في سماء الوحدة غناء
وحين يكون قلبي وحيدا
يَحلُم كثيرا
يريد أنّ يتنهد مثل رعّشة زهرة فاجأتها حبات النّدى صباح يومٍ ربيعيّ بارد
فبدت كما لو أنّ نسيماً عاطراً اجتاح البيت كله ..
يريد أن يُغني مثل أجراس كنيّسة عتيّقة
لم يعد يُصغي إليها أحد
رغم أنّ كلّ ما تقوله مسّموع وجميل ..
يريد أن يتحدث مثل صوت غيمتان ممتلئتان تعلوان وتهبطان
تقيمان صلاة البرق والرعد
بِحُجة إرساء طقوس الحياة ..
يريد أن يحلق بعيدا يقطع مياه البحيرة وقمة الجبل بجناحي نسر عنيد
دون هدف أو غاية
ودون أن يفكر أنّ يعود ..
يريد أن يكون شراعا
يحطم أغلال الصّواري
ويمنح ذاته للريح حين تهب
فالغرق لذيذ وإنما التحليق أجمل
يريد أن يتجمّل
أنّ يغسل الشّحوب عن وجه أيّامه العقيمة
بضحكة خافية للعيوب
وأحمر شفاه عناق الأحبة
وبودر الفرح ..
يريد أنّ يكذب وأنّ يجامل
مثل رسائل الهاتف المحمول
تحدثنا عن الشوق
عن اللهفة عن الحنين
وتنأى بنا بعيدا عن مواطن اللقاء ..
هو دوما يَحلُم بفعل ذلك
قد اعتاد دوما أن يكون وحيد ..
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي