(كيف أصبحنا مثل الأطعمة المحفوظة- بقلم منار السماك – البحرين )
في زمن أصبح فيه التكرار قانونًا لا يُكسرصارالروتين اليومي كرياضة أولمبية نحن الآن عبوات بلاستيكية شفافة محفوظة بإحكام على رفوف الحياة نفتحها صباح كل يوم لنجد ذات الطعم والروائح المألوفة التي لم تتغير منذ الأمس وربما من أيام ليست بالبعيدة لكن الفرق عبواتنا بلا تاريخ انتهاء نعيش وكأننا خالدون في معركة ضد التجدد مصممون على أن نبقى محفوظين إلى الأبد!
الحياة بين المغامرة والتكرار
هل الحياة مغامرة أم وصفة معدة مسبقًا في عالم يطبخ لنا طبقًا طبقًا أصبحت الحياة نسخة مكررة بلا روح نستيقظ نتناول نفس فنجان القهوة في نفس المكان نذهب إلى نفس العمل نفتح نفس التطبيقات على هواتفنا أحيانًا يبدو وكأن الحياة عبارة عن إعادة تشغيل مستمرة لنفس اليوم نغرق في دوامة الروتين اليومي نقرأ أخبارًا مستهلكة ننتظر غروب الشمس لإعادة تشغيل نفس الحلقة من مسلسلاتنا كأننا آلات تكرار تنتج نسخًا متطابقة من أنفسنا بلا بصمة شخصية لكن الروتين لا يقتصر على الأفعال اليومية فقط فهو يمتد ليشمل مشاعرنا وأحاسيسنا التي نخزنها في أوعية عاطفية محكمة
العلب العاطفية ألم محفوظ بغطاء محكم
أرواحنا أعقد من عبوات الطعام لكن حالها لا يختلف كثيرًا نخزن الغضب والألم في أوعية عاطفية محكمة نخاف أن نفتحها ربما لأن رائحتها الكريهة ستملأ حياتنا نخشى أن تعيدنا تلك المشاعر إلى ماضي مؤلم لكننا لا ندرك أن تلك العلب لا تشفينا هي فقط تستهلكنا
هل يمكننا أن نعيد تعبئة أرواحنا بمشاعر جديدة ربما لكن ذلك يتطلب شجاعة علينا أن نتعلم كيف نفتح هذه الأوعية ونتخلص من الأحزان القديمة لنفسح المجال للأمل والحب
المجتمع رف من العلب بلا ملصقات مميزة
حتى علاقاتنا الاجتماعية أصبحت عبوات مكررة في اللقاءات وعلى منصات التواصل نلتقي بوجوه محفوظة تكرر نفس الابتسامات القصص والنكات التي يعاد تدويرها يوميًا نتبادل أحاديث معدة مسبقًا نشارك في مسرحية بلا نهايات أو مفاجآت نحن كالزجاجات التي تُفتح لتخرج منها فقاعات رتيبة بلا طعم
هل من خلاص؟
هل نستطيع الخروج من هذه المصانع التي تنتجنا؟
هل يمكننا كسر الغطاء إخراج المكونات وتنقية أرواحنا من بقايا الماضي ؟
ربما لكن التغيير يتطلب شجاعة ابدأ بخطوة صغيرة جرب شيئًا جديدًا اليوم قد تكون البداية بتغيير روتينك اليومي أو تجربة نشاط لم تقم به من قبل هكذا نعيد تذوق الحياة ونصنع طبقًا فريدًا
كن الطاهي المجنون في مطبخ نفسك
لا تنتظر الحياة أن تعطيك الفرصة لتغييرها ابدأ الآن الحياة ليست عبوة محفوظة لتبقى كما هي ولا وصفة مكررة بلا نهاية الحياة أشبه بطاهي مجنون في مطبخ تحت الأرض يخلط نكهات غريبة
ويقول: تذوق حتى وإن بدا لك طعمها غريبًا
لا تخف من التغيير جرب الجديد افتح علبك العاطفية وكن البطل الذي يكتب قصته بنفسه
اكسر الغطاء وابدأ رحلتك
الحياة مليئة بالفرص ولكن يجب أن تكون أنت الشخص الذي يقفز إليها اكسر الروتين أضف لمستك الخاصة وكن الشخص الذي يصنع التغيير فلنكسر الغطاء نخرج من كبسولة الروتين ونبدأ رحلتنا بأمل بجنون وبحب لا يُقاوم.