—
“شقيق الروح: حين يتحول الحب إلى جحيم”
كتبت أشواق سليمان من سوريا:
ناقش نادي صدى رواية شقيق الروح للكاتب دافيد ديوب، الذي وُلد في باريس وترعرع في السنغال، ويعمل أستاذًا في جامعاتها. تُرجمت الرواية إلى العربية بقلم لينا بدر، وقد حازت على جائزة غونكور للثانويين عام 2018.
لماذا تم اختيار هذه الرواية القاسية والشاعرية في آن واحد؟ إنها وصف دقيق للجحيم، جحيم المعارك الدامية، ذلك الجحيم الذي يشوّه البشر ويحوّلهم إلى مسوخ قادرة على القتل.
كنتُ بحاجة شديدة إلى أن أفهم من أي طينة جُبل هؤلاء البشر. كنتُ بحاجة إلى أن أستوعب كيف يتم تصنيع القتلة.
تبدأ الرواية من حدث جلل: مقتل صديق الراوي بطريقة وحشية. حينها يدرك البطل — “أعرف، لقد فهمتَ، ولم يكن يجدر بي أن أعرف” — أن موت الصديق، الصديق الذي كان أكثر من شقيق، يصُدع منظومة الطيبة، وليالي إفريقيا المقمرة، ونقاء التربية اللطيفة على يد أبوين متناغمين، ويدخله إلى منطقة التوحش، التي تقتضي منه أن ينتقم لصديقه ويقتل بالوحشية نفسها التي قُتل بها.
وبطريقة خاطفة، يعود بنا الكاتب إلى قصص الحب الساحرة، سواء قصة حب الراوي وصديقه لفتاة واحدة، ورغبتهما في الفوز بها، أو قصة حب والديه الغريبة، أو قصص الحب التي تحكي عن الدمع والرغبة في الموت، أو عن حكايات الجسد المتجسدة في علاقته العابرة بابنة الطبيب.
تلعب الفنون دورًا مهمًا في رسم العواطف والحب، وفي رؤية الأحبة في أبهى صورة من خلال الرسم. ثم يعرّج الكاتب على أساطير الحب الممزوجة بالجمال واللاواقعية، تلك القصص الخيالية التي تتناغم مع عذوبة إفريقيا وسحرها العذري، الأرض الساحرة التي تضم قصصًا فاتنة.
تنتهي الرواية بطريقة ساحرة وغامضة على لسان “مادبا”، الذي لا نعلم إن كان كل ما حدث هو خيال لشخص ينازع الموت، أم أنه يروي ما حدث بعد موته، أم أنه هذيان صديقه المدعو إلى الموت.
الرواية تستحق القراءة؛ فهي تحكي عنا نحن البشر. يمكن للحكاية أن تدفعنا إلى تحويل رغباتنا الدفينة إلى أفعال محسوسة، أو أن تكون أوهامنا وتخيلاتنا مجرد رغبات غير محسوبة الخطى.
