
أتعافى من ماذا؟ فإنني مريضة منذ زمن طويل. بترت قلبي، وقصصت أجنحتي، ومنيتُ بخيبة الأمل. في كل مرة أردد قائلة: اهدئي، تجنبي، احرصي، تلاشي. ولكن قلبي هو الذي تلاشى، ولم يبقَ لي فؤاد. الآن، كيف سأشرح لأناس لم يكونوا يعلمون ما يجري بي، ويتكلمون عن هدوئي وبرودي، ويشهد الله أن بداخلي براكين، ويوجد نهر واحد، وإلى الآن يفوق البراكين عنفاً.
أيهدأ قلبي بعد فنائه؟ أأنتظر وفاتي كي لا أعد مترجية، يا قائدي؟ أم تريد هدم ظهري وانحناءه كي تتبجح أمام عالمك بأنك مبهج وباذخ؟ ولكن كفاك صلداً. كم كان قلبي ينغم رنيناً ينبض عند الأنام، أما الآن فإن الغيطان لا تسع براكينه ولا سكون حممه.
كانت هناك إشارات عدة منذ البداية، تجاهلتها، وكانت من السماء تمطر، ومع كل قطرة تسقط، أكان إعصار الصبابة يخنق تراجيعها بعد النوى؟ ضن قلبك عليّ، وكأنني طاغية عليك. كنت أظلم ضروب الأمم حتى علمت بأنك خَبّ ونكد. لم تأت إليّ مرة واحدة بإمامة لنتورد. فقط كنت تريبني، وكنت الرّغم لي، وكنت ضغيني، ولم تكن مأثري ذات يوم.
أكان العقد بيننا سمار البين، أم كان جحداً في النهار وكلفاً عند الأنام؟ أعفرت قلبي بعد اكتهاله، ومضيت في الغياهب مخالطاً بعقلي، ولم أعد كما كنت عليه سابقاً.
ماريا حجارين