الخميس, يونيو 12, 2025
  • أسرة التحرير
  • مجلة أزهار الحرف
  • مكتبة PDF
  • الإدارة
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير
البداية حوارات

القاصة المغربية سلوى الإدريسي لمجلة أزهار الحرف

ناصر رمضان عبد الحميد by ناصر رمضان عبد الحميد
يونيو 11, 2025
in حوارات

في رحاب الكلمة وسحر السرد، تبرز الكاتبة المغربية سلوى إدريسي والي كصوت نسائي مميز في المشهد الأدبي المغربي والعربي. من مواليد مدينة طنجة سنة 1983، وحاصلة على شهادة الباكالوريا في الآداب العصرية، سلكت درب الكتابة بشغف وإصرار، فكان لها حضور لافت في القصة القصيرة وأدب الرسائل والمقالة الفكرية.

صدر لها عن جامعة المبدعين المغاربة مجموعة قصصية بعنوان “قلوب لا تصل إليها الشمس” سنة 2023، وساهمت في عدة كتب جماعية ومجلات عربية مرموقة، من بينها مجلة العربي الكويتية وبصرياثا العراقية والهيكل والفضاء الحر. كما نُشرت أعمالها في مجلات دولية كمجلة برشلونة الصادرة من إسبانيا، وكان لها حضور بارز في معارض وندوات ثقافية، من ضمنها معرض الكتاب الدولي بالرباط 2024.

حازت على عدة جوائز أدبية، منها الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة لمجلة الرؤى العربية، وتركت بصمتها في الساحة النقدية من خلال التفاعل الكبير مع إنتاجها القصصي. أعمالها حظيت بدراسات نقدية من أسماء وازنة، وكرّمت في كتاب جماعي مرتقب بعنوان “مبدع البورتري في المغرب” بإشراف الكاتب والصحفي الأستاذ حسن بيريش.

ومن هنا كان لمجلة أزهار الحرف معها هذا الحوار عن رحلتها في عوالم الكتابة، ومشاغلها الفكرية والجمالية، وما تحمله القصة القصيرة من دهشة وخلاص.
حاورتها جميلة بندر


1.قادكِ الحرف منذ البدايات الأولى إلى دروب من التجربة والتأمل والبحث الجمالي، وأنت ابنة طنجة، مدينة الضوء والتعدد. كيف أثّرت هذه المدينة في تشكيل وعيكِ الأدبي؟ وهل كان لفضائها الروحي والجغرافي أثر واضح في بناء عوالمكِ السردية؟
_الجواب 1
أهلا وسهلا عزيزتي الأستاذة جميلة بندر ، سعيدة بإجراء هذا الحوار معك
سؤالك يوقظ فيّ ذاكرةً معقدة، كثيفة الطبقات، تمامًا كطنجة نفسها. لا يمكنني القول إن طنجة كانت مجرد مدينة نشأتُ فيها، بل كانت، ولا تزال، كائناً حيًّا يتنفس داخل كتابتي. هي ليست خلفية سردية، بل شريك متواطئ في التكوين.

طنجة هي ذلك النهر العذب الذي يفصل بين بحرين من التساؤلات، بين ما يُقال وما يُخفى. فيها يتجاور المقدس والوضيع، المحلي والعالمي، العربي والأندلسي، الأوروبي والأمازيغي… وهي بهذا المعنى ليست فضاءً جغرافيًّا فقط، بل تجربة حسّية وروحية، تعلمتُ من خلالها أن الهُوية ليست معطى ثابتًا، بل بناءٌ دائم، متحوّل، فيه من النور بقدر ما فيه من الغموض.

في زوايا المدينة القديمة، في رطوبة جدرانها، في صمت المقابر المطلة على المحيط، تشكّل عندي إحساس عميق بالزمن، لا بوصفه خطًّا مستقيمًا، بل بوصفه طبقات متداخلة من الحيوات والقصص والخيبات. وبهذا، تسللت طنجة إلى عوالم قصصي: لا كديكور، بل كطيف، كحالة وجودية. حتى حين لا أذكرها صراحة، تكون هناك، بين السطور، حاملةً لبُعدٍ من التيه والسفر، من الحنين والاختلاف، من الغربة واللغة.

2.أنت حاصلة على شهادة الباكلوريا في الآداب العصرية، فهل كان هذا التوجّه الدراسي اختيارًا بدافع الشغف المبكر بالأدب، أم نتيجة لظروف خاصة؟ وما الذي مثّل نقطة التحول الحقيقية نحو الاحتراف في الكتابة؟

_2
في الحقيقة، اختياري لمسلك الآداب العصرية لم يكن بدافع الشغف أو التخطيط، بل كان اضطرارًا، لأني لم أكن بارعة في المواد العلمية. كنت فقط أحاول أن أكمل المرحلة الثانوية بأي طريقة، لا رغبة في التفوق، بل لأن شيئًا آخر تمامًا كان يشغلني في تلك الفترة: أسئلة أكبر من محتوى المقررات، أفكار تطاردني في كل اتجاه، شعور داخلي بأني أبحث عن شيء لا تقوله الكتب التي نشتريها كل عام دراسي.

كنت أملك كتبًا خاصة، كتبا متنوعة، منها ما هو ديني، فلسفي، اجتماعي، أدبي، وحتى كتب تفسير الأحلام كانت ضمن مكتبتي الصغيرة. ومع الوقت، صرت أفسّر أحلام أخواتي، وأحلّل رموزها بطريقة فلسفية نفسية عميقة، وكنت ألاحظ كيف توقظ تلك التأويلات فيهن مشاعر من الغبطة والسرور، وكأنني أفتح لهن نافذة على أنفسهن لم يكنّ يعرفنها من قبل.

لكن دعيني أكون صريحة: لم يكن الطريق إلى الكتابة احترافيًّا كما يُتَصوَّر. لم أستيقظ يومًا على قرار “سأصبح كاتبة.” بل جاءت الكتابة من تلك العلاقة الحميمة مع الكلمة، من لحظات كثيرة كنت أقرأ فيها وأسمع صوتًا خفيًّا يصاحب القراءة، أغراني بأن يكون لي صوت مثله، أن أكون ذلك الصوت في ضمير شخص آخر، قارئ مثلي. كأنني كنت أقول دون وعي: “أستطيع أن أكون هذا الأثر، أن أعزف لحنًا بالكلمات في وجدان أحدهم.”

نقطة التحول الحقيقية لم تكن حدثًا خارجيًّا، بل لحظة داخلية من الوعي بأن الصمت لم يعد كافيًا، وأن الكتابة لم تعد خيارًا، بل ضرورة. ومنذ ذلك الوقت، بدأت أكتب لا لأحكي فقط، بل لأفهم نفسي والآخر، لأعيد ترتيب الفوضى التي كانت تعصف بي، ولأطرح أسئلة لا يجرؤ كثيرون على طرحها.

3.إصدارك القصصي الأول “قلوب لا تصل إليها الشمس” جاء عن جامعة المبدعين المغاربة سنة 2023. ما الذي أردتِ أن تقوليه من خلال هذا العمل؟ وهل تعتبرينه إعلانًا أدبيًا عن صوتك الخاص أم مجرد محطة أولى في مسار طويل؟
_3
سؤالكم يضعني في مواجهة تلك اللحظة التي قررت فيها أن أنشر شيئًا من عالمي الداخلي، وأظن أن هذا في حد ذاته لم يكن قرارًا سهلًا. قلوب لا تصل إليها الشمس لم تكن مجرد مجموعة قصصية، بل كانت دفعة أولى من ذلك الصوت الذي ظل لسنوات يتشكّل في الخفاء، في العزلة، وفي تأملاتي الطويلة في الإنسان.

لم يكن هدفي من هذا الإصدار أن أقدّم إعلانًا أدبيًا عن نفسي، بل أن أضع على الطاولة شيئًا حقيقيًّا، شيئًا ينبض بالصدق، حتى لو كان ناقصًا أو غير مكتمل. كنت أعي تمامًا أن هذا العمل لا يُنهي شيئًا، بل يفتح الباب على مصراعيه لأسئلة جديدة، ولتمارين مستمرة في الكتابة والرؤية والتجاوز.

ما حاولت أن أقوله من خلال هذا العمل هو أن العتمة التي تعيش فيها بعض القلوب ليست دائمًا نتيجةً لغياب الضوء، بل أحيانًا نتيجة الحضور الطاغي لأشياء لا تُرى، لا تُسمع، لكنها تُثقِل الكائن وتكتم أنفاسه. هناك شخصيات في القصص تعيش في الظل، لا لأن الشمس لا تصلها، بل لأنها لم تعد تنتظرها. أردت أن أُظهر هذا النوع من الحياة الداخلية، الصامتة، المعذَّبة، التي تمرّ بجانب العالم ولا يلتفت إليها أحد.

لهذا، لا أعتبر قلوب لا تصل إليها الشمس إعلانًا، ولا مجرّد محطة، بل شظية أولى من ذلك الكائن الذي أحاول أن أكتبه طوال حياتي: الإنسان حين ينكسر دون أن يُسمع صوت انكساره.

4.شاركتِ قبل ذلك في مجموعة من الإصدارات الجماعية، أبرزها كتاب “حديث الليالي الباردة” وكتاب الرسائل الصادر عن دار “لوتس” المصرية، برسالة إنسانية بعنوان “أديرو”. ما الذي جذبكِ إلى أدب الرسائل؟ وهل تَرين فيه وسيلة تعبيرية أعمق من السرد القصصي التقليدي؟
_4
أدب الرسائل بالنسبة لي ليس مجرّد جنس أدبي، بل حالة شعورية خاصة، تشبه كثيرًا لحظة الكتابة الأولى حين لا يكون في الذهن قارئ، بل ذاتٌ أخرى، غائبة ربما، لكنها حاضرة في الوجدان بكل قوتها. الرسالة لا تحتاج إلى ديكور ولا إلى حبكة، إنها تذهب مباشرة إلى الجوهر، وهذا ما يجذبني إليها.

عندما كتبت رسالة “أديرو”، كانت بمثابة تمرين على الصدق العاري. الرسالة جاءت بصوت طفل إفريقي من غينيا، ربّته عائلة مغربية، ثم اكتشف بعد سنوات طويلة أن أمه البيولوجية ما تزال حيّة في بلد آخر. فكتب لها رسالة لوم وعتاب، بأسلوب أدبيّ إنساني، يشبه الاعتراف أكثر مما يشبه السرد. في هذه التجربة لم أمارس الكتابة بالمعنى الفني أو الأدبي الضيق، بل مارست نوعًا من التعرّي الوجداني، ومن البوح النبيل الذي لا يُكتب بغرض النشر، بل بغرض الفهم والمصالحة.

وهذا ربما هو جوهر الفرق بين الرسالة والقصة: في الرسالة لا أحتاج إلى تمويه مشاعري أو تغليف أفكاري. أقولها كما هي، كما لو أنني أضع قلبي على الطاولة.

الرسائل تمنحني حرية نادرة في تجاوز الأشكال والأنماط. أستطيع أن أكون فيها فيلسوفة، أو طفلة، أو عاشقة، أو حتى كائنًا يتكلم من خارج الزمن. لا قيود فيها سوى قيد الصدق.

5.من الرسائل إلى المقالات، نُشرت لكِ مقالات فكرية وفلسفية في مجلات مرموقة مثل العربي الكويتية، بصرياثا العراقية، الهيكل والفضاء الحر، فضلًا عن جريدة العلم الثقافي. كيف تتنقلين بين القصة والمقال؟ وأين تجدين نفسكِ أكثر تحررًا وصدقًا في التعبير؟

_5
سؤال مهم، لأنه يلامس جوهر العلاقة بين الشكل والمضمون في تجربتي. الحقيقة أنني لا أتعامل مع القصة والمقال كجنسين منفصلين تمامًا، بل كقناتين مختلفتين لعبور الفكرة أو الإحساس ذاته، تبعًا لطبيعته وعمقه وطريقة ظهوره داخلي.

في القصة، أتحرّك داخل الكثافة: أستأصل التجربة من جذورها، أراقبها وهي تتجسّد في هيئة شخصية، في صوت، في لحظة صمت، في رعشة صغيرة لا تُرى. أما في المقال، فأنا أستعيد العقل الذي راقب كل ذلك بصمت، ثم قرر أن يتكلم. المقال بالنسبة لي مساحة للتفكيك، للتأمل، ولصياغة الأسئلة الكبرى التي لا يمكن قولها من خلال شخصية واحدة أو موقف عابر.

لكن إن سألتِني أين أجد نفسي أكثر تحررًا وصدقًا؟ أقول لك: في القصة. لأنها تدخل إلى الوعي الإنساني دون أن تسقط في فخ المحاكمة، حيث يكون الكاتب متهمًا والقارئ قاضيًا. القصة تقول ما تريده بخفة، بل وتورّط القارئ أحيانًا في تبني فكرة أو استلطاف مضمون لم يكن ليتقبّله لو جاء في قالب مباشر.

القصة تمنحني حرية من نوع آخر: حرية التخفّي، والتسلل إلى عوالم لا أجرؤ على مواجهتها في وضح الفكرة. لذلك أتنقل بينهما دون شعور بالخيانة لأيٍّ منهما. إنهما ليسا طريقين متوازيين، بل وجهان لصوت داخلي واحد يبحث عن الطريقة التي يُقال بها.

6.منصة الأنطولوجيا الإلكترونية ومجلات دولية مثل برشلونة الإسبانية احتضنت بعض أعمالك، هل ترين أن الفضاء الرقمي ساهم في انتشار صوتك الأدبي؟ أم أن النشر الورقي لا يزال يحتفظ بجاذبيته الخاصة لديكِ؟
_6
سؤالكم يضعني أمام مفترق بين زمنين: زمن الورق وزمن الشاشة، وكلٌّ منهما له طقسه وصداه. لا يمكن إنكار أن الفضاء الرقمي فتح نوافذ واسعة لأصوات كثيرة، كنت واحدة منها. النشر عبر المنصات الإلكترونية، سواء على الأنطولوجيا أو في مجلات دولية كبرشلونة الإسبانية، أتاح لنصي أن يعبر الحدود بسرعة الضوء، أن يصل إلى قارئ لم أكن لأحلم بلقائه، لا جغرافيًّا ولا لغويًّا.

لكن، رغم هذا الانفتاح الرقمي، يظل للنشر الورقي سحره الخاص. هناك شيء في ملمس الصفحة، في ثقل الكتاب بين يديك، في رائحة الحبر، يوقظ شعورًا لا يعوّضه الضوء البارد للشاشة. ربما لأن الورق يمنح النص شعورًا بـ”التحقّق”، وكأن الكلمات أصبحت كائنًا حيًّا له جسد.

أنا أؤمن بالتكامل لا بالمفاضلة. الفضاء الرقمي وسّع أفق الانتشار، وحرّر الكُتاب من قيود الوسطاء التقليديين، لكنه لا يُلغي جمالية الورق، ولا تلك اللحظة الحميمة التي يعيشها القارئ وهو ينفرد بكتاب في زاوية معزولة. لذلك أجد نفسي اليوم أكتب وفي ذهني قارئ على الشاشة، وآخر ينتظر في المكتبة. وكلاهما يعلّمني شيئًا عن المعنى، وعن الكتابة كفنّ عابر للوسائط والزمن.

7.حصلتِ على الرتبة الخامسة في مسابقة أدب الرسائل، وشاركتِ في مسابقة كن كاتبًا بقصة “حقوق العلكة”. ما الذي تمثّله لكِ المسابقات الأدبية؟ هل هي حافز، أم مجرّد تجربة؟
_7
المسابقات، في جوهرها، لا تهمّني كسباق، بل كمنصة تضع نصّك في مواجهة القرّاء واللجان والاحتمال. أحيانًا تفتح لك بابًا لم يكن في الحسبان، وأحيانًا تكون مجرد تمرين إضافي على الكتابة تحت شرط ما، تحت سقف زمني أو موضوعي.

لذا، أتعامل معها بشيء من الحذر والامتنان: الحذر حتى لا يتحول الحافز إلى ضغط أو تكلّف، والامتنان لأنها منحتني فرصة أن أجرّب، أن أخطئ، أن أُلاحظ كيف تتلقى جهة ما كتابتي، من خارج الفضاء الذي اعتدتُه.

وفي النهاية، ستبقى الكتابة عندي فعلًا حرًّا، يتجاوز الجوائز والمسابقات، وإن كانت أحيانًا تُنير الطريق.

8.في كثير من كتاباتكِ، تبرز رؤية أنثوية عميقة تتقاطع فيها الذات الفردية مع الهمّ الجمعي، كما في مقالكِ “فلسفة الجمال برؤية أنثوية”. كيف تنظرين إلى دور المرأة الكاتبة اليوم، خصوصًا في المشهد الثقافي المغربي والعربي؟ وهل ترين أن الإبداع الأنثوي لا يزال يُحاصَر بقوالب نمطية، أم أننا نشهد تحولًا حقيقيًا في موقع المرأة داخل الحقل الأدبي والفكري؟
_8
سؤالكِ يلامس جوهر ما يشغلني ليس فقط ككاتبة، بل ككائن يفكّر ويعيش في زمن تتصارع فيه التحوّلات مع البنى القديمة.
في مقالي “فلسفة الجمال برؤية أنثوية”، حاولت أن أستعيد الجمال من قبضة الذوق الذكوري المكرّس، وأن أعيد تعريفه من داخل التجربة الأنثوية: لا كزينة، بل كوعي، كصوت، كطريقة مقاومة ناعمة للعنف الرمزي. هذا بالضبط هو ما أراه دور المرأة الكاتبة اليوم: أن تكتب لا لتثبت وجودها فحسب، بل لتعيد تشكيل المفاهيم، لتقول العالم بلغتها الخاصة.

المرأة في المشهد الثقافي المغربي والعربي قطعت أشواطًا مهمة، نعم، لكن لا يمكن القول إننا وصلنا إلى تحوّل كامل. لا يزال هناك نوع من التلقي المتحيّز، ونوع من التصنيف المسبق لأي كتابة نسائية: هل تكتب عن الجسد؟ عن الحب؟ عن الأمومة؟ وكأن المرأة الكاتبة لا يُنتظر منها أن تُفكّر، أن تُنظّر، أن تُربك اليقينيات كما يفعل نظراؤها الذكور.

لكنّني متفائلة. لأن ما يحدث الآن هو حراك حقيقي، بطيء لكنه عميق. هناك أسماء نسائية تفرض حضورها ليس كـ”كاتبات نساء”، بل كمبدعات ومفكرات دون قيد التصنيف. المرأة اليوم لم تعد تبحث فقط عن مساحة للتعبير، بل عن حقّها في أن تكون ذاتًا فاعلة، أن تكتب خارج السقف، وخارج النظرة العاطفية التي تختزلها في وجع أو غنج.

9.ما المشروع القادم الذي تشتغلين عليه؟ وهل من حلم أدبي لم يكتب بعد لكنه يلحّ عليكِ بصمت؟

_9
سؤال يُشبه الباب المفتوح على الغد…

في هذه المرحلة، أشتغل على مشروع غير مألوف في مساري، يمكن وصفه بأنه تأمل فلسفي–سردي يتمحور حول صورة “المثقف” في زمن المنصات الرقمية، بين ما يُعلنه على صفحاته العامة، وما يضمره في الحوارات الخاصة، سواء من تناقضات أو مكاشفات صامتة. أعمل حاليًا على ترتيب فصوله النهائية، إلى جانب تحضيري لمجموعة قصصية ثانية، أحاول من خلالها الاستمرار في الإنصات لما لا يُقال.

لكن يبقى هناك مشروع أكبر وأشدّ وطأة، أشتغل عليه منذ سنوات، ويتطلب منّي كثيرًا من التريّث والجدّية. هو مشروع فكري بحثي يتوجه نحو النصوص المقدّسة، ليس من باب التأويل التقليدي، بل من زاوية مساءلتها كخطاب، وكبنية لغوية ووجودية تسكن فينا بعمق. هذا المشروع يلحّ عليّ، وقد يكون الشكل الأصدق لمحاولة فهم الذات والمطلق معًا.

في ختام هذا الحوار، لا يسعني إلا أن أعبّر عن شكري وامتناني العميق لك الصديقة جميلة بندر على هذا اللقاء الغني، وللشاعر الفذ ناصر رمضان الذي أتاح لي هذه المساحة، التي أعتبرها فرصة للصدق مع الذات كما مع الآخر.
ولمنبركم الثقافي “أزهار الخرف”، أبعث كامل محبتي واعتزازي، فهو أكثر من فضاء أدبي، إنه مكانٌ نادر للضوء في زمنٍ تكثر فيه الظلال.

حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف.

مشاركةTweetPin
المنشور التالي

آلاء فواز تدشن كتابها مثلث انتهوفن

آخر ما نشرنا

مقالات

سنوات على رحيل الدكتور جفعر عبد السلام بقلم الأستاذ الدكتور/بكر إسماعيل الكوسوفي

يونيو 12, 2025
5

سنوات على رحيل جعفر عبد السلام .. الذي جعل من القانون الدولي لغة للدفاع عن الأمةبقلم: الأستاذ الدكتور/ بكر إسماعيل...

اقرأ المزيد

بيداء الحمد /قلبي قصيدة لم تكتمل

يونيو 12, 2025
5

آلاء فواز تدشن كتابها مثلث انتهوفن

يونيو 11, 2025
7

القاصة المغربية سلوى الإدريسي لمجلة أزهار الحرف

يونيو 11, 2025
28

رحاب هاني /لابوبو :حين يتحول الخوف من العدم إلى سباق استهلاكي

يونيو 11, 2025
26
  • الأكثر شعبية
  • تعليقات
  • الأخيرة

ليل القناديل /مريم كدر

يناير 15, 2024
ومضات /رنا سمير علم

رنا سمير علم /قصور الروح

أغسطس 11, 2022

ومضة /رنا سمير علم

أغسطس 11, 2022

الفنانة ليلى العطار وحوار مع أسرتهالمجلة أزهار الحرف /حوار مي خالد

أغسطس 23, 2023

ومضة

ومضات

زمن الشعر

عطش

سنوات على رحيل الدكتور جفعر عبد السلام بقلم الأستاذ الدكتور/بكر إسماعيل الكوسوفي

يونيو 12, 2025

بيداء الحمد /قلبي قصيدة لم تكتمل

يونيو 12, 2025

آلاء فواز تدشن كتابها مثلث انتهوفن

يونيو 11, 2025

القاصة المغربية سلوى الإدريسي لمجلة أزهار الحرف

يونيو 11, 2025

الأكثر مشاهدة خلال شهر

شعر

قصر من نبض/ماريا حجارين

مايو 24, 2025
409

اقرأ المزيد

أحلام /ماريا حجارين

مايو 25, 2025
347

ماريا حجارين /حين يُجفّف الشوق أرواحنا

مايو 23, 2025
328

ماريا حجارين/أتعافى من ماذا ؟

مايو 29, 2025
314

موسوعة مدارت الحب

مايو 16, 2025
306
جميع الحقوق محفوظة @2022
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير