في طابورِ الجوعِ… غزة
في الزحامِ تمدُّ الأكُفَّ الطّفولةُ،
ولا شيء يُمدُّ لها سوى الريح…
في الزوايا يئنُّ القدرُ
فارغًا من القمحِ،
ممتلئًا بالأمل الجريح.
تحت جلبابِ أمٍّ تنوءُ بطفلَيْنِ
تُخبّئُ وَجَعَ الخبزِ،
وتخشى عليهم من صرخَةِ ملحٍ
تذوبُ على خدِّ الرّغيفِ الذبيح.
غزّةُ…
يا ابنةَ الحصارِ والسُهْدِ،
كلُّ يدٍ ممدودةٍ فيكَ
تسألُ لا عن فتاتٍ،
بل عن حياةٍ…
عن قليلِ نورٍ،
عن قليلِ ماءٍ…
عن يومٍ لا تَصطَفُّ فيه الطناجرُ
كأنها جيشٌ مهزومٌ يَنتظرُ الصّدقة!
من أين نأتيكِ بالشِّعرِ
وأنتِ تكتُبين القصائدَ بلبنِ الأطفال؟
من أين نحكي عن النَّخوةِ،
وأنتمْ تُطاردون الرغيفَ كما يطارِدُ الحلمَ اللاجئُ؟
غزّةُ…
لا القصائدُ تُشبِعُ،
ولا العناوينُ تُنقذُ،
لكنّكِ رغم الجوعِ،
تَصنعينَ مِن الكرامةِ خبزًا…
ومِن دمعِكِ… عِزّة
د.ندى بوزيدي
٢١ تموز ٢٠٢٥