
اللّقاء المنتظر- د. جيهان الفغالي
تأخذنا الحياة نحو محطّات جديدة، بعضها آنيّة، وأخرى ثابتة لا محطّة بعدها. وفي خضمّ هذه الرحلة تستوقفنا وجوهٌ شتّى، منها من يمرّ كالنّسيم العابر، ومنها من يترك أثره في النفوس قبل العيون.
هناك لقاءات زائفة، عنوانها الخداع. تحاول التسلّل عبر أسوار قوّتنا متقنّعةً باللّين، والطيبة.
ولقاءات عديدة لا أثر لها في حياتنا، تمرّ برتابة كأنّها لم تكن. باهتةٌ هي، لا تترك أيّ بصمة في القلب، لأنّها تخلو من الشغف والدفء .
ولكنّ هناك لقاءً واحدًا استثنائيًّا ننتظره بأمل، بشغف! لقاءً يرسم ملامحَ السّعادة على صفحة وجوهنا، تتلاشى معه كلّ مسافة، ويضمحلّ كلّ خوف.
هذا اللّقاء هو مصدر إلهامٍ لنا، يثري تجاربنا، نجد فيه الدفء الذي لطالما حلمنا به، يجعلنا نبتسم لما كان يومًا سبب حزننا.
لقاءٌ ملهمٌ هو، موحٍ، حاضنٌ، دافئٌ، سامٍ، راقٍ. يُعيد ترميمَ ذواتنا التي دمّرتها التجارب، وسطّرها الزمن على أوراق الخذلان وصفحات الخيبات. وتلك الطرق الوعرة التي سلكتُها لم تكن سوى تمهيدٍ للّقاء المحتّم.
إنّه اللّقاء المنتظر، الذي يمنح أيّامنا رونقًا جديدًا، وبريقًا مميّزًا. ندرك حينئذٍ أنّ لا لقاء بعده يستحقّ الانتظار.
لتكن أيّامكم لقاءات دافئة كأشعّة الشمس المنعكسة في المحيط، حيث تتماوج ذبذباتُ النور والماء، لتعزف سمفونيّةً سرمديّة.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي