
الجزء الخامس من قصة (جزاء المعروف/الموقف المؤلم).
اجتمعت الصديقات الثلاث وتوجهن نحو منزل السيدة جهينة …
كانت السيدة جهينة على حالة من القلق والضياع والتوتر الشديد…فخروج اخيها والد سلوى من المنزل اثار الشكوك لديها ..انها دواءر ضبابية تحوم حول عقلها ..لم تعد تعرف ماذا تفعل …
وصلن الفتيات إلى منزل السيدة جهينة ..وبعد السلام والترحيب جلسن تتحدثن مع السيدة ..
السيدة جهينة بكل تعجب :قلت يا هيفاء بان سلوى دخلت المستشفى …؟؟
هيفاء :اجل يا سيدة ..حالتها الصحية غير مطمئنة ابدا ..لقد خضعت لعملية استئصال في معدتها….ويلزمها وقت لكي تعافى ..
السيدة جهينة:تبا ..كان من المفترض ان يكون موعد محاكمتها يوم امس …ترى ما الذي يجري ؟؟لا اصدق اشعر بان كل شيء بات يسير ضدنا…انا حقا قلقة من القادم …
نادية :معك حق يا سيدة جهينة بان تقلقي ..
نظرت السيدة جهينة نحو نادية مرددة بكل تعجب :ماذا تقصدين يا نادية ؟؟كلامك هذا يشرح عن مؤامرة تحاك ضدنا …
هيفاء :ليس هناك من مؤامرة يا سيدة ..
السيدة جهينة :بلى . اخي فايز والد سلوى ترك منزله منذ اسبوع دون علم زوجته ..وحتى الآن لا نعرف عنه اي شيء…حتى هاتفه مغلق …
جميلة :لعله مغادر البلد …ما تعرف عن اخيك بانه رجل اعمال كثير السفر…
السيدة جهينة :حتى وإن غادر البلد ..كان ينبغي له ان يتصل بي وبزوجته ليخبرنا عن حاله ..
هيفاء :معك حق يا سيدة .. والان هلا شرحت لنا ماذا تريدين منا ؟؟
السيدة جهينة :ما اريده منكن ان تختفين عن الانظار لمدة شهر اي ما بعد محاكمة سلوى ..
نادية : ولم كل ذلك يا سيدة ؟؟.
السيدة جهينة :قد تعترف سلوى بحقيقة ما جرى معها وتصعكن في قفص الاتهام…
جميلة :معك حق يا سيدة… نشكرك على نصيحتك هذه …
السيدة جهينة :الكرة في ملعبكن الآن…
وصل والد سلوى (الاستاذ فايز )إلى مكتبه في الشركة .. وما لبث ان اتصل بمحاميه (محامي الشركة)..وبعد حضور المحامي .طلب الاستاذ فايز منه تسجيل كل املاكه وامواله باسم ابنته سلوى …ثم ما لبث ان طلب من المحامي تقديم طلب الطلاق من زوجته امام المحكمة المدنية واعطائها لزوجته بعد حفظ حقوقها المشروعة حسب النص والاتفاق…
تفاجا المحامي لطلب الاستاذ فايز.وحاول مرارا نصيحته بالرجوع عن فكرته هذه ..لكن الاخير بقي مصرا على موقفه ..بعدما انكشفت امامه حقيقة زوجته واخته جهينة …
خرج المحامي من مكتب الاستاذ فايز (صاحب الشركة التجارية ).. وما لبث ان دخلت السكرتيرة مكتبه وهي تردد :استاذ فايز ..هناك ثلاث صبايا تردن مقابلتك ..
الاستاذ فايز :دعهن تدخلن ..
دخلت الصبايا الثلاث (نادية .هيفاء وجميلة )مكتب الاستاذ فايز ..وبعد التحية والسلام جلسن صامتات وقد شعرن بالخوف الشديد باديء الامر..
كن تنظرن إلى ديكور المكتب بكل دهشة..
الاستاذ فايز:اهلا وسهلا …هلا تكلمت احداكن ..فليس لدي وقت ..
نادية :الحقيقة يا استاذ ..اتين لتعتذر منك ونعترف بالحقيقة …
الاستاذ فايز وبكل تعجب :لم افهم قصدك يا فتاة …علام تعتذرن ؟؟ولاول مرة التقي بكن ..!؟!
هيفاء :معك حق يا استاذ ..انها المرة وقد تكون الأخيرة للقاء …كل ما هنالك ان ما جرى مع ابنتك سلوى ..
قاطعها الاستاذ فايز:ابنتي سلوى وهل تعرفونها ؟؟
جميلة :كانت صديقتنا في الجامعة …ما نعرفه عن ابنتك بانها كانت امينة وذوي اخلاق حسنة كان الجميع في الجمعة وحتى الاساتذة والدكاترة يفتخرون بها ..كانت موضع ثقة الجميع واحترامهم ..لكن ..
قاطعتها هيفاء :فجاة انقلبت الموازين دون ان تدري ابنتك سلوى عما يحاك ضدها…
اجل اختك جهينة خططت للإيقاع بابنتك عبر السوار الذهبي ..
قام الاستاذ فايز من مكانه مقتربا من الصبايا مرددا بكل تعجب:اكملي حديثك…ارى بان الامور باتت تتوضح اكثر فاكثر …لا تخافي يا ابنتي …
هيفاء :اتصلت بي اختك جهينة قبل عملية سرقة السوار بيوم واحد ..طالبة مني ان اتصل بابنتك سلوى مدعية اتي مريضة وبحاجة ماسة لنقلي للمستشفى …وبالفعل نجحت الخطة فاتت ابنتك مسرعة بعد ان نسيت حزدانها في المنزل …هنا وبعد ان وصلت ابنتك اتصلت باختك واخبرتها بان سلوى نسيت حزدانها في المنزل .. وتمت حينها عملية وضع السوار الذهبي في حردان ابنتك سلوى..
الاستاذ فايز:مقابل ماذا فمت بكل ذلك ؟.؟
هيفاء :مقابل مبلغ من المال ..
الاستاذ فايز :كم دفعت لك اختي جهينة ؟؟
هيفاء :الفي دولار …
الاستاذ فايز:حسنا …. حسنا ..قلتن لي بانكن صديقات لابنتي سلوى …لا ..هذا غير معقول ..صديق يبيع صديقه بحفنة من المال بل ويطعنه في ظهره من اجل مصالحه .. آية صداقة هذه ؟؟هذه خيانة عظمى بحق الصداقة والإنسانية …
ابنتي المسكينة وقعت ضحية خيانتكن ايتها الواغدات….ما ذنبها لتدفع سمعتها ثمن شيء لم تقم به ابدا …!!! .
هكذا إذن …انتن سريكات في المؤامرة ضد ابنتي سلوى…
وما لبث الاستاذ فايز ان ضرب بيده على الطاولة وردد باعلى صوته : هيا اخرجن من مكتبي …
خرجت الفتيات الثلاث من الشركة وهن على حالة من الندم …
هيفاء :ماذا فعلن بحق انفسنا… اشعر باننا اوقعنا انفسنا في ورطة كبيرة…
نادية :معك حق يا هيفاء ..
جميلة:نصحتكما بان نترك شان سلوى ..لكنكما بقيتما مصرتين على التواصل مع السيدة جهينة وزوجة والد سلوى…حتى النهاية .. ما اخشاه حقا بان ندفع الثمن غاليا ويفثضح امرنا امام الملا من حولنا …
اجل ما اراه مناسبا ان نختفي عن الانظار الى ما بعد محاكمة سلوى …
هيفاء :إلى اين سنذهب ؟..
نادية :لي جدة تسكن في قرية بعيدة عن المدينة …
جميلة :حتى ولو سافرنا إلى الهند فقد ينكشف امرنا ونلاحق …انا خائفة جداً ….
نادية :,علام تخافين يا جميلة ؟؟الحل بايدينا والفرصة للهروب ما تزال سانحة…لتذهب اليوم قبل الغد . لان ما اخشاه حقا ان يقوم والد سلوى برفع دعوى ضدنا وحينها نلاحق من قبل الشرطة ورجال الأمن… فالافضل لنا ان نتجه الآن إلى قرية جدتي …
دخلت السكرتيرة مكتب الاستاذ فايز وتفاجات به مستلق براسه على طاولة مكتبه ..نادته مرارا عدة ..لكن دون جدوى .. وحاولت هزه بقوة فجاة وقع على الارض ..
صرخت السكرتيرة . وما لبثت ان اتصلت بطبيبه فاتى مسرعا …حاول الطبيب فحص الاستاذ فايز …لكن للاسف .الاستاذ فايز اصيب بجلطة دماغية ما ادت لوفاته ….
يتبع ..
دكتور حسين ديب يونس.
لبنان ..
كاتب واكاديمي.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي