
كلمات الأرصفة
تلك الحروفُ على حوافِّ الشارعِ
لا تُغويني…
ولا تُحرّكُ في فؤادي الساكنِ
ما عدتُ أنصتُ للنِّداءِ المائعِ
ما عدتُ أرتجفُ لعذبِ العاشقِ
قلبٌ تعوّدَ صمتَهُ
لا توقظوهُ بنبضِ كاذبِ النغماتِ
هي كلماتٌ
مثلُ الحصى…
تتدحرجُ في دروبٍ باليةْ
لا ظلَّ فيها للحنينِ
ولا مكانَ لرحمةٍ آتيةْ
كأنها تُلقى لتمحى
في زوايا الذاكرةْ
كأنها تُروى بلا روحٍ
ولا خطوٍ، ولا فكرةْ
أنا التي ما عادتْ تذوبُ بمِدحَةٍ
أو تستكينُ لسحرِ صوتٍ حالِمِ
فالمجاملةُ، وإن رَقَّتْ، خداعٌ
والغَزَلُ، إن لم يكن صدقًا، هشيمْ
لا تقتربْ بكلماتٍ مطروحةٍ
على الزوايا الباهتاتْ
جَرِّبْ صدقًا…
حرفًا نقيًّا، لا يُهادنُ كالعَتابِ
قُلْ شيئًا يشبهُ وجعي
ويشبهني
حديثًا لا يُقالُ لكلِّ أنثى عابرةْ
حينها فقط…
قد ألتفتُ،
وقد أُصغي لنبضِ الرسالةْ
أما الآنَ…
دعْ كلماتِك تموتُ على الرصيفْ
فأنا لستُ هواةَ صُدَفٍ
ولا أُصادقُ الحروفَ إن جفَتْ
دعها هناك…
كغُبارٍ
لا يُؤلمُ…
ولا يُرى.
فاطمة الزهراة الميلودي
