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي