
االجزء الثاني من قصة (جزاء المعروف/الموقف المؤلم).
فجأة وقع سوار الذهب من المحفظة على الأرض مصدرا ضجيجا ..ركضت زوجة الاب نحو السوار والتقطته بيديها مقتربة من. زوجها وهي تردد :هل صدقتني الان يازوجي العزيز .؟؟
هل ما زلت تشك فيي ..هيا اجبني هل ستبقى تدافع عن ابنتك السارقة ؟؟
اقترب الاب من ابنته سلوى صافعا إياها على وجهها وهو يردد بكل سخط وغضب :هكذا إذن ايتها اللعينة ..كل الوقت وانت تخادعينني. .
مسحت سلوى الدموع عن عينيها وهي تردد بصوت متقطع :بابا اقسم بالله العظيم..لا اعرف شيئا عن هذا السوار …
قاطعتها عمتها جهينة مرددة بكل سخرية :كفاك كذبا ايتها السارقة …اخي العزيز من الافضل لنا جميعا ان نتصل بالشرطة ..
قاطعها والد سلوى :لا يا اختي …لا داعي للشرطة..
قاطعه اخاه الاكبر مرددا :ماذا تقصد يا رجل ..هل تود ترك ابنتك هذه تسرح وتمرح كما يخلو لها ..؟؟غدا سوف ترتكب جريمة قتل ..حينها ماذا ستفعل ..؟؟؟
الافضل لنا جميعا ان نتصل بالشرطة لتنال عقابها …
اقتربت زوجة الاب من زوجها مرددة بعد ان غمزت جهينة: اجل يا حبيبي اخوك معه حق فيما يقول ..
اقتربت سلوى من ابيها مرددة بكل اختناق : ارجوك يا بابا لا تصدق ما يقولونه لك ..انت تعرفني جيدا .انا ابنتك الوحيدة …
نظر الاب نحو ابنته سلوى مرددا وبغضب:اخرسي ..انا لست ابوك ..وانت لست بابنتي ..انا بريء منك إلى يوم الدين…
صرخت سلوى باعلى صوتها :لا يا بابا ..ركعت سلوى امام قدماي ابيها وهي تبكي مرددة :ارجوك يا بابا ..اسمعني جيدا ..
ركلها الاب بقدميه مرددا :حسنا ..السجن احق بك من هذا المنزل ..
يومان مضيا وسلوى قابعة في سجن النساء ..الصمت وحده مسيطر عليها ..لم تتناول الطعام ولا الشراب منذ دخولها السجن ..فقط الدموع ملات وجهها والشحوب بدت علاماته على وجهها …
شهران مضيا وسلوى لا تدري اي حال ستؤول إليه …
الاب احس بالندم الشديد. لم يستطع النوم منذ دخول ابنته السجن …فهو يعلم جيدا ابنته سلوى وحسن اخلاقها وتربيتها …يعلم جيدا بان ابنته لم تكن لتسرق يوما …صديقاتها في الجامعة كن يمدحن ويتباهين بامانة سلوى …
لكن انى لهذا الوالد ان ينقاد خلف اكاذيب زوجته واخته الكبرى حتى اخيه ايضا ؟؟؟
وهو يعرف جيدا بان اخته قبل وفاة زوجته الاولى كانت تخطط دوما إطلاق زوجته متهمة إياها بسرقة امواله خلسة ..
فكم من مرة حاولت هذه الاخت جهينة ان توقع الفتنة بين اخيها وزوجته …
لكن ماذا سيفعل هذا الاب ؟؟
حقا ..ان والد سلوى لا قرار له ولا موقف ..يصدق كل ما يقال له دون برهان ودليل .. فهو دائما يفكر بعاطفته دون عقله ..
انها الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل..قام الوالد من فراشه مستقلا سيارته نحو سجن النساء…
استيقظت زوجته فلم تجده بجانبها ..قامت متنقلة في المنزل وهي تناديه ..لكن دون جدوى …حاولت الاتصال به عبر هاتفها لكن الزوج سرعان ما اقفل هاتفه …
بدا الخوف مسيطرا على الزوجة …
توقف الاب في منتصف الطريق متحدثا مع نفسه :حقا كم كنت احمقا حينما صدقت زوجتي واختي …ما الذي جرى لي في تلك اللحظات ؟؟حتى قمت بصفع ابنتي المسكينة على وجهها ؟؟
لا ..لا يمكن لابنتي سلوى ان تسرق سوار زوجتي …اجل هناك مكيدة من اختي جهينة ومن زوجتي …
وضرب بيده على راسه مرددا :الان فهمت اللعبة …اختي اجبرتني على الزواج من صديقتها اللعينة من اجل ان ترث ثروتي من بعدي ..اجل وبذلك اتفقت مع زوجتي بمكيدة ضد ابنتي للتخلص منها للابد …
الان فهمت اللعبة …
كانت سلوى تجلس في زاوية السجن وهي تبكي من شدة البرد والالم في بطنها وزاسها …لم تعد قادرة على الحركة …
فقط الخوف سيد الموقف..
وصل الاب لسجن النساء ..الساعة تشير إلى الثانية والنصف بعد منتصف الليل…
يتبع
دكتور حسين ديب يونس.
لبنان .
اكاديمي وكاتب.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي