الحب… أن تحمل العالم على كتفيك
في العتمة، حيث لا شهود إلا الألم، ينحني الجسد ليصير وطناً، وتركب الروح فوقه كغيمة تائهة تبحث عن أرضٍ تحتضن المطر. الحب ليس خفةً، بل ثقلٌ لا يوزن، حملٌ لا يشاركك فيه أحد، هو الانحناء حتى يكاد عمودك الفقري ينكسر، هو أن ترفع الحبيب فوق ضعفك، أن تصير له أرضًا وجدارًا وسماء.
كم مرة تمنيت لو كنتَ أقوى؟ لو كانت عظامك صخرًا لا يتفتت تحت وطأة الدموع؟ لكنها ليست سوى لحمٍ وعرقٍ ونبضٍ يخاف أن يتوقف. تنظر إلى الأسفل، حيث الحلقات المعدنية التي كانت تُسمى عهدًا، تتدحرج بعيدًا كذكرى لم يعد لها وزن. ومع ذلك، ما زلتَ تحمل، ما زلتَ تثبت قدميك في الأرض وكأنك جذعُ شجرةٍ عجوز، ترفض أن تسقط رغم الرياح العاتية.
أهذا هو الحب؟ أن تصير صامتًا بينما العالم فوقك يبكي؟ أن تنحني وأنت تعلم أنك لن تقف مرة أخرى كما كنت؟ ربما الحب ليس كما كتبوا في القصائد، بل هو أن تحني رأسك كي لا يسقط من تحب، أن تكون الجسر حتى لو كنت تعرف أن لا أحد سيمد يده لينتشلك في النهاية.

خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي