
أنت!
…وأنتَ بُعدُ الزمانِ الذي يَلتَقي بِغُموضِ الفَضاءْ،
حَيثُ تَنثُرُ الأَنجُمُ أَسرارَها فَوقَ أَجفانِ الماءْ.
أَنتَ المَساءُ الذي يَحمِلُ نِهايَةَ الأَيّامِ لِتَبتَدِئَ مِنْهُ الرُؤى،
وَأَنَا الفَجْرُ الّذي يَنشقُّ عَنْ صَمتِ اللّيلِ لِيُعلِنَ عَهدَ الوِصالْ.
لَكَ في قَلبي سَفينَةٌ تَعبُرُ المَوتَ وَالحَياةْ،
تَحمِلُ الأَشواقَ مِلحًا لِلبِحارِ، وَتَنثرُ الأَضْيِقَةَ أَجنِحَةً لِلهُدوءِ المُضاعَفْ.
كُلُّ خُطوَةٍ تَمشيها تَخلُقُ كَونًا مِنْ ظِلالِي،
وَكُلُّ نَجمٍ يُغازِلُ اللّيلَ هُوَ عَيناكَ تَسكُبانِ الضّياءْ.
نَحنُ حَرفانِ في كِتابٍ كُتِبَ قَبلَ وُجودِ الكِتابْ،
سَقَطَ المِحوَرُ بَينَنا فَالتَصَقَ المَجرّات بِالعِشقِ، وَصارَ الفَقدُ مِثلَ وابِلٍ يَمرُّ وَلا يتبِقُى مِنّي سِوى الكِتابْ.
لور عبد الخالق الأعور/ 🇱🇧
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي