وفاة الدكتور الشاعر صابر عبدالدايم
***
الدكتور صابر عبدالدايم يونس: رحلة عمر في خدمة الأدب والفكر
وُلد الدكتور صابر عبدالدايم يونس في محافظة الشرقية بمصر يوم 15 مارس 1948م، ورحل عن عالمنا في عام 2025م بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والأدبي والفكري، ترك خلالها بصمات لا تُمحى في الشعر والنقد والأدب الإسلامي.
نشأته ومؤهلاته
حصل على الدكتوراه في الأدب والنقد مع مرتبة الشرف الأولى من كلية اللغة العربية بالقاهرة – جامعة الأزهر عام 1981م. وتدرج في المناصب العلمية حتى بلغ درجة الأستاذية عام 1990م. شغل مناصب رفيعة، من أبرزها:
عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق.
وكيل الكلية لعدة فترات.
عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، ومقرر لجنة الفروع، وعضو لجنة الشعر.
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
رئيس جمعية الإبداع الأدبي والفني بالشرقية سابقاً.
عمل أستاذاً بجامعتي أم القرى والإمام محمد بن سعود الإسلامية.
نشاطه الأدبي والثقافي
كان الدكتور صابر عبدالدايم صاحب حضور بارز في المؤتمرات الأدبية والشعرية، سواء داخل مصر أو خارجها. شارك في مؤتمرات كبرى مثل مؤتمر العقاد بأسوان، ومؤتمر الأدب الإسلامي في القاهرة واسطنبول، ومؤتمر الجنادرية بالمملكة العربية السعودية. كما أسهم في تحكيم العديد من المسابقات الأدبية، وأشرف على عشرات الرسائل العلمية في مصر والسعودية.
كان عضواً نشطاً في تحرير المجلات الثقافية والأدبية، منها: الثقافة الجديدة، أوراق ثقافية، أصوات معاصرة، صوت الشرقية، إلى جانب تأسيسه للصالون الأدبي بالشرقية، الذي مثّل منبراً ثقافياً مرموقاً.
إبداعه الشعري
ترك الدكتور صابر عدداً من الدواوين الشعرية التي جسدت تجربة أصيلة في الشعر العربي المعاصر، من بينها:
نبضات قلبين (1969)
المسافر في سنبلات الزمن (1982)
الحلم والسفر والتحول (1983)
المرايا وزهرة النار (1988)
العاشق والنهر (1994)
مدائن الفجر (1994)
العمر والريح (2003)
كما كتب مسرحية شعرية بعنوان النبوءة. وقبل وفاته بوقت قصير، أصدر الأعمال الكاملة لشعره، كخلاصة لمسيرته الشعرية الطويلة.
شهادات شخصية
كانت للدكتور صابر عبدالدايم علاقات إنسانية طيبة مع محيطه الأدبي والثقافي. فقد ربطتني به – كاتب هذه السطور – صلة وثيقة حين كان مشرفاً على باب الشعر بمجلة الأزهر، حيث نشر لي وكتب عني، وكان يصحبنا في رحلاته مع أعضاء اتحاد الكتاب ورابطة الأدب الإسلامي العالمية (فرع القاهرة).
ومن ذكرياتي معه أنه حين كان يعمل على جمع وتحقيق ديوان الشيخ محمد متولي الشعراوي، تواصل معي للاستفادة من علاقاتي بأسرة الشيخ وزوج ابنته الحاجة صالحة، الدكتور عصام القطقاط. وقد أسفر هذا الجهد عن نشر الديوان بتحقيقه عن الهيئة العامة للكتاب.
وكان الاحتفال بهذا العمل حدثاً كبيراً، إذ أقيم في خلوة الشيخ الشعراوي بالسيدة نفسية، بحضور كوكبة من العلماء والشخصيات البارزة، منهم: الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور علي جمعة، ورجل الأعمال حسن راتب إلى جانب لفيف من الإعلاميين والأحباب.
إرثه وذكراه
رحل الدكتور صابر عبدالدايم بعد أن قدّم عطاءً ثرياً للأدب الإسلامي والنقد والشعر، وترك وراءه تلاميذ ومريدين وكتابات ودواوين تخلّد اسمه. رحم الله الدكتور صابر عبدالدايم رحمة واسعة، وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته.