
رأيتك تركضين من بعيد،
فناديتكِ ضاحكة: أهو الهروب؟
ما الذي تظنين أنكِ صانعة،
وأنت لا تملكين حتى حقّ القرار؟
تذكّري، بعض الألم نختاره بأنفسنا،
نمشي إليه كما لو كنا نبحث عن خلاص
بينما هو يقتات على هشاشتنا.
تأخذكِ الأسئلة إلى متاهاتها،
وتخذلكِ الظنون حين تحتاجين إلى يقين،
ويفزعكِ أن تتهدّمي فجأة،
كجدار نسي أن يستند على شيء.
لحظاتكِ تتقلّب كأمواج لا تنتمي لشاطئ،
تمرّ بكِ السعادة كما تمرّ نسمة
ثم تترككِ للفراغ،
بين جسدٍ يبحث عن ملاذ
وروحٍ تقاوم الغرق بلا بوصلة.
قومي الآن،
وانثري أحزانكِ كرماد على صفحة النهر،
دعيها تمضي
فلا شيء يستحق أن نحمله إلى الغد.
ورغم ما يهطل علينا من ريح
ومن خيبات ومن ظلال بعيدة،
نظل نسير
لأن فينا شيئًا
يعرف كيف يستمر.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي