النَّفَق
نفقٌ من بكاءِ الرؤى ..
عبَرَتْهُ احلامٌ مبتورة
وسقطَ فيه ضوءُ القلب
حين تعثَّرَ بالحقيقة .
كلُّ فكرةٍ هاربَةٍ احتمَتْ بهِ
وكلُّ نداءٍ ضائعٍ
ارتَدَّ اليهِ صدىً
كأنهُ يجيدُ الاصغاءَ
لكن لا يُجيدُ الرَّدَّ .
عتمَةٌ بَدَّلَتْ مرآةَ روحي
تُريني وجهي
كما لم اعرِفْهُ ..
وجهٌ بلا ملامحَ
مليءٌ بكلِّ ما لم يُقَلْ .
يا نفَقًا من بكاءِ الرُّؤى
هل أنتَ قبري
أم أنتَ رحمٌ آخر ؟
هل سأخرجُ منكَ
كما خرجْتُ الى الحياة ؟
أم سأبقى فيكَ
أحرسُ صمتي
وأنسى إسمي ؟
مع كل خطوَةٍ
بدأ جدارُكَ يتنفسُ معي
بدأ الهواءُ يتغيَّر
لم يعدْ ثقيلًا..
صوتٌ خافتٌ
وشيءٌ يشبِهُ الضَّوء ..
في نهايةِ النَّفق .
لم اخرجْ كما دخلتُ
لكنني كنتُ ..
أكثر صدقًا ..
أقل خوفًا..
وأقرب إلى نفسي .
لم يكن ليلًا ..
كان رَحمًا
يُعيدُ تكويني
وسرًا ينمو في الظُّلمةِ
ليولدَ في النُّور .
نقية هاني
٢٨ حزيران ٢٠٢٥