
المرأة… الحياة في أبهى صورها
منذ أن أذن الله للحياة أن تبدأ على هذه الأرض، كانت المرأة محورها الأساس وأصل وجودها. لا تُختصر بيوم، فهي الزمن الممتد، وهي النبض الذي يمنح الوجود معناه. لا حياة للإنسان من دونها، فهي الرحم الذي يحتضن النور، ويحمل الأسرار الإلهية لخلق جديد يفيض بالحياة.
هي نبع الحنان الذي لا ينضب، واليد المعطاءة حين تجف منابع العطاء، وتذبل سنابل الحب في مواسم الجفاء. هي الصدر الدافئ حين يلفّ البرد الأرواح، ووهج المشاعر حين تُطفئ القسوة قناديل الدفء. ليست مجرد إنسانة، بل هي الكون بأسره، بنجومه المتألقة وكواكبه الزاهرة، أنهار متدفقة بالحب، وشلالات مشاعر تنبض بالرقة والصفاء.
عقلها يبني صروح الحضارة، وحكمتها تنير دروب الأجيال، ويديها تصنع أمجاد الأمم وتحرّر الإنسانية من ظلام الجهل والضعف. هي الأم التي تنبض بحنان لا يضاهى، والأخت التي تُغزل من وفائها أجمل القصائد، والزوجة التي تسكن الروح قبل أن تسكن القلب، والابنة التي تمسح بتلك الابتسامة كل تعب الحياة، والحفيدة التي تُحيي جذور الحب في أغصان الأيام.
خلقها الله لتكون عنوان الحرية الحقيقية التي أرادها لها، حرية الفكر، وسمو الروح، ونقاء القلب. لم يخلقها أسيرة لمفهوم زائف يُقيّدها بثوب الموضة أو يختصر وجودها في مرايا العابرين. هي ملكة، كما كانت زنوبيا على عرش العنفوان، وهي ينبوع الحنان المرصّع بقلائد اليقين. أنفاسها رابية، تزهو بألوان الطمأنينة والسلام، والجلوس في كنفها راحة وأمان.
هي الوطن حين يضيع الطريق، وهي المأوى حين تضطرب الأرواح. هي العفة حين تُختبر القيم، والكرامة حين تمتحن المبادئ. ليست مجرد كلمة، بل هي قصيدة يعجز القلم عن استكمال أبياتها، وأغنية تُعزف على أوتار الخلود.
المرأة… أكليل المجد، وشعلة الأوطان، وروح الحياة التي تتجدد بلا انقطاع
ليلى بيز المشغرية….
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي