
العادة والمجتمع
عرفت الأمة العربية الإسلامية تغيرات كثيرة وعديدة على مستوى ممارسة الطقوس الدينية داخل المجتمعات البشرية، وهذا التحول له أسبابه الظاهرة، وهو تغيير التربية التي كانت الأجيال القديمة تتلقاها من حيث الصرامة والتّفاني في التّشبت بالمقدسات الدينية بطريقة عقلانية وصادقة.
فالأباء كان لهم الدور في تحبيب الأطفال في العيد وما يشمله من الطهارة والتسامح والرحمة فيما بينهم، يزرعون الخير مع الحرص على نبذ أي أسلوب غير راقي وغير مقبول؛ فالرادع أكبر وهو شحن النفوس برقابة الله لهم في السر والعلن، هذا أصبح متجاوزاً بل منعدماً داخل المجتمعات العربية، لأن سلطة الأمر والحسم التي كانت حبيسة الكبير لم تعد الآن عنده، كل يتصرف انطلاقاً من مكتسباته وقناعاته الشخصية. لاسيما أننا أصبحنا مجتمعات ثنائية التربية، صراع بين من سيكون له الحكم داخل الأسر هل للمرأة أم للرجل؟ وحتى إن كان الأمر كذلك؛ هل يمتلك الرجل كل المقومات التي تمكنه بقيادة بيته أم أنه سيضعف في منتصف الطريق؟ وأيضا هل المرأة التي تحكم وتقرر لها الأهلية لذلك أم أن الهوى سيكون الطاغي على أفكارها وأحكامها؟
إننا هنا أمام معضلة كبيرة وعميقة ألا وهي من يربي ومن يقود؟ هل يمتلك الحس الديني الكامل، هل منهجه رباني؟ هل معتقداته خالية من الشوائب؟ كلها أسئلة تنفتح على أبواب من التساؤلات العديدة والضاربة في عمق الموضوع.
لمَ تغير العيد في قلوب السواد الأعظم من البشر، هذا السؤال له جواب دقيق أننا ابتعدنا عن المغزى من الفرح والاستعداد لهذه المناسبة الدينية والاجتماعية أصبحنا نعيش برغبة العيش والاستمرار فقط، تلك الحلاوة التي كانت كانت بالصبا أصبحت باهتة وعابرة، من الممكن أن يكون الاستعداد حبيس الظاهر فقط من اللباس الأنيق والمفروشات الفخمة والحلويات والمشروبات المتنوعة. إلا أن التجمعات العائلية والتسامح والمودة يكاد ينقرض، فتجد الأخ لا يكلم أخه أو أخته، الجد والجدة معزولين عن أولادهم، القطيعة مع العم والخال والخالة والعمة والأولاد كل يعيش لحاله، هذا هو المقصود بالعيد هو صلة الرحم بالدرجة الأولى. الجار لا يكلم جاره الأذى بجميع أنواعه وعلى مثل ذلك فقس…
أي عيد والمجتمعات تتطاحن فيما بينها القتل والتنكيل وعدم النصرة للمسلم في محنته. نحن نعيش في الآونة الأخيرة أياما صعبة ينعدم فيها الفرح، فلن ولن يكون إلا بالقطيعة مع الحروب والنزاعات العنيفة سيكون بنشر التسامح والسلام العام والشامل لكل الأجناس البشرية في جميع أقطار العالم…
الدكتورة رجاء موليو/ المغرب
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي