
غنائيات الروح على شجر الجسد
. ….
بزغت ذات صباح على فاكهة فرح عفوي اغفو في غمضات التوت المعتق الضوء ، أسافر بغنائي تخوم شرود تعصر عنب الشمس ، حمامة كانت تبزغ مثلي على إيقاع منبع يتلألأ ماءه كانت توزع سمفونية صباح على ما طاب من جنون الهواء كما لو أنها تنسج ممشى الحمام على جحافل شوق يوشوش بين ورق التوت وبين خصوب المتاهة ، لكن البزوغ والغناء وعطر الحمام يظل مستبطن في ظلي يثبت خيمة الصباح لأصحو أمير حمامة ، يجانس لغة الماء يراقص ثمر التوت يعالج الشمال المتمدد فيحصيه بستانا بستانا ، كنت أخرج من فاكهة الصباح طيرا يشرب من سطوح القرميد شعرا بدويا فيصقله بوجوم الصباح كأنما هي نورانية تلك الروح كريشة عاقلة الوجد تصفق للحياة لتثمل بها طقطوقة الطفل البدوي الذي يستحم فيضان الأغاني سحر ينتشر من ممشى حمامة على ضحكات التراب القرري الرغيد
كنت كأعجوبة المنبع الهائج الفضة يلبس العيون غزلا زلالا على سواقي تناسلت مراعيها رقصات البط يناعس منقاره الأصفر المدبب لهفة ماء ينتفض موسيقى فتسري اللعبة السحرية خلايا الطيور التي استلطفت عيوني فبقيت طيعة تسبح على أديم الوجد والحمامة تأتي كل صباح تغمز في دعة السكون منابت أشعاري فيستشعر الماء أغنياتي على انسياب يتقطر من خضرة الجمال ،
كنت الوحيد الذي نشأ من ضلع التفاح يقظات ضوء وغيبوبات صباح تنشر حريرها على متكإ الجسد وروح الظلال .
محمد محجوبي
الجزائر
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي