قراءة مقتضبة في قصيدة أحمد النظامي
بقلم الأديبة / فيروز مخول
على صدر النهار إذا تجلّى
تبث الحب أنساماً وفُلَّا
وتحرث أمنيات البحر شوقاً
وماء العُمر بين عسى وعلَّ
تخلَّىٰ عنك بعضُ البعض لكنْ
تأكد لن يضرّك من تخلَّىٰ..!!
فرقِّع حُلمك المشطور وانهض
كصوت الدان في وتر (المكلا)
وقل للغيمة الكسلى هَلُمِّي
لريّ الإبتسامة ليس إلّا
إذا ما صار شوك الآه ورداً
دنا عرشُ المحبة أو تدلّى
سيبزغ من وراء الجدبِ غصنٌ
على شفقٍ من الياقوت صلّى
إذن..فاصدع بمن تهوى كثيراً
كثيراً ، وانبثق شمساً وظِلّا
قصيدة تنبض بالحياة رغم الألم، وتزرع في القلب بذور الأمل من رحم الانكسار. أحمد النظامي هنا لا يكتب شعراً فحسب، بل يرسم خارطة للروح كي تنهض، ويوشّحها بصورٍ شعرية باذخة الجمال: من أنسام الفُلّ إلى شوك الآه الذي يتحوّل ورداً، ومن وتر المكلا إلى شفق الياقوت المصلّي. في هذه الأبيات، كل انكسارٍ مقدّمة لبعثٍ جديد، وكل خذلان دعوة للتجلّي.
إنها قصيدة تنهض بالحلم من الشطر الممزّق إلى التمام، ومن الغيمة الكسلى إلى مطر الابتسامة. باختصار: نصّ يلملم الشعثَ فينا ويوقظ الصوت في الحناجر.