
مرآة
أمامَ وردةٍ…
تَقاسَمْنا عُريَ المُشاهَدة…
ولم نَتَقاسَمْ أبدًا سُريالِيَّتَها…
…
أمامَ وردةٍ
وَقَفَ #العالِمُ يُحَلِّلُ عَناصِرَها…
يَقرأُ تَركيبَ أوراقِها،
يَنبُشُ في سِرِّ النَّوعِ،
يُفكِّكُ ويُحَلِّلُ،
ثُمَّ يُحَدِّدُ نَوعًا وتَركيبًا
ووَظيفةَ عِطرِها،
مُنتَصِرًا
بإضافةِ اسمٍ جديدٍ لسُلالةِ الأحياءِ…
…
يَقِفُ #الفنّانُ
يَمُدُّ بَصَرَهُ عليها،
يَلتَقِطُ لَحظةَ الضَّوءِ في ثَناياها،
يَفرِشُ ألوانَهُ وريشاتِ رَسمِه كمائِدةٍ،
ولَن يَكتَفِيَ قبلَ أن
يُحِيلَها فمًا يَتَكلَّمُ فوقَ قُماشٍ صامِتٍ…
…
تَقِفُ #سَيِّدةٌ أربعينيَّةٌ
تَشُمُّ عِطرَها…
ثُمَّ تقولُ:
جميلةٌ لِشُرفَةِ مَنزلي…
وشُبّاكِ غُرفتي…
…
تُضيفُ أُخرى:
إنَّ أوراقَها عِلاجٌ للصُّداعِ
وبَتَلاتِها شِفاءٌ…
…
يَقِفُ #عاشِقٌ حالِمٌ
لا يَراها، بل يَرى من خِلالِها ابْتِسامَةَ حَبيبتِه، ولمعةَ عَينَيها…
يَقطِفُها ويَمضي مُسرِعًا…
…
أمامَ الوردةِ…
يَقِفُ #الشّاعِرُ، وفي صَدرِه رَعشةٌ وُلِدَت حينَ رُؤْيَتِها…
وُلِدَت من سُكونِ النَّظرَةِ…
…
أنا لا أَراها… أَرى نَفسي،
أَسمَعُ نَبضًا في أوراقِها،
يُحاوِرُني صَمتُ عِطرِها…
أنا الشّاعِرُ، #مُتورِّطٌفيذاتي،
مُتورِّطٌفيالمَعنى…
لا شيءَ يَبقَى خارجيًّا بالنِّسبةِ لي…
زَهرةٌ بَعيدةٌ
تُولّدُ في داخِلي الحنينَ،
تُثيرُ حُبًّا،
تَعصِفُ حُزنًا…
تَتَشَكَّلُ معها عَوالِمُ كثيرةٌ…
…
أُحاوِلُ أن أَبحَثَ في انكِسارِ الضَّوءِ…
من أَيِّ زاوِيةٍ كانوا جَميعًا يَنظُرون؟؟؟
ولِماذا #أُبصِرُ ما لا يُبصِرون؟…
…
تَرجِعُ الوردةُ خُطوَةً للوراءِ،
ثُمَّ تقولُ:
لستُ أنا…
إنَّما وَجهٌ جديدٌ يُشبهُ وَجهَكِ في الحُقولِ…
أنا وجهُ الماءِ المَصقولُ،
أعيُنٌ تأتي… وأُخرى تَذهَبُ،
أيادٍ تَزرَعُ، وأُخرى تَحصُدُ،
وأَبقَى
أبقى احتمالًا وكم يَطُولُ؟
والحَقُّ، كُلُّ الحَقِّ،
الكُلُّ يَمضي وهو يَحمِلُ شيئًا من ذاتِهِ،
جاء به …
لا مِنِّي…
لا من الفُصولِ…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي