
في يقين الحب
رسلُ الغرامِ عبرنَ فيهِ إلى مدى
عالٍ فكانَ لغيرهمْ فيه الهدى
ولعرشِهِ دانَ الجميعُ فعاشِقٌ
بكتِ الدروبُ لهُ وآخرُ غَرّدا
متجاورينَ على طريقٍ واحدٍ
من لهفةٍ شهقَتْ وقلبٍ أنشدا
قيسٌ وليلاهُ ومن جنحوا إلى
العذريِّ من لونِ الغرامِ مجرَّدا
( روميو و جولييتُ ) العناقُ وقبلةٌ
الحب قبل الوصلِ فيها استشهدا
والسائرون على هداهمْ كلُّ مَن
وصلَ الحبيبَ ومن عليهِ تمرّدا
لا لونَ فرّقهمْ ولا من عصمةٍ
عمّنْ تديّنَ في الغرامِ وعُمّدا
الحبّ قيثارُ القلوبِ إذا بكتْ
خلتَ الدموعَ قلائداً وزُمرّدا
وعلى طريق الحبّ كم من سكرةٍ
صوفيةٍ فرضَتْ عليكَ تجسُّدا
مَن لم يمرَّ على ابنِ فارضها فما
شهدتْ جوارحهُ هناكَ تشهُّدا
جعل القصائدَ تحفةً فنيّةً
واختارَ فيها أن يكونَ المرشدا
وأبو نواسٍ صبّها في جامهِ
وابتاعَ نحو اللهوِ منها موردا
ومضى جميلُ إلى عناقِ بثينةٍ
بعد الردى متشهّداً مستشهدا
للحبّ مدرسةٌ فلا عُمريةٌ
في الحبّ ذاكَ عن الطريقِ تحيّدا
( الحب ليس روايةٌ شرقيةٌ )
ونزارنا عنها شدا متردِّدا
واختار من عريِ المشاعرِ لهجةً
خلدتْ وأفسحتِ الطريق لمنْ عدا
آمنتُ بالحبّ احتفاءً بالرؤى
كالفجرِ أولُ ما يطالعهُ الندى
آمنتُ بالحبّ اختصاراً جامعاً
للخيرِ نورثهَ البنين تجُدّدا
آمنتُ بالحبّ انتصارَ عقيدةٍ
لم تحتملْ بينَ الأنامِ مُعقّدا
يأوي بدافئِ حضنِه الدنيا ولا
يُضوي سوى أهل الجمالِ تفرّدا
فإذا أضاءَ العشقُ قلبَ مُعذّبٍ
قالوا بهِ : بدرٌ بدا وتبددا
سماهر محمد سليمان
اللاذقية /سورية