
الجزء السادس من قصة (جزاء المعروف/الموقف المؤلم).
بعد اسبوع موعد امتحانات الأخيرة في الجامعة ..فادارة الجامعة اخذت قرارا بحرمان سلوى من الامتحانات لمدة اربع سنوات بعدما انتشرت فضيحة سرقتها وسوء اخلاقها من قبل صديقاتها الثلاث (هيفاء وجميلة ونادية )..
حتى هؤلاء تركن الامتحان خوفا من كشف امرهن .توجهن نحو قرية جدة نادية دون ان يعلمن بوفاة والده سلوى (الاستاذ فايز)…
بعد اسبوع من إقامة مراسم الدفن والتعزية في منزل الاستاذ فايز بغياب ابنته سلوى…اجتمع محامي شركة الاستاذ فايز مع زوجة المتوفي واخته .. وتلا عليهما وصية المتوفي الاستاذ فايز ..وما لبث ان اعطى ورقة الطلاق لزوجة (ارملة)المتوفي وشيكا بحقوقها ..شرط ان تترك المنزل وفق نص الوصية …
بعد مضي اسبوعين ..كانت سلوى قد تعافت .حيث اقترب موعد محاكمتها…لم يبق سوى خمسة ايام فقط ..
لم تعرف سلوى بان اباها قد توفي ..فوضعها الصحي لا يسمح لذلك..
نسيت كل شيء يدور من حولها ..ولم تعد تتذكر حتى صديقاتها وابيها …فقط صفعة ابيها لها ما تزال في صورة ذاكرتها تتجلى امامها في كل لحظة …لم يعد يهمها شيء من الحياة …
انها ضحية الظلم والاضطهاد…فبعد فقد والدتها..لم تعد تفكر بشيء ابدا ..فاحلامها الوردية تبددت وطموحها الجامعي انتهى إلى غير رجعة …
وما عساها ان تفعل ؟؟؟خاصة بعد ان تخرج من المستشفى وتتكشف امامها الحقيقة….؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
إنه لموقف مؤلم حقا …سلوى هذه الفتاة التي لم تكن تعرف يوما الانكسار والركوع …كانت القوية في شخصيتها ومواقفها…حتى شعر والدها بانها السند الوحيد له في كل شيء…
لكن الزمن لا يرحم احدا..فيبدل الامور وتتغير المواقف حتى الرؤى نحو الآخرين والحياة تذبل مع الوقت….
فهيمة (ارملة المتوفي الاستاذ فايز ).تركت المنزل وعادت لتتسول في الطرقات والأزقة بعدما طردتها السيدة جهينة من منزلها ورفضت ان تعيش معها …
احست فهيمة بالندم الشديد على ظلمها لسلوى …كانت تمضي معظم اوقاتها تلطم خديها وتبكي حسرة على نفسها…
لم تحافظ على النعيم الذي عاشته لفترة وجيزة من الزمن ..فتكبرت وتجبرت ونسيت نفسها بانها متسولة تاكل من فضلات الطعام المرمية في حاويات المدينة …وظنت فجاة بانها ابنة زعيم ومن حولها عبيدا اذلاء يجب طاعتها والركوع امام قدميها …
انها واقعة العقاب قد حلت ..ومن يدري ؟؟؟
فالزمن لا يبق كما هو …بل يتبدل ويفنى وهذا سر نتائج عمل الإنسان…
خمسة ايام مضت وخرجت سلوى نحو المحكمة وسط حرس شديد …
كان الخوف يملا قلب سلوى ..فقد اخست بان كل شيء ضدها ..وهي عاجزة كل العجز عن امتلاك اي دليل او برهان يثبت براءتها…حتى الشهود ضدها …
لكن …؟؟..
الله تعالى لا يترك المظلوم يتخبط في وجعه ..ويترك الظالم يفعل ما يحلو له ..فلكل شيء ثمنه …
وقفت سلوى في قفص الاتهام مصغية لحكم القاضي والعرق يتصبب من جبينها وقلبها يخفق بسرعة من شدة الخوف ..
فجاة تقدم احد جنود الحرس من القاضي وطلب منه التحدث …
رغم ان محامي سلوى قدم ادلة تشرح عن براءة سلوى ..لكنها اتت ناقصة لعدم وجود شهود على ذلك …
ابدى احد جنود الحرس بما عنده حول سلوى …
حينها استمهل القاضي اصدار الحكم .. لمدة نصف ساعة.وبعد مشاورات مع القضاة من حوله اصدر قرارا ببراءة سلوى والإفراج عنها آنيا وبسرعة ..ان لم تكن عليها دعوات سابقة ضدها …
خرجت سلوى للحرية…دون ان تعرف إلى اين مسيرها…
نسيت كل شيء ..لكن محامي الشركة كان بانتظارها خارج المحكمة ..اتجه نحوها مرددا :حمدا لله على سلامتك آنسة سلوى والف مبروك براءتك..
نظرت سلوى نحو المحامي مرددة :من انت ومن تكون ؟؟؟؟
المحامي:انا محامي شركة ابيك ..
سلوى وبكل تعجب:ابي ..متى كان يمتلك شركة ..حقا انت تكذب عليي . ارجوك دعني وشاني…
احس المحامي بصدمة قاتلة ..ترى ما الذي يجب فعله الآن ؟؟؟
فكر مليا وما لبث ان قال لسلوى :معك حق يا آنسة..لكن هل تقبلين بان اوصلك لمنزلك ؟؟؟اراك مرهقة ومتعبة …
نظرت سلوى نحو المحامي مرددة : اشكرك يا استاذ ..سانتظر ابي هنا ..
المحامي:حسنا ياانسة. .
ترك المحامي سلوى ثم توجه نحو سيارته وهو على حيرة من أمره …في الطريق تذكر صديقه سامر وهو طبيب نفساني ..وقرر معاودته في منزله …
الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر ..وصل المحامي منزل صديقه ..وبعد التحية والسلام والمصافحة قص على الطبيب قصة الآنسة سلوى ..
يتبع
دكتور حسين ديب يونس.
لبنان .
كاتب واكاديمي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي