
ماذا لو استطعت العيش في ذاكرة أحدهم؟
ماذا لو استطعت أن أتمشى في ذاكرة أحدهم كما يتمشى الغريب في مدينة لا يعرفها، يتأمل شرفاتها، يشم عبير الياسمين المنسي في زواياها، ويقرأ رسائل لم تُرسل يوماً؟
تُرى، كيف سيكون الشعور إن صادفتُ نفسي هناك؟
صوتي في هاتف قديم، ضحكتي في مقهى مضى عليه زمن، وجهي في مرآة احتفظت بوهج نظرتي الأولى، وتنهيدتي في آخر سطر من رسالة محذوفة.
هل ستكون تلك الذاكرة فخاً من الحنين، أم نجاة من النسيان؟
هل سأدخل كضيف، أم كذكرى لا تموت؟
هل سأُعامل بلطف، أم أنني مجرد عابر لم يترك أثراً كافياً ليُمنح مقعداً في الصف الأول من الذكرى؟
تُرى، أي فصولي سيختار أن يحتفظ بها؟
هل هي ضحكتي أم انكساري؟
أم تلك اللحظة حين قلتُ كل شيء بصمتي؟
العيش في ذاكرة أحدهم ليس مجرد فكرة، بل اختبار لمدى بقاء أرواحنا في حياة من لم يعودوا معنا.
إنه سؤال يجر خلفه ألف شعور، وألف وجع جميل.
فهل تتمنى يوماً أن تعيش في ذاكرة من تحب، أم أنك تخشى أن تجد نفسك غريباً فيها؟.
✍ | #عبدالرحمن_السري